شيطان سندباد../ بقلم: رندا عطية

شيطان سندباد../ بقلم: رندا عطية


09-20-2014, 04:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1411228684&rn=0


Post: #1
Title: شيطان سندباد../ بقلم: رندا عطية
Author: رندا عطية
Date: 09-20-2014, 04:58 PM

التاجر من بغداد.. سندباد.. ياما لاقى الأهوال في طريق تجارته، والذي من بعد أن تحطمت سفينته بسبب الأمواج التي بعلو برج خليفة، سبح وسبح وسبح حتى وصل الى جزيرة في نص البحر والتي ما أن استلقى عليها ليلتقط أنفاسه إلا وتحركت به الجزيرة! ولا غرابة فالجزيرة طلعت حوت بياخد في قيلولة!! والذي من بعد نجاحه في الإفلات منه وصل لبر ذي جبال وأودية ليلتقي هناك بـ عمليق ووالده العملاق اللي جهجه سندباد جهجهة جد ولم يعتقه إلا بعد أن أوقفه ابنه عمليق ليخبره بالمعروف الذي فعله معه سندباد من اقتلاع لتلكم الشوكة المنغرزة بقدمه والتي جعلته يبكي وجعاً، ليحمله العملاق أبو عمليق إثر ذلك ـ أي سندباد ـ ليقطع به بخطواته العملاقة الجبال والفيافي لينزله بالقرب من واحة والتي ما أن سار سندباد فيها قليلا إلا والتقى بشيخ عجوز أخبره بصوت واهن عدم استطاعته السير، طالباً منه أن يساعده ويحمله على كتفيه، واللي أول ما قال كدي حمله على كتفيه إلا وأحكم الشيخ إطباق قدميه على عنق سندباد إطباق ديكتاتور شرق اوسطي على رقبة شعبه!! رافضاً النزول.. وبالنتيجة سندباد بقى حايم بيهو اليوم كله! ولم يستطع أن يتخلص منه إلا من بعد أن قام بإسكاره بعصير الكمثرى، ليولي من ثم هاربا منه حتى إذا ما أفاق العجوز إلا وطارد وتابع ليك سندباد قذفاً وفليق بالحجارة والصخور الضخمة فقد اتضح اعوذ بالله أن العجوز ما هو إلا.. شيطان.
ليرجع سندباد بطل مسلسل الكرتون مغامرات سندباد بتجارته إلى بغداد واللي أول ما سمع أولاد تلكم المرأة العجوز بمقدمه إلا جاءوا إليه بأمهم محمولة بمحفة ليسألوه باهتمام بالغ هل جلب لهم ما طلبوه منه، ليعطيهم سندباد صرة بحجم قبضة اليد قاموا بدورهم بمناولتها لوالدتهم لتفتحها الأخيرة باشتياق متحسسة ما بداخلها باصابع مرتعشة لتخرج منها حبات فلفل سرعان ما رفعتها بلهفة الى انفها لتشمها بعمق و .. وده كان حالي حال رؤيتي لحبات التسالي الاسود بتلك العلبة الأنيقة بمكتب ذلك الأخ الاكبر العزيز واللي حال وقوع عيني عليه اي التسالي الاسود إلا سألت ذلك الأخ باستعجاب: ـ التسالي الأسود ده جبتوا من وين؟!! فانا لي سنين ودنين من آخر مرة شاهدته فيها ناهيك عن أن أتذوقه!! لأسرح إثر ذلك متذكرة مشوارنا داك أنا وماجدة خالتي من بيتنا في ود البنا حتى ((إستوب ود أرو)) حيث نتوقف في المكتبة التي بجانبه لتشتري ماجدة مجموعة من روايات عبير فيما اقتني أنا مجلات ماجد وسمير وميكي وتان تان والمغامرين الخمسة والشياطين الـ ))13(( ورجل المستحيل آدهم صبري، لنقطع بعد ذلك الشارع لنشتري من بائع التسالي تسالي القرع الابيض وذاك التسالي الاحمر وذا التسالي الاسود الذي ما أن ملأت قبضة يدي بحبات منه، ومن ثم بدأت بتقشيرها بلهفة سرعان ما لفظتها من فمي بقلب مقبوض ونفس مقفولة فيما أنا ادعو من بين يدي شهر سبتمبر: اللهم أن حلنا متل ما حليت سندباد.. اللهم حلنا.. اللهم حلنا من.. شيطان سندباد..
mailto:[email protected][email protected]