بلدة في قلبي اسمها (أوبرا)! بقلم هاشم كرار

كن إنسانا، وأخلص بطريقتك للإنسانية، لا يرتاح ضميرك فحسب، بل تتكثر

بكل الذين يحبونك في هذه الدنيا، ولا تعد فردا على الإطلاق!

أيها الناس:أوبرا وينفري، إمرأة كثيرة، بحب الناس، في كل قارات الدنيا.

سوداء، نعم.. تبدو كما لو أنها خرجت مصفدة في واحدة من سفن النخاسة في القرن التاسع عشر، نعم.. لكن متى كان السواد- ياصحابي- يحجب عن الآخرين إنسانيتك، لو كنت فعلا إنسانا بمعنى الكلمة، ومتى كان العبيد، عبيدا في سفن الإنسانية، تلك التي تمخر العّباب، باتجاه الإحسان، وجملة من الفضائل، والكمالات؟

كن إنسانا، وكانت أوبرا.. كانت قبل ان تكون أشهر مقدمة برامج حوارية في امريكا، وقبل ان تعتلي الخشبة ويرفع الستار، وقبل ان تمثل في الشاشة الكبيرة، وقبل ان تصبح ثالث أغنى إمرأة في العالم، وقبل وقبل ان تصبح في قائمة المليارديرات، وقبل وقي ان تصير واحدة من الشخصيات الاكثر تأثيرا في العالم.

حياة هذه المرأة- منذ طفولتها إلى أن تورمت سرطانيا في مكان ما من جسدها- لا تحكي عن المجد- فقط-وكيف انه يمكن بقوة الروح وسلامة الوجدان واتقاد العقل، يمكن بلوغه، وإنما تحكي عن كيف أن الحلم- بعيد المنال- يمكن أن يصير واقعا، وكيف ان هذا الحلم يمكن ان يجمل الإنسان: روحا ووجدانا وضميرا، وتلك العضلة الملساء التي تمشي بالكلام إلى مسامع الناس!

فقيرة، من أب حلاق، لم يراها، وأم( خادمة) في البيوت، لكنها منذ ان كانت بنية ليست بضفيرتين، كانت تحلم بالغنى.. وكانت تحلم حلم مارتن لوثر، وحين ترشح اول أسود للبيت الأبيض، وقفت وراءه حتى الفوز الذي أفرح مارتن لوثر في قبره!

كانت وراء اوباما: سوداء وأسود.. والآن هى وراء هيلاري كلينتون، سوداء من وراء بياض، المراة الأكثر إثارة للإعجاب في اوساط الامريكيين، وفقا لاستطلاع معهد غالوب.

أيها الناس.. يامن لم تعد بكم أوبرا مجرد فرد.. صلوا من اجل هذه المرأة الإنسانة، والورم كما تقول تقارير، هو في مرحلته الرابعة.

سئلت، ولم تخف التقارير. ابتسمت: لست حزينة، عشت إلى أن رأيت الحلم واقعا، سأشتري بلدة صغيرة، في مكان ما، وأسميها " اوبرا" لتخليد سيرتي!

أتخيلها- أوبرا- لم تحاول إخفاء الحقيقة إلا تواضعا، وهى تقول ماتقول.. حقيقة أنها بإنسانيتها، قد اشترت بلدات وبلدات، في كل انحاء الدنيا: بلدات في قلوب الناس.

أيها الناس: هنا بلدة جميلة في قلبي.. بلدة اسمها " اوبرا وينفري

آه لو اشترت أوبرا ونفري قرية سودانية بعيدة، لتحيل الوجدان السوداني من بؤس السياسة والعسكر والاقتتال الى افاق الانسانية.