لا خير فينا إن لم نقل الحق ولا خير فيكم إن لم تسمعوه وتعملوا به/عبيد الطيب- المغاربة – شرق النيل

لا خير فينا إن لم نقل الحق ولا خير فيكم إن لم تسمعوه وتعملوا به/عبيد الطيب- المغاربة – شرق النيل


09-07-2014, 05:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1410108747&rn=1


Post: #1
Title: لا خير فينا إن لم نقل الحق ولا خير فيكم إن لم تسمعوه وتعملوا به/عبيد الطيب- المغاربة – شرق النيل
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 09-07-2014, 05:52 PM
Parent: #0

السودان: بلادٌ كل العالم تمدح مميزاتها وثرواتها وموقعها إلا أهلها، هم من دون العالمين يذمونها بدلاً عن المدح. وبالمقابل بلاد أصغر منها حجماً، وأقل منها ثروات تعيش حياة سياسية واجتماعية واقتصادية مستقرة لا يشكو أهلها مثل ما نشكو! ولا يفكرون في الخلاص بالغربة كما نفكر نحن.
وما أردت الكتابة عنه جانباً مما نطالعه في هذا البلد، وهذا الفساد في كل شيئ تحركه يد، وأخص الفساد الإداري؛ جميع الشؤون الإدارية فاسدة بفساد العاملين فيها، الفساد يعم كل المرافق، فكل من خرج من بيته لأي مرفق يجد أمامه الأمر مستشرياً ومتعاظماً حتى كادت الحياة أن تختنق، ولا تزال إدارة إلا والآتي أفسد منها، ولا يزال إداري إلا والبديل أفسد، ولا احتاج لتمثيل، ولكن لو أخذنا المحليات مثلاً قريباً، فالناس تسمع كل عام قبل موسم الخريف عن الاستعداد التام، ثم نسمع نشرة كاملة عن الانجازات ثم يأتي الماء، فيكذب الكذاب ولا أحد يحاسب. ومثال آخر النفايات، لو أردت الآن أن ترفع شكوى تضررية ضد هذه الإدارة على تأخرها شهراً في بعض المناطق وعشرين يوما في مناطق أخرى، وما ترتب على ذلك من التلويث البيئي؛ من تراكم الأوساخ في الطرقات وتوالد الذباب، مما أدى إلى كارثة وبائية- تحدثت الصحف عن شيئ منها، وتحدثت بعض الإدارات الصحية عن كيفية تجنبها، أين تصل هذه الشكوى؟
سوف تنتهي في أول الطريق ثم ترتد إليك اللكمة، ومن يسلم، فأنت بين أن تسكت على ما تعانيه وما تعانيه البلاد من تأخر وانحلال، أو أن تتكلم ثم يكون مصيرك كمصير أخونا عثمان ميرغنيّ. قال ملك الغابة للضبع أقسم أنت يا ضبع، فقال الحمار لفطورك، والظبي لغدائك، والأرنب لعشائك، قال من علمك هذا؟ قال مصير من قسم قبلي حيث جعل الحمار للملك والظبي للضبع والأرنب له. ويعلم ملك الغابة تماماً أنه لم يخرج للصيد وحده، ولو خرج وحده لما أتى بهذه الغنائم.
ورب سائل يسأل أين الحل والناس بين متحامل على الحق، فلا يريد الاقرار به، وبين من لا يعلم ويريد ولكنه لا يستطيع؟ والجواب: الحل في الالتزام بأحكام رب العالمين.
ورب سائل يقول كيف الحل، هل هو في تغيير النظام أم أشخاص أم طريقه أو أحكام وقوانين أم الكل؟ والجواب: يفسد الناس بفساد الأنظمة والقوانين؛ وهذه هي التي يجب اقتلاعها بفكرة سياسية مبدئية قائمة على أساس الإسلام.
ورب آخر يسأل متى الحل.. هل ننتظره؟ قال صلى الله عليه وسلم: افعل ما شئت فكما تدين تدان، الديان لا يموت، وقال عليه الصلاة والسلام رب مبلغ أوعى من السامع.
عبيد الطيب- المغاربة – شرق النيل