انقلاب عبود .. هل دبرته الاستخبارات المصرية؟ بقلم د.ابومحمد ابوآمنة

انقلاب عبود .. هل دبرته الاستخبارات المصرية؟ بقلم د.ابومحمد ابوآمنة


12-05-2014, 08:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1417807445&rn=0


Post: #1
Title: انقلاب عبود .. هل دبرته الاستخبارات المصرية؟ بقلم د.ابومحمد ابوآمنة
Author: ابومحمد ابوآمنة
Date: 12-05-2014, 08:24 PM

يعتقد كثيرون من الكتاب والمؤرخين ان انقلاب عبود، الذي وقع عام 1958, كان مجرد عملية تسليم وتسلم تمت بين قيادة الجيش ممثلة في قائدها عبود ورئيس الوزراء حينذاك عبد الله خليل وان الرجل القوي في القيادة هو أحمد عبد الوهاب, نسيب عبدالله خليل. كل هذا دعم الاعتقاد ان النظام هو نتاج واجتهادات حزب الامة في تأمين البلد، ووضع حد للتدخل المصري المتصاعد وتمكين السيد عبد الرحمن المهدي لحكم البلد.
لكن هناك أسئلة كثرة تطرح نفسها تشكك في هذه الاعتقاد.
بعد الانقلاب مباشرة حدثت احداث ملفتة للنظر، اذ رفضت قيادة الانقلاب أي لقاء بينها وبين السيد عبد الله خليل، الذي سلمهم الحكم كما تقول المقولة. وهذا شيء ملفت وغريب للغاية ان يحصل تنافر بين طرفين دبرا سويا انقلابا في بداية الحركة.
وشيء آخر يشكك في رواية تسليم وتسلم هذه. فقد أطاحت قيادة الانقلاب بعد اشهر معدودة من نجاح الحركة باللواء احمد عبد الوهاب، الذي شاعوا عنه انه الرجل القوي وممثل لعبد الله خليل والسيد عبد الرحمن المهدي, وفوق ذلك هذا الرجل القوي - كما سمي - تم اعتقاله لفترة ليست بالقصيرة. `هذا يثبت بان اللواء احمد عبدالوهاب لم يكن رجل الانقلاب القوي وان الانقلاب لم يكن في صالح حزب الامة وراعيه.
الرجل كان يجوب اوربا قبيل الانقلاب, فهل يا تري تم اخطاره بنية الجيش للاستيلاء علي الحكم؟
هل كان عبد الوهاب فعلا الرجل القوي في الانقلاب؟ ام هي تمويهات نسجتها الاستخبارات المصرية؟!
بطرد اللواء احمد عبد الوهاب تجلي الموقف اكثر واكثر، اذ صار المجلس العسكري من رجالات اعتقادهم ختمية واتجاهاتهم اتحادية.
الجنرال عبود المولود بمحمد قول علي سواحل البحر الأحمر ختمي وعلاقة عشيرته ببيت السيدةمريم المرغنية في سنكات معروفة، بل ان خاله المرحوم محمود جيلاني كان كبير الخلفاء حتي مماته بدائرة السيدة مريم.
2 - اللواء حسن بشير نصر -المولود ببحري هو رجل الثورة القوي كما برهنت الاحداث فيما بعد. هو من أيضا من رجالات الختمية ولعائلته علاقات وثيقة بالمراغنة في كسلا منذ الحكم التركي.
3 - اللواء محمد طلعت فريد هو اتحادي وسوداني من جذور مصرية.
4 الأميرالاي أحمد مجذوب البحاري اتحادي. صار وزيرا في حكومات الاتحاديين فيما بعد.
مجموعة المتبقية من قيادات المجلس العسكري هم كذلك اتحاديون وهم:
الأميرالاي أحمد عبد الله حامد
الأميرالاي محمد أحمد عروة
الأميرالاي محيي الدين أحمد عبد الله
الأميرالاي لخواض محمد أحمد،
الاميرالاي محمد نصر عثمان
بل من الملفت للنظر ان اغلب المدنيين الذين شاركوا في حكومة عبود هم اتحاديون وهم :---
الدكتور/ محمد احمد علي -والذي كان وزيرا للصحة.
والدكتور احمد علي زكى -الذي خلف الدكتور محمذ احمد في الصحة
عبد الماجد احمد
السيد احمد محمد خير الذي كان من مرجعيات الفكرية ومستشاراً قانونياً للانقلاب منذ البداية وتتم مشورته في كل صغيرة وكبيرة, هو أيضا اتحادي.
يتضح من هذا السرد ان لا علاقة بين قيادات الانقلاب وحزب الامة والسيد عبد الرحمن المهدي الذي اوحوا اليه امعانا في التضليل قبيل الانقلاب بانه سيصير حاكما للسودان.
في هذا الصدد يقول تقرير استخباراتي امريكي بتاريخ11-3-1959: -
‌”انخفض كثيرا دور الإمام عبد الرحمن المهدي وطائفة الأنصار وحزب الأمة في قيادة السودان، وربما سيستمر هذا الوضع لفترة من الزمن. وكان هؤلاء في قيادة حكم السودان منذ الاستقلال. كانت تقارير قالت إن عبد الله خليل، رئيس الوزراء الذي عزله عبود، اتفق مع عبود ليقوم عبود بالانقلاب العسكري. ثم يعلن عبود أن الإمام المهدي سيكون رئيسا لجمهورية السودان. الآن، حدث العكس. وها هو عبود يبرهن على انه ليس اقل ذكاء من عبد الله خليل. وها هو حلم عبد الله خليل يتبخر مع حرارة الخرطوم الجغرافية والسياسية. سقط نجم حزب الأمة. وربما لسنوات كثيرة قادمة” راجع كتابات الأستاذ محمد علي صالح عن وثائق أمريكية عن عبود.
تقول صحف موالية لمصر بعد الانقلاب كصحيفة "السياسة"ما حدث في السودان يوضح ان القومية العربية تتقدم. وسقطت حكومة عبد الله خليل التي كان وزرائها عبيدا لبريطانيا."
اما صحيفة "الكفاح" اليسارية تقول بكل وضوح: "نؤمن بان النظام الجديد في السودان سوف يتحالف مع عبد الناصر، ما داموا قالوا انهم يريدون انهاء الجفوة المفتعلة مع مصر."
فمن المستفيد أكثرا من الانقلاب يا تري؟؟
لابد ان جهة ما دبرت الانقلاب واوهمت الرأي العام بانه انقلاب دبره حزب الامة، وانه مجرد عملية تسليم وتسلم. لابد ان تكون لمدبري الانقلاب مصلحة كبري فيه.
أهي الاستخبارات المصرية؟ الجواب البديهي هو نعم، فمصر هي المستفيد الأكبر من هذا الانقلاب وحققت في فترة وجيزة حلمها التاريخي في الحصول علي نصيب الأسد من مياه النيل. سبق ان جرت مفاوضات مكثفة بعد الاستقلال بين الحكومة المصرية والسودانية سنين طويلة تحطمت خلالها طموحات مصر جميعها في الاستحواذ علي نصيب الأسد من المياه إزاء إصرار الحكومة السودانية علي الحصول علي نصيب عادل من مياه النيل.
وهنا قال الزعيم الازهري مقولته الشهيرة بان طالما النيل يمر بالسودان أولا فسيأخذ السودان ما تحتاج اليه من مياه دون طلب اذن من احد.
بعد الانقلاب تغير موفق السودان، فقد بصمت قيادات المجلس العسكري علي كل مطالب مصر من المياه، وقلصت ما أصرت عليه الحكومات الوطنية المختلفة عبر السنين. وكان رئيس الوفد المفاوض السوداني هو اللواء محمد طلعت فريد!
يقول في هذا الصدد الباحث المتخصص في مياه النيل د. سلمان محمد أحمد سلمان:-
قد قدم السودان الكثير من التنازلات إلى مصر لكي يصل إلى الرقم الذي وافقت عليه مصر بعد خمس سنواتٍ من التفاوض، أي إلى 18.5 مليار متر مكعب كما عكستها اتفاقية مياه النيل لعام 1959م. فقد وافق السودان على قيام السد العالي، ووافق السودان نتيجة امتداد بحيرة السد العالي في أراضيه ليس فقط على إغراق مدينة وادي حلفا و27 قرية جنوبها وشمالها والتهجير القسري لأكثر من 50,000 من سكان المنطقة، ولكن على إغراق أيضاُ قرابة 200,000 فدان من الأراضي الزراعية الخصبة، وقرابة مليون شجرة نخيل وحوامض. كذلك فقد السودان شلالات دال وسمنه التى غرقت في بحيرة السد العالي، والتى كان من الممكن أن تُولّد أكثر من 650 ميقاواط من الطاقة الكهربائية، والكثير من الآثار التاريخية والمعادن.
ويستطرد :
تنازل السودان أيضاً عن مطالبته بمبلغ 35 مليون جنيه مصري كتعويضاتٍ لأهالي حلفا، وقَبِلَ في مفاوضات أكتوبر عام 1959م مبلغ الـ 15 مليون التي نتجت عن تحكيم الرئيس جمال عبد الناصر، كحلٍ وسط بين طلب السودان الذى تقلّص إلى 20 مليون أثناء المفاوضات، وعرض مصر لـ 10 مليون جنيه... وتمّ تهجير النوبيين السودانيين إلى بيئةٍ تختلف اختلافاً تاماً عن بيئتهم، وفي منطقةٍ تبعد أكثر من 700 كيلومتر من موطنهم الأصلي.
يتضح بعد هذا السرد ان الاستخبارات المصرية هي التي اغرت قيادة القوات المسلحة للاستيلاء على الحكم بعد ان فشلت مفاوضات مياه النيل مع الحكومات الحزبية. هي التي نشرت اكذوبة بان الانقلاب مدبر من حزب الامة وأن اللواء احمد عبد الوهاب رجل حزب الامة هو الرجل لقوي وراء الانقلاب، وان السيد عبد الرحمن المهدي سيحكم السودان. وما نجح الانقلاب تم طرد اللواء احمد عبد الوهاب وخلي الجو لانصار مصر.
كان الغرض من هذا التمويه الذكي هو تجنب أي مواجهة يقوم تقوم بها جماهير الأنصار، التي كانت تشكل قوة مهابة في ذلك الوقت.
فمصر هي المستفيد من الانقلاب عام 1958 وتشير الأصابع الي انها هي وراء الانقلاب وليس حزب الامة كما اوهموا الراي العام.
مراجع
http://www.alsahafasd.net/details.php?articleid=33287http://www.alsahafasd.net/details.php?articleid=33287
http://alsudani.net/news/index.php?option=com_content&view=article&id=14955:----13--------&catid=75:2011-12-03-08-46-19&Itemid=218http://alsudani.net/news/index.php?option=com_content&view=a...-08-46-19&Itemid=218
http://www.sudaneseonline.com/board/7/msg/%D8%A7%D9%84%D8%B9...9%86-1417634392.html