قضية تدهور الأداء في الحقل الطبي السوداني..د. آدم محمد إبراهيم زكريا *

قضية تدهور الأداء في الحقل الطبي السوداني..د. آدم محمد إبراهيم زكريا *


08-08-2014, 04:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1407510891&rn=0


Post: #1
Title: قضية تدهور الأداء في الحقل الطبي السوداني..د. آدم محمد إبراهيم زكريا *
Author: صحيفة الانتباهة
Date: 08-08-2014, 04:14 PM

نشر بتاريخ الجمعة, 08 آب/أغسطس 2014 09:35
أحب أن أشير لظواهر تعدد الأسباب الرئيسة المؤثرة على أداء بعض الأطباء في السودان وهذه النقاط هي:
1/ سلوك التعالي والتباهي ومجاملة البعض والتنزه عن الخطأ الذي أصبح وللأسف الشديد سمة من سمات العديد من أطباء السودان وهي صفة ممقوتة نهى الدين عنها في عدة آيات وأحاديث نبوية كريمة، هذه الصفة مردها عقدة التعالي ومرض العظمة والاستكبار على العباد الذي أضحى جزءاً لا يتجزأ من التركيبة النفسية «لبعض العاملين في الحقل الطبي» وفي نظري أن هذه العقدة منشؤها أن حصول الطالب على درجات عالية في الشهادة السودانية ودخول كلية الطب بسبب عقدة المجتمع بجعله يحس أنه فوق القانون حسب المفهوم الضيق جداً لمقومات النجاح في الحياة وأيضاً بسبب تقديس المجتمع وأجهزة الإعلام لهذه الفئة دون غيرهم وهو ما يعرف في الطب النفسي بمرض العظمة أو «البار انويا».
2/ الأطباء السودانيون الذين يعملون والذين لا زالوا في بريطانيا وأوربا وأمريكا ودول الخليج يعملون جيداً أن هذه المهنة هي خدمة إنسانية في المقام الأول يؤدي القسم فيها من يلجها مقسماً على تقوى اللَّه عز وجل وأن يحافظ على أسرار وأعراض الناس وعلاجهم دون مقابل عند الطوارئ، أما من ناحية تميزها على بقية المهن فلا يوجد تصنيف عالمي على الإطلاق لوضعها في قمة الهرم اللهم إلا في الدول المتخلفة جداً نتيجة لارتفاع نسبة الجهل والمرض، فمن المنظور الإسلامي لتصنيف سمو الحرف والمهن فإن العلماء والفقهاء ورجال الدولة يأتون في المقام الأول ثم يليهم الحرفيون ثم العمال وكلما زاد استعمال العقل في المهنة سمت نحو المراتب الأولى والعكس صحيح.
لا يستطيع أي طبيب في العالم أن يتحدث عن وجاهة أو شهرة أو مجد أو عظمة «في بريطانيا أو الخليج أو أمريكا» لأن التمييز هناك لا يوصف به إلا من قدم ابحاثاً وعلماً نافعاً وأضاف إبداعاً حقيقياً، ولولا ذلك لما أصبح الطيب صالح ـ رحمه اللَّه ـ أشهر من أي طبيب سوداني من حيث الإبداع والعطاء ولا حاز عبد اللَّه الطيب ومحجوب عبيد وكمال حسين الطاهر والنذير دفع اللَّه وعلي الخضر كمبال وأحمد محمد الحسن ومحمد وردي وعثمان حسين وكل المبدعين السودانيين على أرفع الجوائز العالمية وتم تكريمهم في شتى المحافل الدولية.
لم يكن هؤلاء يلهثون وراء أجهزة الإعلام وإنما كان الإعلام هو الذي يركض ورائهم.
العالم الحقيقي لا يتهافت وراء وسائل الإعلام ولا يتباهى ولا يتعالى على العباد لأن هذه الصفة من شأنها إبطال صفة العلم، فالتواضع سمة من سمات العلماء والكبر صفة مذمومة حذر منها المولى عز وجل في محكم تنزيله.. ولا ننسى أن فوق كل ذو علم عليم، ولا يوجد شيء في العالم اسمه أن فلاناً أذكى وأعلم شخص فقط لأنه حاز على درجة أو درجتين أعلى من أقرانه اللهم إلا في السودان وبقية دول العالم الثالث.
لن يبلغ المجد والشهرة عند المولى عز وجل إلا من ترك علماً ينتفع به وأفنى عمره في خدمة الإنسان.
الأزمة في السودان هي أزمة ثقافة موروثة منذ آلاف السنين مرتبطة بتصنيف المهن والحرف من منظور متأخر جداً تحتاج إلى آلاف السنين لإزالتها فلا زالت عقلية دراسة «الطب والهندسة» هي عقلية المجتمع السوداني السائدة ولا زالت عقلية أوائل شهادة الدراسة الثانوية هم الأذكياء فقط وما عداهم من طلاب السودان هم الأغبياء وبالتالي يلجأ من لا يقبل بالطب والهندسة منهم إلى دراسة مجالات أخرى وهو مهزوم نفسياً، وينعكس ذلك سلباً على أدائه في هذه المجالات مستقبلاً وهذا أمر ظل يؤثر على إنتاجية الخريج السوداني لفترة طويلة جداً في مجالات الزراعة والبيطرة والاقتصاد والقانون، والعلوم والتربية كنتيجة لهذه الثقافة الخاطئة وهي مجالات تؤثر تأثيراً بالغاً على الإنتاج والإنتاجية اللذان يعودان بالدولارات التي تمول منها الخدمات وأولها الرعاية الصحية. في بريطانيا التي «يحجّ» إليها الأطباء السودانيون وغيرهم للحصول على التخصص يفاجئ هؤلاء بأن وظائف الرعاية الصحية تحكمها قوانين صارمة جداً حيث يوجد أي تمييز أو تصنيف اجتماعي لهذه المهنة بل تزيد المسؤوليات القانونية عن غيرها من المهن ولا يجرؤ أي طبيب أو مهندس أو أي كائن من كان أن يطالب بعدم الوقوف في الطوابير للحصول على أي خدمة هناك فالناس سواسية في قياس الأداء وتجويد الإنتاجية، وهذا سر حضارة هذه الدول، وفي دول الخليج يعقد اجتماع دوري في نهاية الأسبوع في المستشفيات لمناقشة نسبة الوفيات وأسبابها والأخطاء الطبية إن وجدت من باب الحيطة والحذر والمحافظة على الجودة وتقديم أفضل الرعاية الصحية للمرضى. هل توجد هذه الممارسة في السودان الذي أنشأت فيه أول كلية للطب عام «1924م».
السؤال موجه لوزارات الفئة الاتحادية والموارد البشرية. مشكلتنا في السودان هي أن الأداء عموماً في تدني مستمر وقد ضرب الخراب كل مجالات الخدمة المدنية والفن مستمر كل ذلك بسبب التدهور الاقتصادي وغياب المتابعة وسوء الإدارة وتدهور الالتزام الأخلاقي.
هذا هو واقع الحال شئنا أم أبينا وهو من باب النقد الذاتي الجاد ومحاسبة النفس قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال.
اللهم قد بلغت فأشهد
* مغترب عائد واختصائي تدريب وتطوير وموارد بشرية

Post: #2
Title: Re: قضية تدهور الأداء في الحقل الطبي السوداني..د. آدم محمد إبراهيم زكريا *
Author: د.السيد قنات
Date: 08-10-2014, 11:17 PM
Parent: #1

سلام دكتور كلامك تمام ولكن التعميم يخل بالمهني ، وداخل السودان هنالك فطاحلة في العلم والأكاديميات بجانب الأخلاق والقيم والمثل الحميدة ، شرناها منهم ورضعناها من التواصل معهم، هم اليومكثر داخل ما تبقي من الوطن،،، الغصة أن هنالك من تتلمذوا علي أيدي هؤلاء الفطاحلة وتعلموا منهم العلم ومع ذلك صاروا أباطرة متوجين حتي علي أساتذتهم وعلوا وإستكبروا ، هل يُعقل أن تكون اليوم كالباص في الطب وبعد التخرج بكم سنة وتتخصص علي حساب الشعب السوداني وفجأة تبقي عميد كلية الطب ذات نفسها وأمامك علماء وفطاحلة علم وأخلاق وتهذيب،،، إن الولاء والتمكين وأولاد المصارين البيض في الصحة قد أضروا بها أيما ضرر، أكاديمياً وأخلاقياً وتنظيمياً وصار أهل الولاء شغوفين بالمناصب وتوزيع الغنائم ، أما المريض وزملاء المهنة وأساتذة الأمس صاروا كما منسياً،،،
الطبيب الشادر في ما تبقي من وطننا السودان هم كثر ، ولو كانوا يعطون بقدر عطائهم لهذا الوطن لكان الفردوس الأعلي أقل جزاء لهم،