السرطان في الشمالية.. مسؤولية من ؟ أحمد علاء الدين

السرطان في الشمالية.. مسؤولية من ؟ أحمد علاء الدين


10-27-2014, 11:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1414447483&rn=0


Post: #1
Title: السرطان في الشمالية.. مسؤولية من ؟ أحمد علاء الدين
Author: أحمد علاء الدين محمد موسى
Date: 10-27-2014, 11:04 PM

mailto:[email protected]@yahoo.com
أصبح الحديث عن انتشار أمراض السرطان في الولاية الشمالية هماً إضافياً متلازماً لهموم هذه الولاية الآمنة المطمئنة التي لم تشهد تاريخها الطويل أمراض الفتنة والاقتتال التي أصابت بعض أطراف الجسد السوداني, وظلت مستقرة في حالها تحبس دموع صبرها ولعلها قد تنال- ولو قليلا من حظها – نصيبا من مشاريع التنمية كي تضمن لأبنائها الأبرياء- الذين عرفوا بالغربة والاغتراب والبذل والعطاء ونكران الذات- بعض من أحلامهم المتواضعة في العودة والاستقرار, إلا أن هواجس هذه الأحلام الز########ة كثيراً ما تبددت وذهبت أدراج الرياح مع ظاهرة انتشار الأمراض ومنها السرطان الذي أصبح بعبعاً يؤرق مضاجعهم ليلاً ونهاراً, حيث لم تخلو قرية من قري هذه الولاية إلا وبها مثني وثلاث ورباع ممن ابتلي بهذا المرض اللعين... سكان هذه الولاية لا حول لهم ولا قوة لمواجهة هذا المرض الخطير الذي تفشي بصورة وبائية مذهلة وبات يهدد العشرات من الأرواح بدليل أن أكثر من 31% من الوفيات سببها السرطان, ومع ذلك لم تجد صرخات الاستغاثة من أبناء هذه الولاية آذاناً صاغية من حكومة الولاية... الناس في الولاية الشمالية ومحلياتها منقسمون في تفسير هذه الحالة وأسبابها, فمنهم من يعزي للنفايات التي يعتقد بأنها قد دفنت في عهد مايو، ومنهم من يعتقد أن الشرب من الآبار الارتوازية سبب لهذا المرض, وآخرون يظنون أن المقابر الأثرية التي يرجع تاريخها إلي ما قبل الميلاد قد تحللت وغاصت في أعماق التربة الزراعية التي يعتمد عليها السكان في زراعة ما يحتاجونه والاستفادة منها, ومنهم من يشير بأصابع الاتهام مباشرة إلي مشروع القامبيا - مشروع يتم التنسيق فيه مع الحكومة المصرية لمكافحة الملاريا- والي استخدامه المكثف للرش بالمبيدات الكيميائية وبطرق غير علمية في هذه المناطق ولفترة تمتد إلى أكثر من نصف قرن, وفيما يؤكد الدكتور عمر إبراهيم الأمين, مدير هيئة الطاقة الذرية بوزارة العلوم التكنولوجيا أن الإصابات بمرض السرطان بالولاية الشمالية قد تجاوز المتوسط العالمي للإصابة بهذا المرض جراء التغييرات البيئية التي حدثت بالولاية, يخرج السادة الولاة الذين تعاقبوا على كرسي الولاية مؤكدين نفيهم القاطع لانتشار السرطان وذهب البعض منهم بأن الحديث عنه حديث غير صحيح بل مجرد مزاعم وخواطر لا تسنده دراسات علمية -وسبحانه الله- حكومة الولاية وبدون أن تجري دراسات علمية حول هذا المرض الخطير, وبدلاً من إعداد سجل علمي عن المرض يحتوي على تفاصيل كاملة ومقنعة عن المرض, وبدلاً عن فتح مراكز مقننة ومتخصصة تحدد نسبة المصابين كما ونوعا, تختلق هذه الحكومة الأسباب وتقابل الأنات والصرخات بمبررات وهمية, ومنها الاختلاف في زيادة الوعي الصحي لسكان الولاية مقارنة بالولايات الأخرى, وأن ذات الإصابات قد تكون موجودة في باقي الولايات ولم يكتشف ولم يروج له بعد كما هو الحال في الشمالية. وأن عدد الإصابات في الولاية ليس بالرقم الكبير والمخيف كما يروج له البعض.هذه التطمينات والجمل الإنشائية ما يصرح به الولاة -أصحابي الكراسي الوثيرة – في كل مرة. والأغرب من ذلك حديثهم عن توطين العلاج في الولاية بينما تحتاج بعض مستشفياتها في حلفا وعبري ودلقو والبركة وفريق والبرقيق وغيرها إلي تأهيل كامل من حيث المعدات والكوادر الطبية, والأدهى والأمر من كل ذلك أنه لا يوجد أخصائي واحد في كل هذه المستشفيات التي ذكرت... من يتابع-عن قرب- لأسباب الوفيات خلال عام واحد في محلية من محليات الولاية خاصة الشمالية منها يشعر حقيقة وبدون أدنى شك بأن هذا المرض منتشر وبصورة غير عادية. وقد تناول الإعلاميون من أبناء هذه الولاية– في الداخل والخارج - هذا الموضوع من خلال أقلامهم في الصحف أو المنتديات أو من خلال لقاءاتهم مع المسئولين واضعين الحقائق المتوفرة أمامهم ومؤملين في ذلك أن تتفاعل حكومة الولاية بايجابية مع الأحداث, ومع ذلك يظل النفي هو سيد الموقف, ومن الضروري أن تتحرك حكومة الولاية بالتنسيق التام مع المركز ومركز أبحاث الذرة بإجراء أبحاث علمية مدروسة حول هذا الوباء الذي بات يهدد أرواح أهلنا في الشمالية. والله المستعان...