كأس (سيكافا).!! بقلم عثمان ميرغني

كأس (سيكافا).!! بقلم عثمان ميرغني


09-07-2014, 05:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1410105801&rn=1


Post: #1
Title: كأس (سيكافا).!! بقلم عثمان ميرغني
Author: عثمان ميرغني
Date: 09-07-2014, 05:03 PM
Parent: #0

بالله انظروا معي إلى هذا المشهد (المرعب)!!.. كل صحف الخرطوم أمس نشرت على صفحاتها الأُول خبر توقيع اتفاقين في أديس أبابا.. الاتفاق الأول كان طرفه الأول الدكتور غازي صلاح الدين والسيد أحمد سعد عمر.. والاتفاق الثاني طرفه الأول السيد الصادق المهدي والفريق مالك عقار.. كلا الاتفاقين الطرف الثاني فيهما هو ثامبو أمبيكي، الوسيط الأفريقي الشهير في الأزمة السودانية.
ما الفرق في نصوص الاتفاقين؟ لا شئ.. بالحرف لا فرق بينهما.. هنا يطفر السؤال المهم.. إذا كان وفد آلية الحوار الوطني التي مثلها غازي وأحمد سعد، موافقون على نفس النصوص التي وافق عليها ممثلو (إعلان باريس) الصادق المهدي ومالك عقار.. فما هي المشكلة في التوقيع على وثيقة واحدة تجمع كل الأطراف.
بكل يقين المشكلة (نفسية!!) بحتة..!!
الذي يقرأ نص (إعلان باريس) لا يفوته أبداً أنه أكثر تقدماً من نصوص إعلان المبادئ التي وقعت في أديس أبابا أمس الأول (الجمعة).. لماذا نضطر للتقهقر خطوتين للخلف طالما هنا أصلاً اتفاق سابق يمكن البناء عليه والتقدم منه إلى الأمام.. بكل تأكيد.. المشكلة (نفسية!!) لا أكثر.. مشكلة أن لا يظهر الصادق المهدي في موقف متقدم على الأحزاب الأخرى بمبادرته بالوصول إلى اتفاق مع الجبهة الثورية قبل بقية الأحزاب والفرقاء..
هنا تكمن مأساة هذا الوطن.. المصلحة العامة مكبوتة في خندق المصالح الحزبية الضيقة.. تضيع فرص الوصول إلى سلام أو اتفاق وطني تحت ركام (النفسيات) التي تجبرنا على الرجوع للخلف. لا من أجل شئ سوى مسح آثار الآخرين.. تماماً مثلما حدث في أديس أبابا أمس الأول. هي عملية (مسح آثار) الصادق المهدي أكثر منها مبادرة وخطوة جديدة..
لماذا – في مسرح السياسة السودانية- لا يقال لمحسن إذا احسن أحسنت.. ويتسابق الآخرون في تكملة النواقص. بدلاً من الإمعان في التشاكس السياسي للدرجة التي تضيع على البلاد فرص الخروج العاجل من نفق الأزمة السودانية التي طال ليلها..
بالله ما هي المشكلة إذا وقع ممثلو آلية الحوار الوطني (7+7) على (إعلان باريس) بنفس صيغته.. خاصة أن بعض أعضاء الآلية صدحوا بموافقتهم على نص الإعلان (الطيب مصطفى مثلا)..
ما كان يضير آلية الحوار الوطني أن تختصر الجهد والزمن فتدعو الجبهة الثورية للدخول مباشرة إلى جولة حوار (تمهيدية) تناقش الضمانات التي توفرها الحكومة للجبهة للمشاركة في الحوار الوطني داخل الخرطوم، وليس من باريس أو أديس أبابا.. وقبلها توفير شروط تنقية أجواء الحوار بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والحريات.
إعلان المبادئ الذي وقعه الفرقاء في أديس أبابا خطوة جيدة لكنها غير كافية بحساب الأوضاع التي يعيشها السودان والحاجة العاجلة للخروج من حالة الاحتراب العسكري والسياسي.. لا أحد يرفض أن نفرح بكأس (ٍسيكافا).. لكنها أقل من (قامتنا) الكروية.. تماماً مثلما اتفاق أديس أبابا أقل من (أزمتنا) السياسية..