قبل الدخول في سجن اجتماعي اختياري بقلم نورالدين مدني

قبل الدخول في سجن اجتماعي اختياري بقلم نورالدين مدني


01-22-2015, 11:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1421964819&rn=0


Post: #1
Title: قبل الدخول في سجن اجتماعي اختياري بقلم نورالدين مدني
Author: نور الدين مدني
Date: 01-22-2015, 11:13 PM

كلام الناس السبت

mailto:[email protected]@msn.com

*لماذا يلقي معظم الشباب مسؤولية فشل علاقاتهم على الشابات وينسون أنفسهم، مع إنهم شركاء في صنع هذا الفشل، وللأسف ليس هناك بصيص أمل في إصلاح هذا الحال الذي يزداد تعقيداً وصعوبة مع مرور الزمن.
*هكذا بدأت ن. ج رسالتها الغاضبة قبل أن تحكي تجربتها الخاصة التي أوصلتها لهذا اليأس من إصلاح الحال الاجتماعي، أو مجرد الأمل في علاقة سوية تختتم بالنهاية السعيدة التي تنتظرها كل فتاة، لأنها فقدت الثقة في جنس الرجال على حد تعبيرها.
*تقول ن.ج : تعرفت عليه في الجامعة، كلانا من الريف، كنا نعاني ذات المشاكل والتحديات التي قربتنا من بعض أكثر، كان يحكي لي مشاكلة وكنت أبثه معاناتي من هذه الحياة الجديدة علينا التي وجدنا أنفسنا في خضمها، في مجتمع مختلف عن مجتمعاتنا البسيطة السمحة وحياتنا الأكثر بساطة.
*لم نخرج سوياً، كنا نكتفي باللقاءات المتقطعة داخل الحرم الجامعي دون أن نتغيب عن المحاضرات، اتفقنا معاً على بناء حياة أسرية قوامها المودة والرحمة بعيداً عن بهارج المظاهر الخداعة، لكن للأسف منذ أن تخرج إنقطعت أخباره عني.
*حتي الاتصالات الهاتفية انقطعت بيننا دون أن أفقد الأمل .. لكن الأيام تمضي والعمر يتناقص والسنوات تتمدد على صدري، ولا حس ولاخبر، إلى أن علمت من إحدى رفيقاتي بالجامعة أنه هاجر إلى إحدى دول الخليج.
*لا أخفي عليك بدأ الزمن يفعل سحره على مشاعري التي تحولت إلى مجرد ذكريات حلوة مع إنسان بسيط وطيب، إلى أن فوجئت بخبر زواجه عبر تهنئة نشرت في إحدى الصحف ومعها صورته التي لم تبارح خيالي، حزنت على نفسي وتجرعت خيبتي وحدي وبدأت نظرتي للحياة تتغير.
*للأسف تغيرت نحو الأسوأ فلم أعد أكترث للكلمات الطيبة التي كنت أسمعها على فترات متباعدة في مكان العمل أم في المناسبات العائلية، أصبح كل همي أن يتقدم لي من يتقدم .. حتى دون سابق معرفة، المهم أن يخرجني من عالم الوحدة والوحشة إلى عالم الحياة الأسرية وكفى.
*إنتهت رسالة ن.ج وهي للأسف تعبر عن حال كثير من المنتظرات للحاق بقطار الزواج الذي لم يتوقف عندهن وسط ظروف اقتصادية واجتماعية تزداد صعوبة وتعقيداً يوماً بعد يوم، حتى أصبحن يتعلقن بحبل أي طارق.
*أمر محزن حقاً .. لأن الزواج بمن حضر محفوف بالمخاطر والويلات والالام، لذلك لابد من الحذر، وإعطاء النفس فرصة للتعارف العائلي والاطمئنان الاقتصادي في حده المعقول، والاطمئنان النفسي اللازم قبل الدخول في سجن إجتماعي إختياري لا راحة فيه ولا سعادة ولا استقرار.


كلام الناس مكتبة بقلم نورالدين مدني