"إن نظاماً كنظام الانقاذ يجب أن لا يتم التفاوض معه إلاّ على تسليمه السلمي و الغير مشروط للسلطة

"إن نظاماً كنظام الانقاذ يجب أن لا يتم التفاوض معه إلاّ على تسليمه السلمي و الغير مشروط للسلطة


09-09-2014, 02:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1410270766&rn=1


Post: #1
Title: "إن نظاماً كنظام الانقاذ يجب أن لا يتم التفاوض معه إلاّ على تسليمه السلمي و الغير مشروط للسلطة
Author: الأمين جميل
Date: 09-09-2014, 02:52 PM
Parent: #0

الحق يؤخذ و لا يعطى صدقة
"إن نظاماً كنظام الانقاذ يجب أن لا يتم التفاوض معه إلاّ على تسليمه السلمي و الغير مشروط للسلطة ."
الأمين جميل
mailto:[email protected]@gmail.com
الاتحادي الديمقراطي/ الجبهة الثورية
تعددت الوساطات و الوفود ، وكثرت المفاوضات ، وزاد الهمز و الغمز و اللمز في القاعات المغلقة و الحجرات المظلمة ، و اختلطت الحدود و المقاييس و الفواصل ، و اُبتدعت جُملاً و مصطلحات سياسية أضيفت إلى قاموس السياسة السودانية اربكت المواطن البسيط ، يرددها البعض دون علم بمعناها : الآلية الافريقية رفيعة المستوى ، آلية الحوار الوطني ، آلية الحوار الاجتماعي ، قوات اليوناميد ، لجنة السبعة زايد سبعه و لجنة السبعة زايد واحد ، مفاوضات المنطقتين ، منبر الدوحة ، و عدد لا يحصى من المنابر واسماء اللجان و جلسات المفاوضات في أديس أبابا و غيرها من العواصم ، لا يعرف حتى الذين اشتركوا فيها عددها ولا نتائجها ، و تبارى السياسيون في تدبيج الخطب الرنانة و اطلاق التصريحات النارية في المؤتمرات الصحفية . و حققت الوفود مكاسب لا تستطيع الوصول إليها كما قدمت تنازلت لما لا تملك . و يعتقد البعض أنهم تخطوا حواجزاً و حطموا سدوداً تستعصي على ياجوج وماجوج ، و حققوا ما لم يحققه الأوائل و لن يحققه اللاحقون .
يجري ذلك وسط دهشة ألجمت الشعب ، و خدّرته ، و ثبّطت إرادته ، و أوهنت عزيمته ثمّ كبلت يداه ، و أضاعت وقته . و هو الصامد الصابر الذي فقد كل مقومات الحياة ، يعاني التخلف و الفقر و الجوع و المرض و التشريد و السجن و التقتيل ، و اصبح يعيش في وطن كأنه مريض الجزام ، أطرافه التي لم تسقط مهددة بالسقوط ، وطن غابت فيه الخشية من الله ، و كُفر فيه بيوم الحساب ، واختفى فيه صوت العقل ، كما غاب عنه القانون و ضاعت ضوابطه ، وطن تفشى فيه كل قبيح و كثر فيه كل مكروه و أصبح بؤرة للفساد الذي أزكمت رائحته كل شبر على الارض حتى أصبح عبئا على الانسانسة .
هذا ، فنحن لا نرفض المفاوضات ، و لا ننبذ المصالحة ، لكنا لسنا من الذين يقدمون تنازلات في القضايا الوطنية ، فمواقفنا لا تباع ولا تشترى ، و نرفض بقوة اتفاقات الاسترضاء و اقتسام المناصب الدستورية و التنفيذية مع نظام غير شرعي ،هو سارق و مالك بالقوة لما يتنازل عنه . إن نظاماً مجرماً كنظام الانقاذ يجب أن لا يتم التفاوض معه إلاّ على تسليمه السلمي و الغير مشروط للسلطة .و كيف نفاوضه على غير ذلك ودماء الشهداء ما زالت رطبة على الارض ...!
نحن دعاة سلام ، نقف بصلابة ضد الحرب و ضد سفك دماء الأبرياء، لا عن جبن أو ضعف بل من منطلق الايمان بمبادئنا و أهدافنا لكنّا لا نقبل إطلاقاً بالسلام الاستسلامي الأنهزامي، و لا تستطيع قوة أن تفرضه علينا ، فنحن لا نرضخ لضغوط خارجية و لا يستطيع أحد إملاء رأي علينا لأننا لسنا عملاء ، و نحن على مرّ التأريخ نملك قرارنا ، و هو دائماً القرار الوطني الصحيح .
هذا ، فقبل مفاوضات أديس أبابا ، تعالت بعض الاصوات منادية بوحدة المعارضة ، و ليس هناك أدنى شك في أن المعارضة الموحدة هي ركيزة اساسية من ركائز العمل الوطني ، لكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه ، مع من تتم الوحدة ؟ مع السيدين ، كما يسعى بعض قادتنا ؟ هل نقض الطرف عن دور الطائفية في تخلف وطننا ؟ هل ننسى إنهما أطالا عمر الانقاذ بخضوعهما واستلما نقداً ثمن ذلك ؟ هل نتنازل عن مبدأ فصل الدين عن السياسة ؟ هل نغفر لهما صمتهما المطبق عندما فُصل الجنوب و عندما قتل و شرد اهلنا في دارفور و جبال النوبة و جنوب النيل الزرق ؟ هل نتجاهل صفقة تعيين ابنيهما مساعدين لرئيس نظام الانقاذ ؟ هل نمسح من ذاكرتنا فرحتهما بالوسامين الذين كرمتهما به الانقاذ ؟ هل نتقاضى عن اسباب خلاف السيد الصادق الأخير ، هذا إذا هو اختلف اساساً ، مع الانفاذ ؟ أم هل يجب أن تتم الوحدة مع الدكتور غازي صلاح الدين العتباني و مجموعته و ننسى ايضاً أنه من كبار ساسة الانقاذ ومنظريها الذين رسموا سياساتها و خططوا مسارها وشاركوا مشاركة اساسية في جرائمها السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية حتى شهور مضت ؟
إننا نعلم بالتجربة العملية ، و من خلال بعض ما عاصرنا من أحداث ومواقف أن وحدة مع هؤلاء لن تقدم العمل الوطني خطوة واحدة بقدر ما تجعله يتقهقر أميالاً . ليس هذا استهانة بهم أو عدم احترام لهم لكنه منطق الاحداث في الماضي و الحاضر. فنحن منذ عشرات السنوات ظللنا نرفع شعار " لا قداسة مع السياسة " وننادي " بفصل الدين عن السياسة " و حدد لنا زعيمنا الشهيد حسين الهندي طريقنا بمقولته الشهيرة "نحن نحترم رجال الدين ما التزموا جانب الدين ، لكننا لن نهادن الكهنوت السياسي ." و نحن لن نحيد عن ذلك و لن نقبل المساومة في هذا المبدأ المقدس .فاستقرأوا التاريخ يا قادتنا .
إن وطننا يحتاج لثورة حقيقية ، ثورة نظيفة مبرأة من عيوب الماضي ،تستفيد من اخطائه و تستمد قوة دفعها من التجديد و التحديث ، ثورة تقضي على نظام الانقاذ وتقتلع مؤسساته من جذورها ، ثورة تضمن للمواطن حقوق مواطنته و تضع القوانين و النظم التي تضمن له إنسانيته و تصون كرامته و عزته وتحدث تغييراً جذرياً في بنية المجتمع لتبني الانسان السوداني الجديد على دعائم العدل و المساواة. ثورة تقضي على الطائفية و رموزها و تحارب القبلية البغيضة ، ثورة تضع السودان في قائمة الدول المتحضرة ، ثورة تنموية تقوم على اقتسام عادل لمشاريع التنمية لكل الأقاليم ، ثورة تنهض بالاقتصاد و بالتعليم و بالصحة و بالمواصلات ، ثورة تحاسب بعدل و حزم كل من عبث بمقدرات الشعب ، ثورة تحاكم كل من شرّد أو سجن أوعذب أو قتل مواطناً بالرصاص أو بالدواء الفاسد أو بالجوع ، ثورة تسترد كل ثروات الوطن المنهوبة نقداً أو عقاراً ، ما هو موجود في الداخل أو ما هُرب للخارج ، ثورة لا تؤمن بفلسفة التحلل التي ابتدعتها الانقاذ ، ثورة تقتص للشعب السوداني من جلاديه و سارقيه و لا تفرط في حقه ، " و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ." ، فالشعب لم يفوض أو يوكل أحداً ليتنازل له عن حقوقه و ليس لأحد على وجه البسيطة الحق في ذلك .
إن الدمار و الخراب الذي أحدثه و يحدثه الآن الانقاذيون و اتباعهم من الانتهازيين و الوصوليين ، هو جريمة كبرى ، من الدرجة الأولى ، تمت عن عمد و اصرار ، و معالجتها لا تتم إلاّ بالثورة لا بالمفاوضات . فالمفاوضات غالباً ما تنتهي ببعض التنازلات و الترضيات وعدد من المناصب الدستورية ، ومن بعدها يصبح المعارضون جزءاً من الحكومة ينعمون بوظائفهم الرفيعة و ينخرطون في برامج الانقاذ الهدامة متناسين المبادئ التي عارضوا من اجلها و التضحيات التي قدمها الشعب في كل شبر من أرض الوطن .
إن الشعب السوداني و ثواره الوطنيين اصحاب حق ، و علّمنا قادتنا أن الحق يؤخذ و لا يعطى صدقة ، و أن الحق قوة لا ضعف ، و التفريط فيه ذلٌ و مهانةٌ و انكسار ، و مقايضته بكراسي الوزارات و المناصب خيانة عظمى و رجس من عمل الشيطان ، و إنه خاطئ و مخطئ و غارق في الخطيئة و الخيانة من يفعل ذلك. فاتقوا الله في الشعب و في انفسكم يا أولي الألباب .