نحو منهجية علمية حداثية في فهم الدين (3) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد

نحو منهجية علمية حداثية في فهم الدين (3) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد


01-11-2015, 03:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1420987287&rn=0


Post: #1
Title: نحو منهجية علمية حداثية في فهم الدين (3) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد
Author: عبد المؤمن إبراهيم أحمد
Date: 01-11-2015, 03:41 PM

آن للعلوم في الغرب أن تنظر للدين بجدية:
الكثير من العلماء في الغرب يستحون من مناقشة المسائل الدينية بنفس القدر الذي يفخر به علماؤنا عندما يقحمون مفاهيم دينية في تناولهم لقضايا علمية. ولكي نتجاوز الموقفين فإن قناعتنا مؤسسة على افتراض وجود عالم آخر وبعد وجودي آخر. وعلى دعوة العلوم لتأخذ هذه المعلومة مأخذ الجد وتبحث بصدق عن ذلك الاحتمال الذي لو ثبت علمياً فسيقلب جميع الموازين والمعايير.
هنالك وجود فارقناه منذ فجر التاريخ لكننا ما زلنا نتذكر عنه ولو القليل ونَحِنّ اليه كحنين العصفور الى عشه. وحسب النصوص الدينية الكتابية لا بد لنا من العودة لذلك العش مرة اخرى فيما يعرف باليوم الآخر والحياة الأخرى (نوستالجيا الفردوس المفقود). نحن لا زلنا مفارقين لذلك الفردوس المفقود، والبشارة تقول بأننا لا بد ان نعود اليه مرة أخرى. على العلوم والفلسفة مساعدة الدين للتعجيل بذلك اليوم. حتى لو ظن بعض المنكرين أنه وهم فهو وهم جميل وحلم من الجيد ان نسعى له. عندما نقرب الشقة بين العلوم المادية والتطبيقية بل وكل العلوم وبين الفكر الديني تتهاوى الحواجز بين الفلسفة المادية والفلسفة المثالية ويتقارب العالمان (عالم الغيب الشهادة) في وعي البشر.
تطور العلوم يبشر بذلك النوع من التقارب، فقد تخلت الفيزياء عن فرضية الأثير الميكانيكي الى الحقل الكهرومغناطيسي. وظهرت نظرية الحصص او الكوانتام (الكموم) بخصوص انتشار الضوء والخلايا الضوئية. وحل البرت اينشتاين الكثير من معضلات الفيزياء باكتشافه لنظرية النسبية وتصورات المكان والزمان. كان نيوتن يعتبر الزمان والمكان منفصلان عن الأجسام وحركتها بينما تقول النسبية متجاوزة ومطورة لأقوال نيوتن بأن الزمان والمكان مترابطان ونسبيان.
تؤول جميع ظواهر العالم الى الكهرباء (أو الطاقة) باعتبار الذرة تحتوي على مكونات موجبة ومكونات سالبة. كتلة الالكترون ذات طبيعة كهرومغناطيسية وتحددها الالكترونات والحقل المغناطيسي الذي تولده. سارت العلوم في التطور في كشف اغوار الطبيعة، فأعلنت اختفاء المادة الى طاقة. في البداية كانوا يتحدثون عن المادة ذات الكتلة. قال بعض العلماء ان الطاقة تحل محل المادة. وهذا الإكتشاف الجديد لشكل المادة يمكن ان يسير بالمادة الى الماوراء الذي هو اصلها. وهذا يقود للتخلص من تعارض المادة والروح كما قال الفيلسوف الألماني اوستوالد وذلك بارجاع كليهما الى مبدأ ثالث اسماه الطاقة.
بهذا ندعو لفكر يقوم على نبذ التطرف العلمي والتطرف الديني والتطرف العقلي. فكر يقوم على قلب الفلسفة المثالية من التنظير الى العملية والممارسة وقلب الفلسفة المادية من اتجاه تحت- فوق الى اتجاه فوق تحت.
هنالك وجود للماوراء الذي يحس ويعرف، ولكن ليس بالحواس المادية الجسدية وان كانت تدل عليه وتساعد على فهمه. هذه الفرضية تقوم على العقل القبلي المنظم والمبرمج للاندماج والتكامل مع الآخر ومع عالم الطبيعة والذي له القدرة للسيطرة على ذلك العالم وتسخيره لمصلحته.
الفكر الذي نسعى له هو فكر للنظر والفعل، ليست مجرد نظريات، بل له وسائل للعمل والتطبيق. انه فكر من اجل تغيير واقع الذات وواقع الموضوع. وفي حقيقة الأمر الذات غاية بينما الموضوع وسيلة. الوجود يتأكد بالتفكير كما قال ديكارت وبالعمل كما قال مين دي ميران وبالشعور الذوقي كما قال الغزالي وهي ثنائية تشبه ثنائية الإيمان والعمل في المصطلح الديني.
سنعمل في بحثنا هذا على توحيد المنظور الفلسفي وتطويره وإعادة صياغة الديالكتيك وتطويره على اساس الالهيات والماورائيات واعادة صياغة المثالية لتعبر بصورة جيدة عن المثالية الإلهية باعتبار ان الله تعالى هو مثال روح الإنسان وباعتبار روح الإنسان او تكوينه الداخلي هو تجلي ومظهر لصانعه الذي صنع الكون على صورة الإنسان. وسنعمل على تخطي المثالية والمادية إلى مرحلة التوحيد الجمعي. فقد ظلت الفلسفة طيلة تاريخها علم نظر والدين فلسفة عمل وقد آن الاوان للجمع بينهما. هنا نحاول إعادة تقييم للكثير من المناظير الفلسفية التي هد من قواها الطرح المادي والتقدم العلمي، مثل افكار اليونان والمدرسيين وفلاسفة الاسلام والمثاليين المؤمنين في عصر النهضة.
بهذا ندعوا جميع المؤمنين بالاتحاد ليخرجوا بالعالم من حقبة المادية والإنسانوية والبرجماتية المصلحية والأصولية الدينية المتطرفة إلى حقبة جديدة مرتبطة بأصول الدين المؤمنة بالاله الخالق وبالإنسان تجلي ذلك الاله. يقع على عاتق الفلاسفة والمفكرين العمل على توحيد المناهج والمفاهيم والتصورات عن الإنسان والدين والالهيات وتوحيد صورة نموذج الإنسان والعالم الذي يسعون لتحقيقه. والتوحيد هنا نقصد به التوحيد بين المظاهر والصور الذي يقوم على فهم منهج ذلك التعدد ومنطقه ومن ثم ترتيبه وتبويبه كما بوبت العلوم العالم الطبيعي.





مكتبة شوقى بدرى(shawgi badri)



































من اقوال قادة السودان

مواضيع عن الفساد فى السودان


Sudan and Ebola virus epidemic

Contact Us


Articles and Views

About Us


ازمة المثفف السوداني حيال العنصرية


مكتبة دراسات المراة السودانية


tags for sudaneseonline