المراة الدرافورية بين مطرقة الحروب وسندان الحكومة بقلم فيصل السحــــيني

المراة الدرافورية بين مطرقة الحروب وسندان الحكومة بقلم فيصل السحــــيني


12-16-2014, 02:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1418737394&rn=1


Post: #1
Title: المراة الدرافورية بين مطرقة الحروب وسندان الحكومة بقلم فيصل السحــــيني
Author: فيصل عبدالرحمن السحيني
Date: 12-16-2014, 02:43 PM
Parent: #0

بسم الله الرحمن الرحيم

تمثل الحــروب فى إى مكان تجربة قاسية بالنسبة لإي كائن في الارض ولا يتزوق طعم مرراته وقساواته الا الذي عاش ذلك الوضع وانكــوا بناره ، خاصة في الاقــاليم التي تشهد حروب وصراعات قبلية متواصلة كاقليم دارفـوروكردفــان وجبال النوبة، فقبل إن تنشاء هذه الحـــروب كانت المراة في وضع أفضل مقــارنة مع وضعه الان،

حيث كانت تستطيع وحدها إن توفر إحتياجات الاسرة.

وتتميزالمرأة في إقليم دارفـــوربقدرتها على العمل والمثــابرة والكد والاجتهـــاد في الكسب ، فهي مزارعة وتاجرة تتجول في الأســواق المختلفة في القرى والمدن التي من حولها، وتشيد المباني ( الحيشـــان والرواكــيب) ، وترعي الحيوانـات في بعض المناطق ، كما تعمــل في تشييد المباني الثابتة فتنقل مواد البنـــاء وتشارك بالأجـــرة اليومية لتوفير احتياجتها ، وهي رجل البيت في حال غيــاب الاب فتقوم بدوره تماما ،اذا حضر الضيوف الي المنزل ورجل البيت لم يكن موجــود لم تحسسهم بذلك بـــل تقوم بكل واجبات الضيافة من مأكل ومشرب حتي تجهيز المبيت إذا دعت الضرورة لاطول فترة ممكنة ، وهي في فرح وسعــــادة غامرة جيئاً وذهابا.

ولديها ميزة أخري جعلتها تتفوق علي مثيلاتها من النســـاء في المناطق الاخــــري ، حيث تتخذ من جوار منزلها مزرعة خاصة بها تسمي (الجبراكه)، حيث إعتدنا علي مشــــاهدة ذلك المنظرعند بداية كل خريف ،حيث هنالك مزرعة صغيرة جوار كـــل منزل خلاف المزرعة الكبيرة التي تبعد عدة خطــوات على أطراف القرية او المدينة تزرع المرأة في هذه المزرعة الصغيرة عيش الريف (ابوانبــاط) والتبش (دردقــوا) والضـــرابة او الويكة وأحياناً القرع والليــف وغيرها من المنتجات التي تستهلكك في المنزل ، وهي مزرعة مفضلة للأطفال إذا إن كل الإنتـــاج فيها يخصص لاستهلاكهم المحلي إي داخل المنزل ، عــلاوة علي ذلك تغرس فيهم روح وحب العمل الزراعـي منذُ الطفــــولة وفي سن مبكره وقد إنتشرت هذه السمة فأصبحت جزءاً من ثقافة أهل دارفــــــــور.



لقد إتخذت الحرب فى دارفـورمسارات متعددة من مواجهات بين مجموعات مسلحة تطالب بحقوق مشروعة (معارضة) وبين حكومة ظالمة متشبسة بالسُلطة لا تريد رد الحقـــوق الي اصحابها، وتحولت وتوسعت الي حرب واسعة النطــاق تداخلت فيهــا مصــالح متقاطعـــة علي المستوي المحلي والاقليمي والدولي ، وعلي الرغــم من إن صوت النســـاء بداء يعلو لمواجهة العنف والقهر الاجتماعي والممـــاراسات السالبة التي تمارس ضددهن من قبل النظام ،ورغم مجهوداتهن الجبارة التي قمنا بها الا انها كـــانت ضعيفة وهشة لحمــاية أنفسهن من حرارة شمس الحروب الحــــارقة ، و من مواجهة واندفـــاع موج العنف والحقد الجـارف من قبل مليشيات النظـــام واتبــــاعه،

فقط بدات المواجهة بين الحكومة وهؤلاء الغلابة ، حيث ظلت الحكومة تقوم بافعـــاله الشنعية من اضطهاد وقهر وعنف ضدهن بصورة متكررة وبطُرق متنوعة.

والان يشهد مجتمع درافور ظاهرة مقلقة جدا قد تزيد من وضع النســـاء سوءاً ،وهي (الاغتصاب الجماعي) وازدياد اساليب العنف والقهروالاضطهاد النفسي،خاصة علي صعيد عدم توفير عوامل الحماية لهن .

إستقل النظام الفاسد الفاشل المستبد هذا العامل بأسلوب شيطاني واستخدمه ضد هؤلاء الغلابة العزل بطريقة بشعة ، بهدف الاستفزاز والتأثيرعلي إهلهم الذين يحملون السلاح ضده كما يتوهم، وعندما نتحدث عن سياسة التهديد والترهيب والترغيب ، التي إبتدعتها هذه الحكومة ، يكون القصد منها ، إثارة الأزمات، أو خلقها حول الطرف المستهدف، لإجباره على الخضوع ،او الحد من تطوره، أو تغيير سياساته وتوجهاته. فهل هذا الجرم الكبير في حق الابرياء يقودالي الهدف المدعي كما يظنون ؟

هل تكافح المرة لتوفر لقمة عيشها في ظل الوضع المعيشي الصعب والصراعات المشتعلة في كل اتجاه ، ام تكافح لحماية نفسها وشرفها من نظام يدعي حماية مواطنيه ويفعل بهم اشد العذاب ؟



وثورة ثورة حتي النصر

فيصل عبد الرحمن السُحـــــــيني