البلدوزر بقلم الدكتورة آمال جبرالله سيد أحمد

البلدوزر بقلم الدكتورة آمال جبرالله سيد أحمد


01-29-2015, 06:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1422550960&rn=1


Post: #1
Title: البلدوزر بقلم الدكتورة آمال جبرالله سيد أحمد
Author: آمال جبرالله سيد أحمد
Date: 01-29-2015, 06:02 PM
Parent: #0

صدق رئيس الجمهورية عندما وصف وزيره للصحة بولاية الخرطوم بالبلدوزر وأنه لا يعر أي إهتمام (للكواريك) الحوله.
البلدوزر أو الجرافة آلة ضخمة تستخدم غالباً للهدم. أرتبط البلدوزر أو الجرافة على المستوى الإعلامي والسياسي بعمليات التحطيم الكبرى كتلك التي تقوم بها الجرافات الإسرائيلية لإزالة منازل الفسلطينيين وتدمير الشوارع والمزارع حتى تتمكن من بناء المستوطنات الإسرائيلية ومحاولات محو الوجود الفلسطيني. حتى أن منظمات حقوق الإنسان وتلك الداعمة للشعب الفلسطيني طالبت الرئيس أوباما بالضغط على شركة Caterpillar كتربيلار المنتجة لتلك الآليات لوقف مبيعاتها لإسرائيل باعتبارها تستخدم كسلاح لتدمير البنى التحتية في المناطق التي يسكنها الفلسطينيون. كما إرتبط البلدوزر في السودان بحملات إزالة معسكرات النازحين والسكن الإضطراري (العشوائي) وإزالة الأكشاك تحت مسميات زائفة مثل إعادة التوطين ونظافة العاصمة وإعادة التخطيط وجميعها تتم بنفس العقلية البلدوزرية التي تستخدم ضد الفلسطينيين.
أما البلدوزر الذي أشار له الرئيس في مجال الصحة فقد تهيأ دوره هذا ضمن آلية Process من عمليات الهدم والتحطيم تتم على المستوى السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي، شملت مؤسسات الدولة بما فيها الخدمة المدنية والقوات المسلحة والمؤسسات السياسية الراسخة، وباعت مؤسسات القطاع العام بأبخس الأثمان وأججت الحروب وفصلت الجنوب ومزقت النسيج الإجتماعي فحولت مواطنيه إلى نازحين ومهجرين وأبناء سبيل، وفرقت بينهم على أساس اللون والنوع والقبيلة والدين والمنشأ والثروة. في هذا الإطار التحطيمي الإهداري للرأسمالية الطفيلية الإسلامية يحطم هذا البلدوزر البنى التحتية للصحة في بلادنا بتفكيك المستشفيات الكبيرة أو إستئجارها للقطاع الخاص والتخلص من المراكز الصحية الحكومية لمصلحة القطاع مثل المعركة التي تدور رحاها الآن حول ملكية مركز صحي سمير بالرغم من أنه وقف معروف وظل يقدم الخدمات الصحية للآلاف من سكان المنطقة، وما تم من تدمير لمستشفى الخرطوم التعليمي العريق والتي تمثل حصيلة جهود أجيال من العلماء والعاملين في مجال الصحة وتوفرت لها من الإمكانيات المادية والبشرية والعلمية والتطور في الهياكل والأداء مالم يتوفر للمستشفيات الأخرى وبعدها ينتقل البلدوزر إلى المستشفيات الأخرى.
إن التعدي على مؤسسات القطاع العام الصحية خاصة تلك المتعلقة بالرعاية الصحية الأولية والصحة العامة هو تعدٍ على صحة الجميع لأن هذا المستوى من الرعاية الصحية هو المعني بالوقاية من الأمراض الوبائية والتي تمثل غالبية الأسباب التي تقود للتردد على المستشفيات للعلاج وتؤدي للوفاة وسط الراشدين والأطفال حسب تقارير وزارة الصحة الإتحادية.
بالإضافة إلى إنها تؤدي خدمات واسعة على مستوى السودان لإنتشار المراكز الصحية والشفخانات والصيادلة ووحدات الرعاية الصحية الأولية والتي بدأت في التناقص وتعرضت للإهمال المتعمد. هذا وقد كشف خطر وباء الإيبولا في غرب أفريقيا والذي أثار حالة من الذعر إمتدت للسودان، كشف عجز الأنظمة الصحية في هذه البلدان عن التصدي لمثل هذا الوباء والذي كان من الممكن منعه أو تقليل خطره بدلاً من وفاة الآلاف وذلك إذا توفر نظام صحي متكامل وفعَّال مستند على الرعاية الصحية الأولية ومهيأ للتصدي للأوبئة.
أما تحطيم المراكز الصحية والمستشفيات القائمة بحجة نقل الخدمات للأطراف فأمر يدحضه الواقع واتضحت الأسباب الحقيقية لهذه الحملات البلدوزرية للجميع، إذ سرعان ما حلت المستشفيات والإستثمارات الخاصة محل المستشفيات والمراكز الصحية المملوكة للشعب مثل إيجار أجزاء من مستشفى الخرطوم لشركات خاصة ومعامل وصيدليات خاصة وغيرها مما ستكشف عنه الأيام القادمة، لا عجب فقد أصبح العلاج سلعة يحصل عليها القادرون وأنحسرت الخدمات الصحية الوقائية.
نعود لحجة نقل الخدمات للأطراف، بالتأكيد أن التوسع السكاني والإسكاني الذي تشهده العاصمة وغيرها من المدن يتطلب توسعاً في الخدمات الصحية والتعليمية والبيئية وغيرها بل من المفترض أن يكون ذلك جزءاً أصيلاً من التخطيط لأي توسع عمراني. بالإضافة إلى ضرورة توفير هذه الخدمات للملايين من النازحين والنازحات الذين قدروا عددهم بـ6 ملايين ويزداد يومياً بسبب الحروب، ولاشك أن أغلب هذا العدد يعيش في أحزمة الفقر المحيطة بالعاصمة. إذن الضرورة تقتضي التوسع في إنشاء المؤسسات والخدمات الصحية المتنوعة في هذه المناطق على المستويات الوقائية والعلاجية. أما تحطيم المستشفيات والمراكز الصحية القائمة أصلاً وبهذه الطريقة البلدوزرية وما تبعها من تهديد وتشريد للكوادر العاملة وإجبارها على الهجرة للقطاع الخاص بالداخل أو للخارج ونهب الأجهزة والممتلكات من وراء ظهر العاملين وإشعال الحرائق (بواسطة مجهول) لهو أمر لا علاقة له بتوسع الخدمات الصحية وينم عن عقلية تحطيم العام لمصلحة الخاص بل والخاص جداً.
يكشف التقرير المشترك لمنظمة اليونسيف والبنك الدولي وشعبة الأمم المتحدة للسكان والصادر في سبتمبر 2014م إن ثمانية دول من أصل 60 دولة قد تجاوزت الأهداف الإنمائية للألفية والمتعلقة بخفض وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 67% وهذه الدول هي: ملاوي 72%، بنغلاديش 71%، ليبيا 71%، تنزانيا 69%، تيمور ليش 68%، النيجر 68% وأريتريا 67%.
وأشار التقرير أن التحسن الرئيسي في خفض وفيات الأطفال يعود جزئياً لتدخلات وسياسات غير مكلفة وقائمة على الأدلة العلمية للتصدي للأمراض المعدية الرئيسية وهي على سبيل المثال التطعيم المنتظم وإستخدام الناموسيات والإرواء لمعالجة الإسهالات وتحسين مستوى التغذية بالإضافة إلى تحسين وحماية صحة الأمهات. ليس غريباً أن السودان لم يكن ضمن هذه الدول إذ أن مقاصد السياسات والممارسات البلدوزرية لا تصب في هذا الإتجاه بل في الإتجاه المعاكس. ويؤكد ذلك ما رصد في ميزانية 2015م للخدمات الصحية بالمقارنة مع بنود الميزانية الأخرى:-
قطاع الأمن والدفاع 13,74 مليار جنيه
قطاع الأجهزة السيادية 2,53 مليار جنيه
الصحة 779,4 مليون جنيه
كما جاء في تفاصيل الصرف على الصحة الآتي:-
كل المستشفيات الحكومية بالسودان خصص لها 349 مليون جنيه
دعم الأدوية المنقذة للحياة 245 مليون جنيه
دعم العمليات بالمستشفيات 24 مليون جنيه
دعم العلاج بالحوادث 22 مليون جنيه
* المصدر: ميزانية 2015-وزارة المالية الإتحادية
إنه إستهتار حقيقي بالإنسان السوداني، فتكاليف زواج أي من المتنفذين أو أحد أبنائهم تفوق بكثير ما رصد لدعم العمليات بالمستشفايت أو دعم العلاج بالحوادث. هذه الأرقام تكشف حقيقة أولويات الرأسمالية الطفيلية الإسلامية، وتوضح لماذا أشاد المشير بالبلدوزر وعدم إكتراثه (بكواريك) المرضى حوله. إن استعادة الخدمات الصحية كحق لكل إنسان تحتاج لآليات بناء لا آليات هدم وإلى آذان صاغية لآلآم الشعب وقلب موجوع بهمومه لا بلدوزرات صماء.


مكتبة بابكر فيصل بابكر
























A Reflection on Darfur’s Disaster and that of other Marginalized Regions of Suda...

Undoing the Mahdiyya:British Colonialism as Religious Reform in the Anglo-Egypti...

SUDAN AND POLITICAL TERRORISM by Abdul-Aziz Ali Omer

A Comment on El-Affendi’s Article, Mahmoud Taha:Heresy and Martyrdom by Dr. Omer...

A gloomy future for war-torn, lawless, racist and stateless Sudan by Adaroub Sed...

On the cusp of reaching a crisis situation: Human Trafficking in Eastern Sudan (...

Abubakar Waziri….a noble human and respected journalist by Abdul-Aziz Ali Omer

When Sudanese cast their votes By Abdulaziz Ali Omer

America and Sudan By Abdulaziz Ali Omer

Constitution Amendments in Sudan Nothing but Distortions By Mahmoud A. Suleiman

Un-employment-a time-bomb by Abdul-Aziz Ali Omer

New stoves help improve quality of life in Darfur

THE CHINA FACTOR AND ITS IMPACT ON INSTABILITY IN SUDAN by ADAROUB SEDNA ONOUR ...

ANALYSIS ON: WHAT MAKE A TRUE AND COMPETENT LEADER? Part One

ANALYSIS ON: WHAT MAKE A TRUE AND COMPETENT LEADER? [Part Two] By: Cde. Sirir G...

THE POLITICAL LANDSCAPE OF SUDAN: NEW REALITIES AND THE WAY FORWARD

THE GOVERNMENT OF SOUTH SUDAN DID NOT KILL THE NUER IN DECEMBER, 2013 By Amb. Go...

Vis-à-vis …Sudan’s tyranny at loggerhead with the United Nations by Adaroub Sed...

It's our priority to educate the children By: Cde. Sirir Gabriel Yiei Rut

South Sudanese fight for a real peace, equality and freedom is a collective resp...

The Nuer and Dec.15: A Community Look Back...and to the Future By Dhuor Reath Ba...

SUDAN PEOPLE LIBERATION MOVEMENT IS TRULY NUBA MOUNTAINS CRISIS By Salim Abdelr...

Rachel Nyadak Paul's statement to take tea in Uror County next week is mere drea...

A soft heart for kids by Abdul-Aziz Ali Omer

Celebration on the third Anniversary of the Sudanese Martyrs By Mahmoud A. Sule...

South Sudan Government offers a blind eye to streets children. By Cde. Sirir Gab...

Sudan and Japan: the dream and reality by Abdul-Aziz Ali Omer

Don’t deprive us from happiness, Gentlemen by Abdul-Aziz Ali Omer

Moving scenes -2014 by Abdul-Aziz Ali Omer

Dec 24,marked the darkest days in malakal (1-2) by Gatdiet Peter

Trade in people: On the cusp of reaching a crisis situation (2) by Tarig Misbah...

The Beja congress party...Standing alone on the wrong side of history by Adaroub...

President Salva failed event to raise the level of education in his home town (W...

BAN OF AFRICAN CLOTHES IN SUDAN UNIVERSITIES BY IZZADINE ABDUL RASOUL NOUL ARBA...

A comment on Abdelwahab El-Affendi's article: MAHMOUD TAHA: HERESY AND MARTYRDO...

Sudan….a whole country put up for sale to the willing by Adaroub sedna onour

WHAT IS THE INETRESTS OF THE BIG FIVES IN AFRICA By Izzadine Abdul Rasoul Noul A...

Blame Somebody Else (BSE) Fatou Bensouda of the ICC By Mahmoud A. Suleiman

(1) On the cusp of becoming a global humanitarian crisis: Human Trafficking Ta...

Lets us at least respect the minds of people in Sudan by Izzadine Abdul Rasoul N...

Contribution of Art to Humanitarian work BY Abdul-Aziz Ali Omer

Nothing Saves Sudan from NCP Woes, but Protected Popular Uprising or Deluge By M...

Brigades for calls and development for votes by Abdul-Aziz Ali Omer

Professor. Ahmed Ayoub Al-Ghadal by Abdul-Aziz Ali Omer

From dictatorship to Federalism and democracy by Cde. Sirir Gabriel Yiei Rut

Moments from a teacher's journey by Abdul-Aziz Ali Omer

If I were Dr. Riek Machar Teny By Cde. Sirir Gabriel Yiei Rut

Uror County Youths Congratulate their Recent Graduates By Cde. Sirir Gabriel Yie...

Better the Presence of the UNAMID for the Darfuris despite Shortcomings By Mahmo...

Advancing the Anti-Bombing Campaign by Khalid Kodi

Putin's Dilemma by Abdul-Haq A-Ani

No hate but looking for justice By Izzadine Noul Arbab "Izzadine Abdul Rasoul "





Post: #2
Title: Re: البلدوزر بقلم الدكتورة آمال جبرالله سيد أحمد
Author: بكرى ابوبكر
Date: 01-30-2015, 07:47 PM

يـا لـحـزنـى عـليـك ياسـودان... فالكارثة أكـبر من نـظام فاشـل، فاسـد وقـاتل!