سياحة في ( همشكوريب ) بولاية كسلا ! بقلم: عباس حسن محمد علي طه – جزيرة صاي

سياحيتنا اليوم في محلية همشكوريب خلاوي القرآن الكريم بولاية كسلا، وكلمة «همشكوريب» بلغة البداويت وتعني بالعربية «منطقة السرج الأغبش» رحلتنا اليها شاقة و طويلة عبر الجبال وقرى تلكوك ومامان وبلسطاف و قرقر ومكيت وكوتنيب وخوركبريت وكبري (كركون) وتركوك ونواويت وأبوحجار ومع مشقة السفر فإن شوقنا إلى همشكوريب العزيزة جعلنا لم نشعربها وبدأنا نكبر ونهلل حين شاهدنا مآزن المساجد وعند دخلونا أستقبلونا إستقبالاً حاراً ويا سلام على طيبة اهلنا وفي مسيد كبير دخلنا وهم يرحبوننا بلهجة بجاوية ولكنة هدندوية " مرهبا هبابكم عشرة دبايوا " شيخ وطلاب كبروا وهللوا بقدومنا وهذه عادة عندهم إكرام الضيف وتعالوا شوفوا الطعام من كل بيت والجبنة، والآف الدارسين والوافدين يتناولون وجبات الطعام ودخلنا معهم مباشرة(خيالياً) في حلقات القرآن وترتيله لا ينقطع ،الحياة هنا هادئة وجدنا فقط التاقبة وهي نار لإضاء ساحة الدروس وطلاب الحيران يتحلقون حولها يتبارون في سرعة حفظه وكتابته في ألواحهم وهنيئاً لهم وهنيئاً لنا بهذه السياحة المباركة،غالبية سكانها من البجة كالهدندوة والبني عامر والحلنقة وغيرهم،تشتهر همشكوريب بخلاوي القرآن الكريم وتعتبر من أكبر المنارات التي تساهم في نشر الدين الإسلامي، أسسها الشيخ علي بيتاي العبدلابي الأصل، ولد في 21 سبتمبر العام 1930م بهمشكوريب، وتوفي في يناير عام 1978م والذي أُعتبر العمل الجماعي والتعاون والمساعدة الذاتية أفضل الوسائل لتطبيق معاني القرآن الكريم للحصول على الظروف المعيشية الأفضل ، ومن بعده سارأبناؤه وأحفاده علي نهجه.جلسنا نستمع كلمة ترحيبة من شيخ المسيد ويقول: همشكوريب يا إخواني هي أساساً مركز تحفيظ القرآن. يتجاوز عدد سكانها خمسين ألف نسمة مع ضواحيها. والخلاوي تأسست في بدايات القرن الماضي، يقصدها الطلاب من كل السودان ومن خارجه، من الدول المجاورة مثل اريتريا وتشاد وكينيا ويوغندا و تنزانيا وأثيوبيا وغيرها. وذكر من أبناء وأحفاد الشيخ بيتاي منهم الشيخ سليمان والشيخ احمد محمد بيتاي والشيخ محمود أحمد علي بيتاي والشيخ محمد علي بيتاي وإبراهيم ووذكر من المدينة الشيخ أبو علي والنائب محمد طاهر أوشام وآخرين لا نستطيع في هذه العُجالة ذكرهم جميعاً، ومدينة همشكوريب تسمى "مدينة القرآن" لكثرة عدد الخلاوي بها ، وجائزة الشيخ علي بيتاي لحفظة القرآن الكريم تحقق وحدة السودان بتخريج عدد من حفظة القرآن منتشرين أنحاء السودان وخلاويها تمتد إلى ولايات النيل الأزرق ودارفور وسنار والقضارف وأبيي والشيخ على بيتاي رحمه الله بجهوده المضنية حوّل هذه المنطقة الجبلية القاسية النائية إلى مركز إشعاع إسلامي وبهذا النهج وضع أساساً متيناً سار على نهجه أبناؤه وأتباعه، اللهم أحفظ هذه المدينة آمنة مطمئة والسودان عامة من سوء آمين يا رب .. أبقوا معنا دوماً وفي سياحة أخرى .. ونواصل... عباس حسن محمدعلي طه – جوال (0544676864) مقيم بالرياض