لُعبة الكُرات الزُجاجية (8) | محمد يوسف

لُعبة الكُرات الزُجاجية (8) | محمد يوسف


10-14-2014, 05:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1413304484&rn=0


Post: #1
Title: لُعبة الكُرات الزُجاجية (8) | محمد يوسف
Author: محمد يوسف
Date: 10-14-2014, 05:34 PM

كتابات ماجسر جوسف لودي(Ludi Joseph Knecht )
قصائد لنكهت(Knecht ) خلال سنوات الدراسة:

لاعب "لعبة الكرات الزجاجية" الأخير:

كراة ملونة، ألعوبة في يده،
يجلس مطأطأ الرأس ؛ حوله تقع أرض
أصبحت خرابا بالحرب و أجتاحها المرض.
دندنات النحل حول اللبلاب النامي على الأنقاض؛
سلام المنهكين مع التراتيل الصامتة
أصوات في عالم هرم بالهدوء.
رجل مسن يحسب كراته الملونة؛
يلائم أزرق هنا و بيضاء هناك،
ويتأكد من واحدة كبيرة أو صغيرة تسبق الاخرى،
ويُشَكل لعبته بعناية خاصة.
فاز بعظمة في اللعبة،
وكان يتقن السِنة كثيرة والعديد من الفنون،
عرف العالم و سافر في أجزاء أجنبية –
من قطب إلى قطب ، لا حدود لشهرته.
حوله تلاميذ و زملاء دائما ملحون ً.
والآن صار عجوزا ومتهالك و حياته حثالة.
لم تعد تأتي التلاميذ إلى المباركة،
ولاخبراء يدعونه الي حجة.
جميعهم ذهبوا والمعابد و المكتبات،
ومدارس كاستاليا ذهبت.
مستريح ... وسط الأنقاض و حبات الزجاج في يده،
طلاسم كانت ذو أهمية
الآن باتت فقط قطع من الزجاج الملون،
يتركها تتدحرج حتى تفقد قوتها
وفي صمت تختفي في الرمال.

رثاء:

ليس لدينا دوام وخلود ؛ نحن موجة
تتدفق لتأخذ أي شكل من الأشكال تجده:
من خلال يوم أو ليلة , كهف أو كاثدرائية
نمر الى الأبد دائما , الى شكل رابِط نَتُوقه.

قالب بعد قالب نملأه ولا نرتاح ابدأ
حيث الفرح أو الحزن العميق لا نجد وطنا.
ونحن نتحرك ، نحن كضيف الأبدية.
لا أرض ولا محراث ؛ لا نجني.

ما سيفعل الله بنا لا يزال خَفِيّ:
يلعب ؛ ونحن صلصال لرغبته.
ونحن لا نضحك ولا تأوه؛
يَجْبُل ولن يدخلنا للنار.

ننكمش نتقوقع إلى حجر!
نتوق إلى السكينة.
ولكن كل ما يبقى معنا هو الخوف،
ولن نهدأ على طريقنا.

حل وسط:

رجال المبدأ ذو البساطة
لن يكونوا مع شكنا الحاذق.
يقولون لنا العالم مسطح ، و يصرخون:
خرافة العمق سخافة!

إذا كانت هناك أبعاد إضافية
إلى جانب الإثنين سوف نعتز بها،
كيف يمكن أن يعيش رجل بأمان دون التوترات؟
كيف يمكن أن يعيش ولا يتوقع الهلاك؟

لكي نتعايش في سلام،
دعنا نزيل بعدا واحدا من قائمتنا.
رجال المبدأ، إذا كانوا على حق،
والحياة في العمق معادية،
البعد الثالث يمكن الاستغناء عنه.
ولكن سراً نعطش.

رشيقا كراقصة الأرابيسك،
تظهر حياتنا هادئة وبدون جهد،
رقصة لطيفة حول العَدَم النقي
اليها نضحي هنا والآن.

أحلامنا جميلة و لعبتنا مشرقة،
منسجمة بدقة بكثير من البراعة،
ولكن تحت السطح الهادئ العمق يحترق
للدم والهمجية والليل نتشوق.

بحرية تدور حياتنا و كل التنفس
كالهواء أننا نعيش عَلَى نَحْوٍ لَعُوب،
ولكن سراً أننا نتوق إلى الحقيقة :
نسبِّب الولادة والمعاناة والموت.

الحروف الهجائية:

من وقت لآخر نأخذ القلم
ونخربش الرموز على ورقة بيضاء فارغة.
معانيها للجميع واضحة؛
أنها لعبة لها قواعد جميلة ونظيفة.

ولكن إذا أتى وحش أو رجل من القمر
ووجد صفحة ، بحروف مجعدة،
وباستغراب درس الخطوط و الإطار:
كم سيكون غريبا العالم الذى يكتشفون.
معرض سحري غريب.
أنه سوف يرى أ و ب كبشر ووحش،
كتحرك اللسان أو ذراعين أو ساقين أو عينين،
الآن بطيء ، الآن بسرعة ، كل قيد اطلق،
مثل بصمات أقدام الغربان على الجليد.
وسوف يقفز معهم ، يطير ذهابا وإيابا ،
ويرى ألف عالم
مخبأة داخل الرموز السوداء والمجمدة،
تحت الخطوط المزخرفة السميكة والرقيقة.
سيشهد احتراق الحب وألم يرتجف،
سوف يستغرب ، ويضحك ، ويهتز بالخوف والبكاء
لأن ماوراء هذه الشفرة
سيشهد العالم بلا هدف عاطفي،
تضاءل وصغر ومسحور في الرموز،
وصرامة في مسيرة السجين.
وسوف يعتقد أن: كل علامة تشبه كل الاخريات
أن حب الحياة والموت أو شهوة وألم،
توائم لا يمكن أن التميز بينهما.
و في النهاية الوحش بصوت
رعب قاتل يشعل نارا،
يهتف ويدق جبينه علي الأرض
ويكرس الكتابات الى محرقته.
وربما قبل أن يغرق وعيه
في هجوع هناك سيأتي له بعض الشعور
كيف يمكن لهذا العالم السحري من خداع
هذا الرعب لا يحتمل،
وقد اختف كما لو أن لم تكن.
سوف يتنهد ويبتسم ويشعر معافى مرة أخرى.

قراءة فيلسوف:

هذه الأفكار النبيلة خدعتنا بالأمس؛
ونحن اِسْتَمْرَأ ناها مثل الخمور المختارة.
ولكن الآن تعكر معاني تتسرب بعيداً،
كصفحة من الموسيقى من مزارع الكروم

مسحت منه النغم بدون مبالاة:
خذ من منزل مركز الجاذبية،
يترنح وينهار ،كل شعور يهان،
يتنافر بعد أن كان منسجما.

هكذا أيضا وجها شاهدناه ذا حكمة،
حُبّ واحترم يمكن أن يتجعد ، يفسد،
جاهز للموت ، العقل يهجر العيون،
تاركا متاهة ذابلة فارغة.

يمكن للنشوة أيضا ، أن تثير الشعور
و أن تتحول بسرعة إلى شئ مرير،
كما لو كان هناك يسكن داخلنا إدراك
أن كل شيء يجب أن يذوي ويموت، وينهار.

ومع ذلك ما زال هذا الموت عديم النهاية
روح البشر تكافح بنزاهة،
بألم يثير منارات ، الموت يتحدى،
ويفوز، بشوق للخلود.

مقطوعة باخ الموسيقية(التوكاتة):

صمت جامد .... يسود الظلام علي الظلام.
ضوء يخترق الغيوم
قادم من العدم
لاختراق الأعماق،
يجمع الليل مع النهار ، يبني طول وعرض،
يصور مسبقاً القمم والتلال والإنحدارات والقلاع،
جو فضفاض أزرق ، عمق الأرض كثيف مشبع.

هذا الشعاع الرائع يَفْصِل جيل زاخر
في كلا العمل والحرب وفي جنون الوجود
يشعل عالم جديد لامع مَذْعُور.
كافة التغييرات حيث الضوء ينحدر،
ينشأ النظام روعة تستمع
لمدح الحياة وانتصار لإضاءت الغاية العظمة.

الحاجة العظمة تسير ، تتحرك
قوتها في جميع المخلوقات،
تسترجع اللاهوت البعيد ، فعل روح الله:
الآن فرحة وألم والكلمات والفن والأغنية،
عالم شاهق علي عالم في نصر محتشد
بدفعه ، عقل و تنافس و سرور و حب.

يتبع
محمد يوسف
mailto:[email protected]@yahoo.com