ابا يزيد البسطامى .. سلطان العارفين/حماد صالح

ها نحن اولاء نواصل فى هذه العشر الاواخر سير الصالحين فبعد ان قدمنا للقارئ لمحات من سيرة السيدة رابعة العدوية وقبل حوالى سبعة او ثمانية اشهر كتبنا عن الحلاج بعنوان (الحلاج ..عيسى العشق الالهى) لمن اراد ان يرجع للمقال ,اليوم نواصل ونتناول سيرة احد كبار العارفين هو ابو يزيد البسطامى ونتناول لمحات فقط من سيرته العطرة
هو ابو المغيث طيفور ابن عيسى من بلدة بسطام من اعمال خراسان ولذلك كانت كنيته (البسطامى ) وهو يشكل مدرسة فريدة من مدارس التصوف المتشعبة .
كان فى مجلسه يوما فقال له رجل انا منذ ثلاثين سنة اصوم النهار واقيم الليل فما وصلت الى ما وصلت اليه فانت تطير فى الهواء وتمشى على الماء, فقال له ابا يزيد : لانك محجوب بنفسك فقال الرجل وهل لذلك علاج فقال ابو يزيد نعم ولكنك لا تستطيع فقال الرجل دلنى عليه فقال له ابو يزيد احلق لحيتك واخرج الى السوق فى مكان يعرفك فيه الناس والبس لبس الزهاد واطلب الحاجة من الناس . فقال الرجل : سبحان الله متعجبا ومستنكرا هذا الفعل فقال له ابو يزيد قولك سبحان الله شرك لانك سبحت نفسك ونزهتها عن فعل المتواضعين وما سبحت الله الم اقل لك انك لا تستطيع ؟
وفى حكاية اخرى حج ابو يزيد اربعين حجة وعندما كان فى عرفة خطرت فى نفسه خطرات الاعجاب بعمله فقال معاتبا نفسه : (المراة اذا حاضت تطهرت فى ثلاث وبالاكثر فى عشرة وانت منذ اربعين سنة لا تتطهرين ؟ فقال لمن حوله ايها الناس من يشترى منى اربعين حجة برغيف خبز ؟ فقال له احدهم انا , فناوله الخبز فاخذها ابو يزيد ورمى بها ل###### وذهب .
وذات يوم مر ابو يزيد بمقابر يهود فقال يا رب اليهود ماهم حتى تعذبهم ؟ كف عنهم عظام جرت عليها القضايا اعف عنهم
وقال البسطامى : ( اخذتم علومكم من الاموات واخذت علمى من الحى الذى لا يموت , يقولون فلان اخذ العلم عن فلان واين هو يقولون مات وفلان اخذه عن فلان واين هو يقولون مات وانا اخذت العلم من ربى لقلبى )
وم اقواله [(عملت فى المجاهدة ثلاثين سنة فما وجدت شيئا اشد على من العلم ومتابعته ولولا اختلاف العلماء لتعبت واختلاف العلماء رحمة الا فى تجريد التوحيد )
وقال ايضا (لا يعرف نفسه من صحبته شهوته)
وسئل ما علامة العارف ؟ فقال : لا يفتر من ذكره ولا يمل من حقه ولا يانس بغيره
وقال ( ان الله امر العباد ونهاهم فمنهم من اطاعوا فخلع عليهم من خلعه فاشتغلوا بالخلع عنه وانى لا اريد من الله الا الله)
وقال ( لو صفت لى تهليلة ما بليت بعدها بشئ)
وسئل بم نالو المعرفة ؟ فقال بتضييع ما لهم لما له
وقال ( اطلع الله على قلوب اوليائه فمنهم من لم يكن يصلح لحمل المعرفة صرفا فاشغلهم بالعبادة
وقال لم ازل منذ ثلاثين سنة كلما اردت ان اذكر الله اتمضمض واغسل لسانى اجلالا لذكره
وقال ( ليس العجب من حبى لك وانا عبد فقير بل العجب من حبك لى وانت ملك قدير

يقول ابو يزيد البسطامي: (غلطت في ابتدائي في اربعة أشياء: توهمت أني أذكره وأعرفه وأحبه وأطلبه. فلما انتهيت، رأيت ذكرَه سبق ذكري ومعرفته تقدمت معرفتي ومحبته أقدم من محبتي وطلبه لي أولاً حتى طلبتُه).
وقال ( غصت فى بحر المعارف كلها حتى بلغت بحر محمد صلى الله عليه وسلم فوجدت بينى وبينه الف مقام ولو اقتربت من واحد لاحترقت)
وقال رضى الله عنه ( رايت رب العزة فى المنام فقلت له كيف الوصول اليك فقال : اترك نفسك وتعال )
وكذا اقواله كثيرة لا تنتهى وتوفى عن عمر ثلاث وسبعين سنة
حماد صالح