اعلان باريس واصطياد الأفيال بقلم حماد صالح

اعلان باريس واصطياد الأفيال بقلم حماد صالح


08-16-2014, 07:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1408169912&rn=0


Post: #1
Title: اعلان باريس واصطياد الأفيال بقلم حماد صالح
Author: حماد صالح
Date: 08-16-2014, 07:18 AM

ظلت حكومة المؤتمر الوطنى تطبخ المناورة تلو الاخرى حتى تستمر سلطتها وقبضتها على مفاصل الدولة فى السودان رغم الوضع المتأزم أمنياً واقتصادياً يوماً بعد يوم فبعد التفافها على انتخابات 2010 وخروجها منتصرة بنسبة أصوات عالية جدأ هاهى تعيد الكرة وتطرح حوار الوثبة لتلتف مرة اخرى حول الأجندة الوطنية للتغيير وتستمر اللعبة حتى انتخابات 2015 ولكنها وللأسف كان يمكن أن تجيد اللعب وتكسب المزيد من الوقت لولا اعتقالها لامام الأنصار أكبر داعم معارض لحوار الوثبة وهذا الاعتقال كان بمثابة حبل المشنقة لحوار الوثبة والذى وصفته الدكتورة مريم الصادق المهدى المعتقلة حالياً بأنه ( وثب فدق عنقه ومات )
ابان اعتقال امام الأنصار دخل حزب الامة فى غبن وضيم بالغ من ما أصابه من المؤتمر الوطنى وعندها صرحت الأمين العام لحزب الامة القومى الاستاذة سارة نقد الله بأنهم سيلقنون المؤتمر الوطنى درساً لن ينساه ’
كان المؤتمر الوطنى يعتقد أن الدرس الذى يريد أن يلقنه له حزب الامة هو الدعوة لأنصاره بالخروج فى مظاهرات للقيام بانتفاضة شعبية لاسقاط النظام فأصبح المؤتمر الوطنى مستعداً لذلك ولكن حزب الامة كانت له حسابات مختلفة وخطط اخرى فهو الحزب الأكثر عراقة فى العمل السياسى وزعيمه صاحب الحنكة السياسية المشهود له بها دولياً واقليمياً ومن هذه الخطط وضع يده وبقوة فى يد القوة التى تحمل السلاح وتؤمن بتغيير النظام عسكرياً فحزب الامة يعلم أن الساحة السياسية وبعد مرور خمسة وعشرون عاماً أصابها الكثير من التغيرات وجرت مياه كثيرة تحت الجسر فالجبهة الثورية فى نظر حزب الامة تمثل القوة التى لا يمكن الاستهانة بها خاصة اذا قامت حكومة ديمقراطية فمن مصلحة حزب الامة كأكبر حزب مدنى معارض وصاحب شعبية كاسحة من خلال آخر انتخابات نزيهة من مصلحته أن يؤمن مستقبل الحكم الديمقراطى وهذا لا يأتى الا باتفاق نهائى مع حملة السلاح كما أن الجبهة الثورية أصبحت تمثل روح الهامش وبالتالى فهى المنافس الأقوى لحزب الامة مقارنة مع الحزب الاتحادى الديمقراطى الذى يمضى فى طريق الانتحار السياسى باستمراره فى سدة الحكم مع المؤتمر الوطنى واما الأحزاب الاخرى المعارضة فليس لها وجود يذكر فى الشارع السودانى .وامامها خيار واحد فقط وهو أن تؤمن باعلان باريس طوعاً أو كرهاً .
أما بالنسبة للجبهة الثورية فاعلان باريس واتفاقها مع حزب الامة القومى يعد اصطياداً لأكبر فيل فى المعارضة المدنية فهى تعلم أن حزب الامة هو الأكثر تنظيماً والأسرع تحريكاً للشارع وكذلك تريد أن تستفيد من علاقات الصادق المهدية القوية مع المجتمع الدولى والقبول الكبير الذى يحظى به فى الأوساط العربية وقد اعترف بذلك الدكتور جبريل ابراهيم ورد على الذين يقولون بأن الصادق المهدى يريد ان يفكك الجبهة الثورية لأنه مبعوث من المؤتمر الوطنى فقال الدكتور جبريل ان الصادق المهدى كتاب مفتوح وان من أعضاء الجبهة الثورية من يعرف حقيقة الصادق المهدى منذ ولوجه العمل السياسى وأنهم ليسوا بهذه السزاجة .. لقد كان رد الدكتور جبريل ابراهيم دفاعاً عن الصادق المهدى ولو بطريقة غير مباشرة . كذلك تريد الجبهة الثورية من هذا الاتفاق ان تسد الطريق أمام الصادق المهدى الذى يؤمن بالحل السلمى حتى لا يرجع لحوار المؤتمر الوطنى ويحييه من جديد بعد ان تم دفنه فى مقابر احمد شرفى .
يبقى أخيراً فيلاً آخر اصطاده الصادق المهدى من اعلان باريس وهو اْلجامه لأعدائه من ثورجية الكيبورد الذين ساهموا بامتياز فى اتساع الفجوة بين حزب الامة وبقية اطياف المعارضة واصبح لسان حال المؤتمر الوطنى يكيل لهم الثناء ليل نهار لأنهم قدموا له خدمة لا تستطيع كتيبة جهاده الالكترونى ان تقدمها له . وكذلك فى نفس الوقت ألجم أعداءه من المعارضة الذين كالوا له الاتهامات ووصفوه بالعمالة للمؤتمر الوطنى فكان اعلان باريس وبنوده الحجارة التى ألقمهم اياها كلما فتحوا أفواههم للنيل منه .

حماد صالح