دعاء للوطن في العام الجديد بقلم الفاضل إحيمر

بقلوبٍ خاشعةٍ
إليك تضرعُ
وأكفٍ واجفةٍ صوبك يَرفعُ
كبارُنا، صغارُنا والرضعُ،
بأعينٍ ولهى تفيضُ
لذكرِ من شقًها وتدمعُ
وأنفسٍ راغمةٍ، لمن أحسن خلقها،
تذوب جلالاً وتخضعُ،
إليك نصلي، إلهنا، نتشفعُ
من أجل وطنٍ منحتنا
وفينا زرعت حباً له
لا نحيدُ عنه أو نتزعزعُ،
جُد عليه بعامٍ بالخير ينضح
وبكل حَسَنٍ يزهو ويترعُ،
بالسلام وبالوئام
ومجدٍ مدى الأيام يبقى
يزداد علواً ويسطعُ،
فيه يشفى كلُّ مريضٍ
يرتوي الظامئ
يأمن الخائفٍ
و كل من جاع فيه يشبعُ
يفك فيه إسار كل حبيسٍ
ينتصر المضامُ
و كلَّ ظلمٍ فيه يقشعُ.
جد علينا بعامٍ نُغاثُ فيه
نحصد دأباً و نزرعُ
سمينٍ تعقبه سمانٌ
لهن العجاف لا تتبعُ
تعلو فيه مداخننا
فتنتج فخراً
وتصنع رغداً به تبدعُ،
بالوعد فيه تدوي رعود الخير
لا الراجمات أو المدفعُ
يتلاصف البرق فيه طمعاً
وفي كل أفق يلمع
بالبر والبشر، وبكل صوبٍ يسطعُ
فتحيا الأرض بعد مواتها وتُطلِعُ
من الثمرات ما تنؤ به أغصانها
و لفرط الثقل
تطأطئ السنابل منها وتركعُ.
جد علينا بوطنٍ جفاءا يذهب زبده
ليبقى لنا ما يفيد وينفع،
واثقة الخطوة يمضي
على دروب العزِّ
عنها لا يميل أو يرجعُ،
فيه بلا أسفٍ نودِّعُ
حزننا والأسى
وداعاً بعده لا يرجعُ
نتعانق فيه بعد الشتات
وشملنا الكريم فيه يجمعُ.
دعوناك سيدَنا
يا من ترى وتسمعُ
أغثنا أعنا أهدنا
فمن سواك للجود يُرتجى
ومن سواك للشر يدفعُ
من سواك الخيرَ يغدقُ
ومن سواك الضرَ يمنعُ.

الفاضل إحيمر، أوتاوا، 31/12/2014