"رزق الخريف بالخريف"/حافظ أنقابو

"رزق الخريف بالخريف"/حافظ أنقابو


08-02-2014, 02:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1406941473&rn=0


Post: #1
Title: "رزق الخريف بالخريف"/حافظ أنقابو
Author: حافظ أنقابو
Date: 08-02-2014, 02:04 AM

كلمة حق

حافظ أنقابو

[email protected]

أحد أصدقاءنا الظرفاء في جلسة معايدة مع زملاء ينتمون إلى تيارات سياسية معارضة للحكومة، قال لهم مداعباً "أنتم تعارضون الحكومة منذ أن عرفتكم، ولم تسقطونها حتى الآن، بينما مطرة واحدة تجهجه الحكومة والإعلام المحلي والخارجي لذلك أنصحكم بأداء صلاة الاستقاء بدلاً عن الندوات والاجتماعات" فضحك الجميع..!

بالفعل أصبحت الأمطار الشحيحة التي تهطل بالعاصمة الخرطوم تضع الحكومة في "المحك" الضيق أمام المواطنيين، إذ لا يعقل أن تصل مياه الأمطار داخل صالات مطار الخرطوم الدولي، وتملأ نفق شارع أفريقيا ونفق جامعة الخرطوم كل عام.

قبل أشهر تحدثت في هذه المساحة عن الخريف واستعدادات ولاية الخرطوم للفصل الأصعب لسكان العاصمة القومية، وكيف يخرج مسئولو الحكومة ويتحدثون بأقوال على نسق تصريح السيد الوالي عبد الرحمن الخضر المشهور "الخريف فاجأنا".

مرات هطول الأمطار في فصل الخريف بالخرطوم لا تتعدى الخمسة أو الستة خلال المواسم الأخيرة، ويحدث ذلك خلال شهري يوليو وأغسطس ومعلوم ذلك لكل سكان الولاية وحكومتها.

الطبيعي أن فصل الخريف ثلاثة أشهر، ويتبقى من العام تسعة أشهر أخرى، إلا أن ولاية الخرطوم ومحلياتها لا تحرك ساكنا للاستعدادات إلا في شهر يوليو، ويبدأ تحريك الآليات والعمال بعد هطول "المطرة" الأولى أو الثانية، ويشهد على ذلك الحراك الذي تشهده معظم طرقات محليات ولاية الخرطوم حالياً، حيث تقوم الآليات الثقيلة بفتح مجاري تصريف مياه الأمطار بعد هطولها وعلو أصوات الضفادع في أرقى أحياء العاصمة، أما الأحياء الطرفية فحدث ولا حرج..! إذ لا بواكي لساكنيها الذي الذين ينامون على أنغام الضفادع والباعوض إلى أن تتبخر المياه الراكدة بأمر حرارة الشمس.

لن نكون قادرين على الرد لمقالات مثل المقال الذي كتبه الإعلامي المصري أحمد منصور الذي كتب عن قادحاً مطار الخرطوم وسوء الخدمات وتعقيد الإجراءات داخل الصالات بوضعها الحالي، والحمد لله أنه لم يشهد حالة الغرق التي شهدتها الخرطوم والصالة التي كتب عنها مقالين متتاليين بإحدى الصحف القطرية ونشر على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.

لست خبيراً أو مهندساً في مجال البنى التحتية لأقدم الوصفة للحكومة، لكن ما نراه من منظور عام يحتاج إلى حل جذري عبر تخطيط طويل المدى ، إذ لا يمكن التعامل مع مثل هذه المشكلات بالحلول المؤقتة والمكلفة لحظياً "رزق الخريف بالخرف" على وزن "رزق اليوم باليوم".