كلمة حق ظاهرة صحية بقلم حافظ أنقابو

[email protected]



كتبت في هذه المساحة يوم الأحد عن سلوك لأحد منسوبي جهاز الشرطة وهو يعتدي على "ستات شاي" بإطفاء "نار الكانون بماء الكفتيرة" في مشهد غير لائق بحي الأزهري جنوب الخرطوم دون أي سند قانوني يبرر الفعل.
تلقيت عدة اتصالات من قيادات في الشرطة يومي أمس وأول أمس، وأبلغت بأن البحث جار عن الشخص مثار الجدل، كانت الاتصالات تتحرى عن كوني عرفت اسمه أو رقم العربة التي كانت تقله واليوم الذي وقعت فيه الحادثة، حددت لهم اليوم والوقت والمكان، ليكملوا المهمة، ويقيني أن أجهزة الشرطة وأقسامها ومباحثها ستتحرى الأمر ولن يصعب عليها الوصول إلى هذا الشخص بعد أن وفرنا لهم رأس الخيط الذي سيوصلهم إليه.

مهمة الصحفي في هذه الحالة هي النشر، وتوصيل المظالم إلى أولي الأمر، وبحمد الله وصلت مظلمة "ستات الشاي" إلى الجهات المسؤولة عن هذا الشرطي والتي وعدت باتخاذ اللازم ضده.

ظاهرة صحية أن تتابع قيادات الشرطة ما تكتبه الصحافة، وتستجيب للتنبيهات والشكاوي التي ترد عن بعض منسوبيها الذين يستغلون نفوذهم وسلطتهم في اتجاهات تضر بالدور المهم الذي يجب أن تقوم به هذه المؤسسة تجاه المجتمع.

ترسيخ مبدأ المحاسبة في الشرطة أو أي مكان آخر يعني وضع حد فاصل للتجاوزات المتعمدة، وكل من تسول له نفسه بالإقدام على فعل مخالف للقوانين سيضع ألف حساب لرد الفعل على ما سيقوم به، وهذا هو المطلوب.

يظن الكثيرون من موظفي المؤسسات الخدمية أنهم يمتلكون الخدمة، ويمنون بها على طالبيها، في حين أنهم مجرد موظفين لدى المواطن صاحب الملك الذي أنشئت المؤسسات لأجله، لكن المحزن أن كثيرا من الناس لا يعرفون أين هي حقوقهم وكيف سيأخذونها.

المشكلة الحقيقية تتلخص في أن الكثيرين من أصحاب الوظائف خاصة حديثي الالتحاق لم يتلقوا التدريب والتوعية الكافية بالدور الوظيفي المطلوب منهم، لذلك نجد الإخفاقات والتجاوزات والأخطاء القاتلة أحيانا ويحسبون مع أصحاب الغرض والنفوس الضعيفة.

والمشكلة الأكبر، هي جهل الكثيرين بحقوقهم التي يهضمها ذوي النفوذ والسلطة، والتوعية مسؤولية تكاملية بين تبدأ من المنزل والمدرسة والجامعة ثم المؤسسات وأيضا يلعب فيها الإعلام دورا كبيرا.

كلمة حق
حافظ أنقابو
[email protected]
صحيفة السوداني