الحرية / أنور يوسف عربي

الحرية / أنور يوسف عربي


07-18-2014, 10:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1405717808&rn=0


Post: #1
Title: الحرية / أنور يوسف عربي
Author: أنور يوسف عربي
Date: 07-18-2014, 10:10 PM

الحرية
الحرية كلمة جزلة رنانة ذات موسيقى رومانسية حالمة ، يكاد رنينها يطغي على مسامع هذا الوجود الهامس فيحيله ساحة للرقص غلى إيقاع نوتتها الموسيقية الساحرة والمتفردة ، والتي لو إستمع إليها أمبراطور التوليف الموسيقي بتوهفن لكال التراب على رأسه غيرة وحسدا. لم تكن الحرية يوما جارية تباع وتشترى في سوق الرق والنخاسة والإستعباد ، إنما هي أمراة حرة ولدت من رحم الغيب ، إني أربأ انى تستباح عرضها وتنتهك عذريتها من قبل أدعياء تسللوا إلي خدرها من غير مسوغ شرعي في حين غرة وسبوها جارية حسناء للمزايدة عليها في بلا ط الحكام .لعمري ان المعارك التي تستثار من قبل امبراطوريات الظلام للحد من الحريات وتثبيت عزيمتها من الإضطلاع بدورها في إرث الحياة أرساء لدعائم الحياة الإنسانية الكريمة، إنطلاقا من مبدأ البراءة الأصلية التي تستصحب حياة الإنسان حلا وترحالا ، لهي معارك وهمية لا ترقى درجتها إلي مقام المنازلة الحقيقية المتكافئة في أرض المعركة ، أو على الارجح انها معارك مفتعلة من قبل طواحين الهواء القصد منها إظهار إنتصارات زائفة لأبطال من ورق ، في حين ان المنتصر الحقيقي في كل معركة إعتباطية تستثار ضد الحرية هي الحرية نفسها ، لما لها من حق أصيل في إرث الحياة ، فما إن تنقشع غبار المعركة وتتكشف أرضها سرعان ما تنفض سامر التكتلات الشبحية التي وفدت من كل حدب وصوب لمناصرة الباطل وقتال تلك الغادة الهيفاء بداخل خدرها .
إن الحرية وإن رق أسمها ولطف جسمها فهي لا تزال تلك المقاتلة الشرسة التي تخوض غمار الوغى لوحدها ضد جيوش الباطل ، فهي فتاة أسطورية ذات حمية ورقة وروية ،يدها من حرير ووجهها من زهر نضير ، وفي ذات الحين تحمل يد من حديد تكر به نحو العدا وتضرب به عنق كل جبار عنيد ، وبالمثل لها وجه من صخر جلمود تلفح بنظراتها كل متغول غلى إرثها المكتسب من رحم الطبيعة .
إن الذرائع التي تتخذ من قبل بعضهم للنيل من الحرية لهي ذرائع واهيىة لا تمت إلي الموضوعية والمعقولية بصلة ، إنما الهدف منها هي الحماية الفردية لأشخاص والغون في وحل الأنانية المقيتة ، ولان الحرية بريئة ساحتها لم تحمل يوما ضغينة لأحد ، ولم تلطخ يدها يوما بدم احد فلا يجوز إلصاق التهم بها جزافا لإراقة ماء وجهها ، وتدنيس قدسيتها ، وتنكيس قامتها الممشوقة وتشويه طلعتها الباهية المكسوة بالرونق والألق والبهاء . إن صيانة الحريات وحمايتها من التعدي عليها لهي أوجب واجبات الشعوب المتحضرة التي خبرت المدنية وقطعت مضمارا شاسعا في رعاية المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وكفالتها ، فالشعوب التي تحترم تلك المبادئ وتهب للذود عنها عند الخطوب ، لهي شعوب جديرة بالإحترام أهلا للبقاء ، وإلا سوف تبدو منكسة الرأس ،مدنسة الذات لا تقوم لها في الأرض قائمة ، قهلا راعينا حقوق تلك الغادة ؟!