جنوب السودان : الحكمة جنوبيّة - أروشا على الخط الساخن

جنوب السودان : الحكمة جنوبيّة - أروشا على الخط الساخن


10-23-2014, 02:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1414071445&rn=0


Post: #1
Title: جنوب السودان : الحكمة جنوبيّة - أروشا على الخط الساخن
Author: فيصل الباقر
Date: 10-23-2014, 02:37 PM

أعادت القيادة التنزانية الرشيدة ، بريق ضوء وبصيص أمل ، فى عتمة المشهد المرعب ، والقاتم جدّاً ، فى ربوع جمهورية جنوب السودان ، و منحت بعض الأمل - الذى كاد أن يكون مفقوداً - لشعب جنوب السودان ، والمُراقبين من على خطوط النار فى دول الجُوار، فى إمكانيّة عودة طرفى النزاع فى جمهورية جنوب السودان، لمسارات التفاوض السلمى ، بعيداً عن قعقعة السلاح ، ومُغامرات دك المُدن والأرياف ، ومرارات القتل والسحل على الهُويّة الإثنيّة واللغوية ، فى جنوب السودان ، وهى خطوة - بلا شك - مطلوبة ، ومرغوبة ، وضروريّة ، للمضى قُدماً ، فى طريق البحث الجاد ، عن حلول مُستدامة للأزمة الدموية الطاحنة ، التى بقيت تراوح مكانها، طيلة الأشهر الماضية ، دون أدنى بصيص أمل ، فى الوصول لحل يفتح الطريق ، نحو سلام مُستدام وإستقرار منشُود ، و توافق على نظام حُكم حكيم ، يستحقه شعب جنوب السودان .
الإتفاق على التوقيع على " إعلان أروشا " الذى جاء ليشكّل حجر الزاوية فى مبادىء الإتفاق لحل الخلافات داخل الحركة الشعبيّة " فى الحكومة والمعارضة " ، نزل برداً وسلاماً على الشعب ، و يُمكن أن يُهيّىء فرصة نادرة ، للخروج من نفق الأزمة الحاليّة ، ولكنّه ، ليس كافياً وحده ، لإبراء الجراح ، وإحداث المُعافاة التامّة ، بعد الذى حدث من شروخ وجروح دامية فى النسيج الإجتماعى، بين مواطنى الدولة الوليدة ، ولا- ولن - يعفى ( القيادة التاريخيّة ) من مسئوليّة ما جرى...ولهذا ، ولغيره من أسباب موضوعيّة ، يبقى هذا الإتفاق ، مُجرّد لحظة تاريخيّة هامّة وفرصة مُضيئة تنتظر الإستكمال ، لأنّ إنهيار هذا الإتفاق - تحت أىّ دعاوى - سيجعل الوطن بأكمله ، فى مهب رياح و أمطار حروب الإبادة ومآسى و ويلات جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانيّة ، ولن نذيع سرّاً ، إن قلنا إنّه إتفاق الفرصة الأخيرة ، لتسوية النزاع !.
قلنا من قبل ، وسنظل نؤكّد ، أنّ مفتاح الحل للأزمة فى جنوب السودان ، بيد ( الحركة الشعبيّة ) و " مؤسساتها "، ولن يأتى ( الوسطاء) مهما حسُنت أو ساءت نواياهم ، بحلول تتنزّل - برداً وسلاماً - من السماء ، ولن يُجدى - على المدى الطويل - إنتظار مُحاولات فرض الحلول الخارجية ، ونُضيف ، لن تنفع سياسات " لى الذراع " ، ولا فزّاعات " التخويف " و " التهديد " بالويل والثبور وعظائم الأُمور!.
التوقيع على ( إعلان أروشا ) يُمثّل خطوة أولى فى الطريق والمسار الصحيح ، ولكنّها خطوة " عالقة فى الهواء " تنتظر الإرادة السياسيّة الحقيقيّة والجادّة ، و تنتظر ضرورة " تفعيلها " و " إستثمارها " من طرفى / أطراف النزاع ، بصورة خاصّة ، لتحقيق السلام ، والإنخراط – قبل فوات الأوان – فى الحوار المسئول ، لبحث كافّة الملفّات والقضايا العالقة المنطوقة و المسكوت عهنا " طوعاً أو كُرهاً " ، ولن يؤتى هذا الحُوار الجامع ، أُكله ، ما لم يضع مصالح شُركاء الوطن ، فى الحسبان ، ومن المهم أن يُنظر إليه ، لمدخل لتحقيق المُصالحة الوطنيّة الشاملة، ونأمل - صادقين - أن لا يمضى الفرقاء فى جمهورية جنوب السودان ، فى طريق " إستلهام " و " إستيراد " طُرق وأساليب ومناهج إدارة ( حوارات ) شُركاء الأمس القريب - المؤتمر الوطنى - بمسمياتها المختلفة ، لأنّ السير فى ذاك الطريق ، سيقود لإطالة أمد الأزمة ، وهو أمر غير مرغوب فى هكذا صراع ونزاع !.
يبقى فى الجانب الآخر من النهر ، التعويل على قُدرة ( الوسيط ) التنزانى ، على مُتابعة الملف ، و قدرته على البقاء فى الخط الساخن ، وفى السهر على تنفيذ الإتفاق ، وفى الإصرار على المضى بالحوار للأمام ، لتحقيق الحل المطلوب ، وتبقى ، مُشاركة الآخرين فى دعم الموقف التنزانى ، ولكن ، تبقى - من قبل ومن بعد - المسئوليّة الكبرى ، بيد طرفى النزاع ، وعلى عاتقهم ، فى الدخول الفورى فى الحوار ، برغبةٍ صادقة ونيّةٍ حسنة وصافية ، وإرادةً سياسيّة جادّة ، و بعيداً عن مناهج و تكتيكات " لعبة كسب الوقت " ، أو التفكير العقيم ، فى تعزيز المواقف التفاوضية ، عبر النظر ، لما بعد موسم " الخريف " بغرض تحقيق أىّ من " الإنتصارات المؤقّتة " ، لأنّها وإن حدثت ، فهى ستكون مجرّد " إنتصارات زائفة " و ستكون ( شكلةً ) " مُكلّفة "، ولن تُخرج بالوطن والشعب إلى بر الأمان...وإيّاكم، وإيّاكم ، والتفكير فى نقض العهود!. ولتصبح الحكمة جنوبيّة / جنوبيّة ، وإن بدأت تنزانيّة !.