الانتحار ظاهرة تحتاج لدراسة و وقفة !! بقلم بارود صندل رجب المحامي

الانتحار ظاهرة تحتاج لدراسة و وقفة !! بقلم بارود صندل رجب المحامي


12-16-2014, 01:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1418733113&rn=0


Post: #1
Title: الانتحار ظاهرة تحتاج لدراسة و وقفة !! بقلم بارود صندل رجب المحامي
Author: بارود صندل رجب
Date: 12-16-2014, 01:31 PM

كثرت حالات الانتحار في البلاد بصورة مزعجة في الاونة الاخيرة وهي ظاهرة تماثل حالات الجنون و العته الكثيرة , ففي الأسبوع الماضي أقدم رجل ستيني علي نحر نفسه في الشارع العام وعلي الهواء مباشرة بالقرب من مكاتب ديوان الزكاة بمنطقة الكلاكلة وحتى لحظة كتابة هذا المقال لم يصدر أي بيان من الجهات الرسمية سواء كانت الشرطة أو ديوان الزكاة يوضح ملابسات هذا الحادث المؤلم وبالمقابل لم توضح أسرة المنتحر تلك الملابسات وحتى الصحافة الحرة لم تبذل مجهوداً في البحث والاستقصاء لمعرفة كنه الظاهرة وهكذا يسدل الستار علي الحادث كما يحصل عندنا دائما !!
، وبعد هذه الحادثة جرت محاولات أخري للأنتحار ففي بورتسودان قام احد منسوبي جهة الشرق بمحاولة أنتحار فاشلة وفي غرب السودان و باحدى قري سودري بشمال كردفان حاول شاب الشروع في الأنتحار وأنقذته الحبال الصينية الرديئة حيث فوجئ بالحبل وهو ينقطع تحت ثقله ليهوي علي الأرض مصابا بجروح سطحية وينجو من موت متحقق , وآخر يقذف بنفسه إلي البئر .... هذا خلاف محاولات الانتحار العديدة للفتيات باستعمال صبغة الشعر .... يحصل كل هذا ولا يتحرك احد للبحث عن الأسباب والدوافع لهذا الفعل الشنيع ، لا الدولة ومؤسساتها الاجتماعية والعقابية والإرشادية والتربوية
أولت المسألة اهتماماً ، ولا المنظمات الطوعية والتي أنتشرت بقضها وقضيضها ولا العلماء والوعاظ الذين يملؤون الدنيا ضجيجاً وصراخاً في المسائل الانصرافية وهم مشغولون بها ويضربون بالقضايا الاساسية عرض الحائط أولي هذا الأمر العنايةالتي يستحقها , وهكذا أصبحت الظاهرة تهدد المجتمع...... ونحن في خضم هذه اللامبالاة خرج علينا التقرير السنوي حول الانتحار الذي تصدره منظمة الصحة العالمية و فيما يلينا أن السودان قد حل في المرتبة الأولي باعتباره من اعلي الدول العربية تسجيلاً للانتحار وهذه فضحية أخري تنضاف لفضائحنا التي سارت بها الركبان في
العالم ، وعلي فرض أننا ما عدنا نحس ولا تستفزنا الفضائح مع كثرتها , أليس من المسئولية أمام الهض سبحانه وتعالي أن نقف عند هذه الظاهرة كلنا حكومة وشعباً وأحزابا ومنظمات مجتمع مدني وهلمجرا..... أليس من العار في ظل حكومة المشروع الحضاري الإسلامي هذا المشروع الذي يهتم بالإنسان جسداً وروحاً، نجد هذه الظواهر تتمدد بصورة غير مسبوقة , والناظر إلي شوارع الخرطوم يجد تكدس المتشردين من أطفال ونساء وشيوخ وهم يفترشون الأرض وكذلك المجانين والمعتوهين وبين بين بإعداد هائلة وبأوضاع بائسة ومستفزة تنفر منها النفوس ولا احد يحرك ساكناً، أين أموال
الزكاة التي تجبي بنسب عالية كل سنة أين الصناديق الاجتماعية التي برعت في تشييد الأبراج العالية في الخرطوم وفي غيرها!! أين المنظمات الخيرية وأين وأين!!
لا يمكن أن نغض الطرف عن هذه الظواهر وندفن الرؤوس في الرمال وندعي كذباً وبهتانا ان الأمور في هذه البلاد تسير سير حسنا (كل شئي تمام ) وإننا الأفضل وإننا المصطفون الأخيار ، درجنا علي التشكيك في كل التقارير العالمية ودمغها بالغرض والكيد العالمي للسودان وماذا لدينا حتى يكيد لنا العالم!! هذا النهج يندرج تحت بند التهرب من المسئولية والبحث عن المبررات الواهية ، فهيئة علماء السودان تشكك في تقرير منظمة الصحة العالمية ويتساءل البروفسير/ محمد عثمان صالح رئيس هذه الهيئة عن الجهة التي أستقت منها المنظمة هذه النسبة هل هي وزارة الصحة
الاتحادية او الرعاية الاجتماعية! وبالتالي يشكك في التقرير ويرميه بالغرض ويعزو هذا العالم حالات الانتحار البسيطة !! إلي البعد من الله وغياب العقل وفقد الإيمان داعياً إلي رفع درجة التدين في المجتمع والتمسك بالقيم الدينية الفاضلة وكريم المعتقدات في مواجهة أعداء الوطن والمتربصين , هذه هي رؤية العلماء الأفاضل الامر عندهم ينحصر في البعد عن الله وفقد الأيمان وعلاجه ساهل رفع درجة التدين !!ولكن كيف السبيل الي ذلك هل بالكلام المنمق والوعظ أم بالقدوة الحسنة ومحاربة الفساد المالي المستشري في أوصال البلاد ومحاربة مظاهر البذخ والترف لدي
الحاكمين , ولو أننا تمعنا النظر في الاسباب الداعية للأنتحار لوجدناها في الفقر والبطالة وسوء الحال وغياب الدولة عن رعاية المحتاجيين ألم يسمع هؤلاء العلماء عن الطفل الذي انتحر لعجزه عن سداد الرسوم المطلوبة من المدرسة الحكومية ، الم يقرأ هؤلاء العلماء أن الدولة الإسلامية ملزمة بحكم الدين بتوفير حد الكفاية وليس حد الكفاف لشعبها !! ومواطنيها!!
ان مثل هذه الظواهر والتي تتزايد بأطراد يلزمنا جميعا أن نعلن علي رؤوس الإشهاد بأن الأمة في خطر ومن ثم تتضافر الجهود كل الجهود للقضاء علي الإسباب الداعية لنمو هذه الظواهر , هذا هو الطريق وإلاّ فالطوفان لا يستثني أحد.


بارود صندل رجب
المحامي