وأقام الشيوعي مركزاً ثالثاً للمعارضة.. 1/2

وأقام الشيوعي مركزاً ثالثاً للمعارضة.. 1/2


10-18-2014, 06:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1413653671&rn=0


Post: #1
Title: وأقام الشيوعي مركزاً ثالثاً للمعارضة.. 1/2
Author: محمد علي خوجلي
Date: 10-18-2014, 06:34 PM

محمد على خوجلي mailto:[email protected]@yahoo.com
قيادات من المعارضة (الرسمية)لنظام الانقاذ طبقت مفاهيم خاطئة بشأن(قيادة) و(تنظيم)القوى السياسية المعارضة. وبذلت جهوداً ضخمة لسيادة تلك المفاهيم بأكثر مما بذلت لاسقاط النظام، هدفها منذ1989. وخطأ تلك المفاهيم اكدته تجربة اتحاد الجماهير المعارضة خلال الحكم العسكري(1958-1964) بأداة الجبهه الواسعه وفي الذكرى الخمسين لثورة اكتوبر1964 وعيدها الذهبي نحاول التعلم من الماضي.
و المفاهيم الخاطئة هي:
1- العمل بقوة على أن يكون مركز المعارضة(واحداً) وبعضوية منتقاة في صورة تحالف قيادات أحزاب (التجمع الوطني الديموقراطي)،(مؤتمر أحزاب جوبا) و(تحالف قوى الاجماع الوطني).
2- الخلط المتعمد بين مفهوم اتحاد الجماهير المعارضة وتحالف قيادات الأحزاب المعارضة.
3- العجز في توازن العلاقات بين الأهداف (مع الحوار الوطني) و(مع الانتفاضة خيار الشعب) في وقت واحد. ومن نتائج العجز فقدان التحالف للاتجاه ومنح أحزاب الحركة الاسلامية عضوية التحالف المعارض (اقتداءً بتجربة الحكم العسكري الأول في جبهة أحزاب المعارضة التي تضم اليسار واليمين والوسط)!!
في يوم الاثنين 17نوفمبر1958 قام حزب الأمة بتسليم السلطة السياسية المنتخبة الى قيادة الجيش السوداني (انظر: مذكرة الامام الصديق للمجلس الأعلى للقوات المسلحة 12مارس1961)، كتب: «ليس صحيحاً أن الجيش قد جاء الى الحكم بالقوة وأن هذه حقيقة تاريخية سافرة لا تقبل الجدل. ولعلي اوضحت من قبل ان الجيش لم يحمل سلاحاً ضد الحكومة السابقة أو المواطنين ولقد وعدتم بأنها فترة موقوتة باصلاح بعض الأوضاع وأن الجيش لن يترك مهمته الأصلية ليلج باب السياسة ويتولى أمور الحكم بصفة دائمة».
وعارض الحزب الشيوعي -وحده- انقلاب17نوفمبر، وأعلنت أحزاب تأييدها صراحة ببيانات موثقة وأخرى لم تؤيد ولم تعارض (!!)
وخلال الفترة 1958-1964 كانت هناك أربعه مراكز للمعارضة هي:
1- جبهة أحزاب المعارضة (الجبهة القوميه المتحدة).
2- تنظيم أبناء الجنوب بالعاصمة المثلثة (ولاية الخرطوم) وكان تنظيماً سرياً، شارك في الأضراب السياسي والتظاهرات وقدم شهداء (ديفيد مجوك وآخر). فابناء الجنوب شكلوا مركزاً مستقلاً للمعارضة، وشاركوا في الاتصالات عند تكوين السلطة الجديدة وقدموا قائمة بمرشحيهم (جبهة الجنوب لاحقاً).
3- الجبهة الواسعة (بلا اسم) التي اقامها الحزب الشيوعي منذ 18نوفمبر1958 أو ساعد في تنظيمها وكانت آخر صورها الجبهة الوطنية للهيئات.
4- مركز المعارضه السري للقوات المسلحه (تنظيم الضباط الاحرار).
ومعارضة الحزب الشيوعي للنظام العسكري لم تهدأ أبداً، وظل الجو للمعارضة يتسع يومياً وحتى نوفمبر1959 نفذت اضرابات عمالية وطلابية وجرت محاولات انقلابية..
وهذا الجو دفع بالأحزاب للتخلي التدريجي عن تأييد الحكومة العسكرية، أو أن يتخذ بعضها مواقف أكثر ايجابية. وكانت بدايات التدرج قيام كل حزب مستقلا برفع مذكرة أو أكثر للمجلس الأعلى للقوات المسلحة (واتفقت كل تلك المذكرات على المطالبة بمزيد من الديموقراطية والشورى!!) وأول خطوة في طريق تكوين جبهة الأحزاب المعارضة تمثلت في اللقاء بين حزبي الأمة والوطني الاتحادي (ابريل1960) ورحب الحزب الشيوعي باللقاء دون الابتعاد عن خطه السياسيواداته الجبهه الواسعه.
وظلت معارضة الأحزاب ضعيفة ومضطربه وبالذات حزب الأمة.بدلالة رسالة الامام لوكلائه في مايو1960 ومما تضمنته:«لا يزال السيد الإمام سائراً على تأييد الإمام الراحل للوضع الحاضر. واننا متعاونون معه على ما يحقق المصلحة العامة للبلاد بإذن الله».

والمعارضة تتسع في نفس الوقت حتى مظاهرات حلفا(أكتوبر 60)والتي شملت عدداً من المدن وكان لذلك تأثيره على الأحزاب فكانت مذكرة جميع الأحزاب وهي أول مذكرة جماعية ترفعها الأحزاب للحكومة العسكرية وعرفت بمذكرة 29 نوفمبر1960 والتي تضمنت المطالب الآتية:
1- تفرغ الجيش لحماية البلاد.
2- قيام هيئة قومية انتقالية للقيام بالآتي:
أ/ تمارس سلطات الحكومة في فترة الانتقال.
ب/ وضع أسس واضحة للديموقراطية في السودان.
ج/ وضع قانون انتخابات عادل.
3- رفع حالة الطواريء.
4- كفالة الحريات وضمان حرية الصحافة.
واحتفى الحزب الشيوعي بالمذكره وأصدر بياناً جماهيرياً يؤيدها باعتبارها من ثمار الكفاح المتواصل الذي شنه ويشنه الشعب السوداني البطل وأن مطالب المذكرة هي التي عمل الحزب الشيوعي من أجل تحقيقها، والتي كانت أيضاً من بين مذكرات العمال واضراباتهم ومظاهراتهم.
والأهم: أكد البيان أن الضامن الوحيد لتنفيذ المطالب الوطنية هو (نضال الجماهير لتعزيز المطالب بمختلف الوسائل).
وفي يناير1961رفعت الأحزاب مذكرتها الثانية للمجلس العسكري وبهذه المذكرة كان ميلاد جبهة أحزاب المعارضة والتي اشترك فيها الحزب الشيوعي حتى ديسمبر1962.
وفي فبراير1961 دخل امام الانصار في (مفاوضات منفردة) مع الحكومة حول مستقبل الحكم (بمنزل السيد الصديق بالخرطوم) وفشلت المفاوضات. وتبع هذا الفشل حملة استفزازات ضد الأنصار ومن ذلك:
- منع الأنصار رفع الأعلام التقليدية في دارفور.
- تحديد اقامة أحمد والصادق المهدي.
وكان لإضراب عمال السكة الحديد (يوليو1961)أثراً في توسيع أجواء المعارضة وأحزابها، وفي ذات الأيام جاءت أنباء من الأبيض عن اعتقال وتعذيب المناضل الشيوعي حسنين حسن. فبعث قادة الأحزاب ببرقية استنكار للمجلس العسكري مع المطالبة بعودة الجيش إلى ثكناته وعودة الحياة الديموقراطية (12يوليو1961) وعلى إثر تلك البرقية اعٌتقل زعماء المعارضة وتم نفيهم الى جوبا. وهم: اسماعيل الأزهري، عبد الخالق محجوب، محمد أحمد محجوب، إبراهيم جبريل، أحمد سليمان، عبد الله عبدالرحمن نقد الله، مبارك زروق، عبد الله ميرغني، عبد الله خليل، محمد أحمد المرضي، عبد الرحمن شاخور وأمين التوم.
وفي 21أغسطس1961 قامت الحكومة العسكرية باستعمال الرصاص الحي لأول مرة في مجزرة ساحة المولد بأم درمان، لإرهاب المعارضين. والتي راح ضحيتها اثنا عشر من الأنصار وهم يؤدون شعائرهم الدينية. وجاء في البيان الجماهيري للحزب الشيوعي (22/8/1961):
«ان قوتكم في تنظيم صفوفكم وفي وحدتكم. لتنضم جماهير الطلاب والعمال والزراع والتجار والمعلمين والمثقفين (إلى لجان الجبهة الوطنية الديموقراطية والجبهة النقابية)..
القوة الكامنة في اتحادكم لا يمكن أن يثبت أمامها رصاص الجبناء.
ليتحد الشعب ولينظم صفوفه من أجل الدخول (في إضراب سياسي عام) ضد عصبة القتلة السفاحين
الويل لقتلة الشعب من غضب الشعب (الإضراب السياسي العام طريق الخلاص)..»
كما بعثت جبهة أحزاب المعارضة برسالة إلى ضباط البوليس بالعاصمة (ولاية الخرطوم) جاء فيها:
«إن كل جهد يبذل لوقف جهاد الشعب ضد الطغمة الحاكمة هو جهد ضائع ولا يورث صاحبه سوى نقمة الأمة وكراهية المواطنين، علاوة على ما فيه من عمل منافي للضمير الوطني والانساني.
وإننا نهيب بكم أن تستمعوا إلى صوت العقل والحكمة والضمير فيكم.
لا تساعدوا اليد الآثمة التي تخنق أنفاس شعبكم..»
وفي27 يناير1962 أضرب زعماء المعارضة المعتقلين عن الطعام لأجل غير مسمى حتى اطلاق سراحهم والذي تم في اليوم الثاني للاضراب.
فثورة أكتوبر نتيجة مقاومة المراكز المتعددة التي توحدت في لحظات التحول(تنسيقياً).
وفي يناير1963 انسحب الحزب الشيوعي من جبهة أحزاب المعارضة. ولم يقل أحد بأن في خروجه (اضعاف للتجمع) أو(تفتيت لوحدة المعارضة)أو أنه (فارق الجماعة) بل أن استمرار الحزب في جبهة الأحزاب المعارضة كان يعني تنازله عن الاضراب السياسي العام.
ونواصل..