اكثر سودانى سمع وشوهد على مر التاريخ/اكرم محمد زكى

هذا العنوان ليس من قبيل الاثارة او المجاملة . . فاذا عملت عملية حسابية تجمع فيها عدد ساعات بث اعمال فنية شارك فيها الراحل محمدية منذ الخمسينيات عبر الاذاعة والتلفزيون والحفلات والمناسبات الحية وعبر الاسطوانات وشرائط الكاسيت والاقراص المدمجة وعبر وسائل التواصل الاجتماعى ثم تضرب هذه المحصلة فى عدد مرات بثها او سمعها او مشاهدتها عبر مايزيد عن ستين عاما ثم تضرب ذللك فى اعداد من استمع حتما لوصلت الى نتيجة وحقيقة علمية وهى ان الراحل محمد عبدالله محمدية هو اكثر سوداني تم الاستماع له ومشاهدته عبر عصور التاريخ السودانى . . بل ويمكن الجزم بان الرقم القياسي الذي سجله الراحل سيبقي طويلا ربما لمئات السنين . . لانه فى ازدياد مضطرد فى كل ثانية .

فى احدى المرات القليلة التى يسمح فيها لصانعى الاضواء بالحديث اسوة بمن هم تحت الاضواء . . قال محمدية ان من واجبنا ان نستمر فى ادخال السرور على الشعب السوداني فى ظل ما يعانيه من الوضع السياسى . . وكان هذا ديدنه منذ خمسينيات القرن الماضى . . حين ما بث في الامة حب الوطن بجرعات من صه يا كنار. . يجو عايدين . . انا افريقى انا سودانى . . سليل الفراديس . . انا سودانى انا . . كلما اعزف يا قلبى الاناشيد القديمة . . اليوم نرفع راية استقلالنا . . لما الليل الظالم طول . . هام ذاك النهر . . . بين ايديك بالعز متربى . . ماعشقتك لى جمالك . . الساقية لسه مدوره . . بلدنا نعلى شانا . . ماضهبت اقول لقيتك . . والله نحن مع الطيور. . يابلاد النور . . ومن العاطفة الانسانية السامية فى صحبة ابراهيم الكاشف وابراهيم عوض وابراهيم حسين . . وعثمان حسين وعثمان الشفيع وعثمان مصطفى . . ومحمد وردى ومحمد حسنين ومحمد الامين .. وعبد الكريم الكابلى وزكى عبد الكريم وعوض الكريم عبدالله . . وسيد خليفه وخلف الله حمد وحمد الريح . . واحمد المصطفى والتاج مصطفى وصلاح مصطفى . . ومن رمضان حسن ورمضان زايد وحتى رحيله فى رمضان
تواصلت الاجيال مع تواصل ابداعه مع اخواته وبناته . . بنات السودان . . من عائشة الفلاتية ومنى الخير وام بلينا السنوسى مرورا بامال النور وحنان النيل . . واسرار بابكر وعافية حسن . . الى فهيمة عبدالله وافراح عصام . . يمنحهم الفرح والثقة . . ثم مع اخوانه وابائه منذ الرواد الاوائل حسن عطية وصالح الضى وجيل المبدعين والمجددين ابوعركى والموصلى والهادى الجبل والظواهر الفنية مصطفى سيد احمد ومحمود عبد العزيز وصولا الى جيل اليوم عاصم البنا وطه سليمان وجيل الغد احمد المامون ونسرين هندى . . مسطرا التاريخ مع الاجيال حبا وتفانى . . اغانى واغانى واغانى

عاصر محمدية فترات مختلفة ومديدة من تاريخ السودان وشخصيات اساسية وصانعة وفاعلة فى احداث تاريخنا فى بقاع مختلفة من السودان وانحاء من العالم ومن المؤكد ان رجل بعبقرية محمدية وسعة ذاكرته الخرافية التى تحفظ كل هذه الالحان بلزماتها الدقيقة دون نوتة مكتوبة . . فانه كان يحفظ الكثير من تاريخ هذه الامة وتفاصيل احداثها وملامح شخصياتها ولكننا كدولة ونظام ومسئولين ومثقفين فات علينا ان نوثق ونحفظ لهذا الشاهد الموسوعى على العصر والذى فارقنا دون ان ندرك قيمته التاريخية والتى لا ابالغ ان وصفتها بانها من الاقيم فى تاريخ السودان . . فالى متى نستمر على نفس الطريق والمنهاج . . حتى نكون امة لا تعرف قيمة كنوزها . . ولا تحترم تاريخها . . الا بعد ان يسرق . . او يفنى . . فلا مجد او تطور لمن لا تاريخ له

اللهم ارحم محمدية . . وارحمنا جميعا برحمتك . . انك ارحم الراحمين


اكرم محمد زكى