كــــلام عجيـــــب !!

كــــلام عجيـــــب !!


01-18-2015, 06:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1421559324&rn=0


Post: #1
Title: كــــلام عجيـــــب !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 01-18-2015, 06:35 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

كــــــــــلام عجيـــــــــب !!

قـــال : أنت لم تفتقدني شوقاَ .. ولكن افتقدتني حين لم تجد من يناكفك قولاَ .. والكل في مجلسك هم أهل السمع والطاعة .. والإنسان بطبعه ملول .. إذا توفر لديه المطلوب ليلاَ ونهاراَ فإنه يمل ويستبدل الأعلى بالذي هو أدنى !! .. والنقائض في الكون لا تتواجد عبثاَ .. ولكنها استرداد عجيب كالحائط الذي يسترد الكرة إلى راميها !! .. فتلك الكرة لو سافرت في أبدية دون عودة فإنها توجد حالة من رغبة الارتداد والحنان .. بالرغم من أن راميها كان يريد منها الابتعاد والخلاص .. صورة نمطية عجيبة في الإنسان حين يرتاد النقائض !! .. فهو ذلك الإنسان الذي قد يفتقد الغير مرغوب !! .. حتى أنه قد يفتقد ويشتاق لذلك المفقود من الخصم اللدود !! .. وهنالك في الحوار والسجال من يجادل بعنف ويناكف بغلظة حتى تتمنى الأقلام عند مرحلة لو أنها أمسكت .. ولكن حين تمسك الأقلام فإن النفوس تعود لتحن مرة أخرى لحالات السجال والاقتتال !! .. تأرجح عجيب في أمزجة الإنسان .. ذلك التأرجح الذي يأبى التوقف عند نقطة الأبديـة !! .. فالإنسان فطرياَ يعشق حركة الأخذ والرد في السلوكيات .. المفرح منها والمبكي .. وحتى في ميادين القتال نجد نوعاَ من الملل إذا خلت الميادين من القتال .. وتبقى الإثارة عقيمة حين لا يتواجد ذلك القاتل وذلك المقتول .. رغم أن الأمر يعني الهلاك والموت !!.. وللمؤهلين لخوض تلك الساحات تصبح الأحوال مقبرة كالحة تفقد المرارة حيناَ والحلاوة حيناَ !! .. وقد تكون هي تلك فلسفة الحروب والسلام حين تعاود السيرة !! .. كما أن ضرورة التناقض قد تفسر الإجابة على ذلك السؤال المحير : لماذا لا يعم السلام في الأرض في كل الأوقات ؟.. فالإنسان دائماَ يشتكي من الحروب ومع ذلك نراه يعود ويخوض تلك الحروب !! .. وفي زاوية من زوايا الزمن تلاقت الأطراف في بقاع هذا الوطن .. تلاقت بعناق ومودة في أوقات ثم تلاقت في تناحر وحروب في أوقات أخرى .. ومع ذلك فكل من تواجد في ساحات العيون يوماَ ثم غاب عن العيون فهو ذلك المفقود الذي تحن له النفوس رغم مرارة الأحداث !! .. وتلك فلسفة توحي بأن المقتول أو القاتل قد يتمنى أن يعيد الكـرة والسيرة من جديد .. فذلك المقتول قد ينادي في مرحلة بالقول : ( ياليتني التقيت بقاتلي مرة أخرى ) !! .. وذلك ليس رغبةَ في الانتقام ولكن تلك هي نزعة الوحشة والاشتياق حين تخلو الساحات من روادها .. والأحداث التي تتوالى بايجابياتها وسلبياتها عبر العشرات والعشرات من السنين لها رموزها الذين يخوضون تلك الأحداث ثم لا نجدهم يوماَ في ساحات العيون .. ومع ذلك فإن النفوس قد تحن لهم وتحن لماضي السجال .. ليس حباَ في السجال ولكن حباَ في ملاقاة أطراف السجال !!.. أطراف تمضي وتترك آثارها في الأذهان إيجاباَ أو سلباَ .. ثم تعود للأذهان مرة أخرى في صورة الذكريات وتوجد تلك النزعة الملحة التي قد تؤرق .. والتي قد توجد الدموع في الأعين خلسة !! . والنفوس عادةَ ميالة للرحمة ولا تميل للغل إلا حين تجري الأحداث بالغل في ساعتها .. ولكنها مع مرور الأزمان تنسى غلها عندما تأتي مراحل الذكريات !! .

الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد