نحو مجتمع سودانى ديمقراطى ليبرالى حر-8 مشكلة البطالة فى السودان

نحو مجتمع سودانى ديمقراطى ليبرالى حر-8 مشكلة البطالة فى السودان


11-10-2014, 04:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1415633713&rn=0


Post: #1
Title: نحو مجتمع سودانى ديمقراطى ليبرالى حر-8 مشكلة البطالة فى السودان
Author: نور تاور
Date: 11-10-2014, 04:35 PM

أرتفاع نسبة البطالة فى أى دولة يعنى وجود خلل فى سياسات تلك الدولة حيث ان العطالة ترتبط بطبيعة الحكم ارتباطا وثيقا. والتعريف البسيط للعطالة بحسب منظمة العمل الدولية يعنى الشخص القادر على العمل, يبحث عن العمل ولا يجده.(أنتهى)...وهو حينما لا يجده ينشأ لديه شعور بالنقص والرذيلة وعدم تقييم المجتمع له فتنشأ لديه العدوانية ..وهو ايضا تتعطل طاقته الفكريه والجسديه بسبب الفراغ حتى ترتد عليه تلك الطاقة لتدمره نفسيا مسببه له مشاكل حياتية كثيرة..

أسباب البطالة فى السودان اليوم متعددة ومتشعبة أهمها الحروب الاهلية وما تسببه من تدمير كامل فى حياة الناس..منها ايضا الهجرات المكثفة من الريف الى الحضر ثم هجرة العقول الى الخارج.ثم نقص التأهيل لتدنى مستوى التعليم.ولكن الاهم هو سياسات الدولة الخاطئة من المحسوبية والتعيين بناءا على الاثنية أو الانتماء الى الحزب الحاكم. هنا يتفرع نوع آخر من العطالة الخطرة وهو العطالة المقّنعة التى تنتج عن وجود الشخص غير المناسب فى المكان غير المناسب فيعيث فى الدولة فسادا مستغلا منصبه ذاك..والعطالة من أهم مشكلات التنمية الاقتصادية رغم التفاؤل فى قطاعات المجتمع بتحسن الوضع الاقتصادى فى العشر سنوات الآخيرة فى السودان مع بدء تصدير النفط, ألا أن الجنوب حينما أنفصل عام 2011 أخذ معه 75% من عائدات النفط وكذا الوظائف التى كان يمكن ان يوفرها للسودان.

وبما أن الواقع الاقتصادى مترابط فى كل انحاء البلاد, فلا يمكن حل مشكلة البطالة فى جزء من الوطن دون غيره.لذلك نجد أن حكومة الجبهة الاسلامية قد حسمت أمر التوظيف بالمحسوبية والإيثار وعدم الشفافية فى الاختيار.ايضا عدم التوافق بين سياسات التعليم العالى وحاجة سوق العمل للعمالة تعتبر أحد أهم أسباب البطالة..لذلك نجد بلدا غنيا بموارده البشرية والطبيعية مثل السودان يعانى من البطالة,ومن ثم لجوء الدولة الى الخصخصة وإطلاق يد شركات القطاع الخاص لتفعل ما تشاء دون حسيب أو رقيب.يضاف الى سوء التخطيط والفساد المالى, لا مبالاة وعدم جدية مؤسسات القطاع الخاص , ثم تفضيلها للاجنبى عن الكادر الوطنى..

ولمشكلة البطالة آثارها السيئة على الاقتصاد الوطنى من عدة وجوه , منها هجرة العقول كما اشرنا حيث اصبح السودان ومنذ سبعينيات القرن الماضى المصدر الاساسى للعقول الى دول الخليج ومن ثم جميع انحاء العالم فى فترة حكم الجبهة الاسلامية.ففى عام 2008 غادر السودان 10 الاف خريج وعامل ثم قفز العدد فى عام 2012 الى 94 الفا من حملة الشهادات والعمال المهرة وغير المهرة..ونجد فى السودان أن 40% من الشباب لا يجدون فرص العمل من جملة القادرين على العمل. ثم الفصل التعسفى الذى طال عشرات الاف من السودانيين فى بداية حكم الجبهة الاسلامية...

من أهم اسباب البطالة فى السودان هو أن القسم الاكبر من ميزانية الدولة يذهب الى الآمن والدفاع, وبالتالى يرتبط سوق العمل بالجيش وأفرعه..يقودنا هذا الى التضخم الاقتصادى الذى يأتى كأحد أفرارات العطالة وإفقار الشعب.. فالتضخم الاقتصادى يأتى نتيجة :

· أرتفاع حاد فى تكاليف الانتاج..

· ارتفاع حاد فى الاسعار..

· ارتفاع الدخول النقدية الذى لا تقابله زيادة فى الانتاج..

· الارتفاع المفرط فى المستوى العام للاسعار مما يؤدى الى انخفاض القوة الشرائية.

· زيادة حجم الطلب على حجم العرض الحقيقى..

· زيادة مستمرة نسبة لطردية العلاقة بين الاسعار والطلب..

· أرتفاع تكاليف الانتاج..

· تضخم الطلب..

· العقوبات الاقتصادية

· والسياسات الاقتصادية غير المواتية...

ثم توسيع المؤسسة العسكرية لنفوذها عبر مؤسسات اقتصادية فأنشأت المؤسسة الاقتصادية العسكرية. أدارة أعمال اقتصادية متنوعة للقوات المسلحة أمتد اثرها للمدنيين وتسبب فى تفكيك المجتمع السودانى..ثم تفريغ ميزانية الدولة فى مشروعات لدعم المؤسسة العسكرية من دول خارج السودان مثل ماليزيا وإثيوبيا وغيرهما..لذلك نلاحظ أن الهم المهنى والوظيفة لم يكونا من أولويات القضايا التى نوقشت فى البرامج التى طرحت بعد استلام السلطة فى 1969-1989.كل ذلك أحدث تغييرات كبيرة فى البنيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فى السودان حتى أستشرى الفساد وغطى جميع مناحى الحياة فأشار وزير العدل محمد بشارة دوسة عام 2014 الى ضرورة تنفيذ اتفاقية مكافحة الفساد الدولية. ولكن الاتفاقية لا علاقة لها بالفساد المؤسسى الممنهج المحمى بقوة القانون من رشوة واختلاس واستغلال نفوذ.الخ وإنما هى تقييما ذاتيا صمم للدول الديمقراطية.بل وليست لها آلية تنفيذ..

أخيرا نأتى للمرأة العاملة أو المعيلة التى تتولى ادارة شئون اسرتها فى غياب رب الاسرة او وجوده..و هى تعانى من جملة تعقيدات أهمها التمييز فى مجال العمل.ثم أنها فى اتجاهها للأعمال الحرة تعانى من عدم رأس المال.لذلك تعمل فى سوق غير رسمية وتفتقد بذلك الى التأمينات أو التعويضات والرعاية الصحية. ثم أن خروجها الى العمل يؤثر على الابناء فيتجهون الى الانحرف كما هو حال الجيوش الجرارة من بائعات الشاى والأطعمة والزارعات والرعويات..رغم أن المرأة المعيلة يقع عليها العبء الاكبر من التنمية المجتمعية ولها دور حيوى فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية.وهى ايضا عنصرا فعالا ومهما وقوة من قوى الانتاج والخدمات ومدفوعة للتغير ومحدثه له..

لذلك نحن فى الحركة الليبرالية السودانية سوف نعمل على الاتى :

· تدريب الشباب وتثقيفهم بأهمية العمل الشريف..

· تغيير النظرة الى الوظائف المعيبة التى ليست معيبة اصلا..

· تشجيع الدولة والقطاع الخاص على انشاء المصانع والاعتماد على المنتج الوطنى..

· تشجيع الشباب بالاتجاه الى الاعمال الحرفية..

· التطوع ولكن بمقابل..

· الاعتماد على النفس ومحاولات خلق فرص عمل ذاتية.

· تشجيع الحكومات الديمقراطية على تجفيف المشاريع العسكرية خارج السودان وتحويلها لصالح الوطن..

· تشجيع الحكومات الديمقراطية بتعيين الشخص المناسب فى المكان المناسب..

· تشجيع الشباب بالاتجاه الى الريف وتعميره لما يحتوى الريف من خيرات كثيرة لم يتم استغلالها بعد...

· تمكين المرأة وخاصة فى الهامش و المناطق العشوائية الفقيرة ومساندتها بالمشاريع المتوسطة والصغيرة وكذلك عن طريق المنظمات والجمعيات..

· تشجيع الحكومة الديمقراطية على تعويض الذين فصلوا من العمل تعسفيا فى عهد الانقاذ...

ثم والاهم من كل ما ذكر اعلاه المشاركة فى اسقاط حكومة الجبهة الاسلامية فى الخرطوم حسب مواقفنا الواضحة والثابتة..

والمشاركة فى الاتيان بحكومة ديمقراطية تكون أول نتائجها, وقف الحرب وبسط السلام والهدوء فى السودان..

نور تاور

رئيسة الحركة الليبرالية السودانية..

كندا 2014