في ذكري رحيل فنان الشعب سيد خليفة( 2 – 4 ) كان العندليب حليم يخشي الغناء في حفل واحد مع سيد خليفة ص

في ذكري رحيل فنان الشعب سيد خليفة( 2 – 4 ) كان العندليب حليم يخشي الغناء في حفل واحد مع سيد خليفة ص


07-14-2014, 04:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1405350826&rn=1


Post: #1
Title: في ذكري رحيل فنان الشعب سيد خليفة( 2 – 4 ) كان العندليب حليم يخشي الغناء في حفل واحد مع سيد خليفة ص
Author: صلاح الباشا
Date: 07-14-2014, 04:13 PM
Parent: #0

في ذكري رحيل فنان الشعب سيد خليفة( 2 – 4 )
كان العندليب حليم يخشي الغناء في حفل واحد مع سيد خليفة
صلاح الباشا يكتب من السعودية:
ها نحن نواصل إلقاء بعض الملامح للمسيرة الفنية لهذا الرمز الغنائي الكبير والذي رحل في الخامس من يوليو 2002م بعد عمر إمتد إلي السبعين ... عمل خلالها في نشر الفن السوداني في العديد من دول المنطقة العربية والأفريقية . كما ظل غناء الراحل سيد خليفة يتميز بنكهة خاصة جاءت من الفرادة في صوته الذي لم يتكرر بعد .. فضلاً علي خفة الروح التي طغت علي معظم أعماله الغنائية .. كما كان سيد خليفة هو سيد الغناء المباشر في المسرح وبالتالي قد جذب أعداداً ضخمة من الجمهور .. حتي أن الفنان عبدالحليم حافظ حين كان سيد خليفة يشارك في حفلات مسارح القاهرة إبان دراسته الموسيقي هناك .. كان العندليب يرفض أن يغني قبل فاصل سيد خليفة إن كانا مرتبطان في حفل واحد بالمسرح بسبب أن سيد خليفة يسيطر علي أحاسيس الجمهور المصري للدرجة التي لا يقبل الجمهور بعد ذلك أن يستمع إلي بقية فواصل الحفل .. فكان حليم يقول : ( أنا لازم أغني قبل مايغني اللهلوبة ده ) .. وهو يقصد هياج وتفاعل الجمهور المصري مع غناء سيد خليفة بخفة حركته في الغناء وإشتراك الجمهور معه في الأداء .. وتلك كانت من أهم ميزات الراحل سيد خليفة.
و من المعروف أن للراحل سيد خليفه مقدرات لحنية عالية .. فهو قد درس الموسيقي .. ويجيد فنون التأليف للألحان .. كما يعرف نوعية اللحن الذي يتناسب مع مفردات ومعاني كل قصيدة.. فحقق بهذا الأسلوب أرقي الدرجات في سلم فن الغناء السوداني .. ولقد ظلت أغنية ( إزيَّكم كيفنكم – انا لي زمن ماشفتكم ) هي المدخل لحفلاته خارج السودان .. وهو يستطيع خلق بدائل لها من لغة تلك الشعوب المتداولة سواءً في الخليج أو في أثيوبيا وإريتيريا ، فتجده في الخليج يقول ( إزيكم… إيش لونكم) وفي إديس أبابا يقول ( نعرين عاخوم) وهكذا .. وكيف ننسي تلك الخفيفة التي غناها سيد بلغة أهلها وبلحن مماثل للموسيقي الأثيوبية.. إنها اغنية (ألمازمي ندالو) بايقاع التمتم المعروف - وقد سكنت اغنيات سيد داخل أفئدة شعب اثيوبيا تماماً بمثلما كان يرددها شعب السودان في زمان مضي .. ومنا هنا قد تلاحظ أن فن الغناء هذا يعمل كثيراً علي التقريب بين الشعوب أكثر من أي نشاط آخر ويتفوق علي الدبلوماسية بمراحل كثيرة .. يتفوق علي العطاء الدبلوماسي بكامل ميزانياته ورتابته ورسميته .. ما يدعو إلي أن نطلق علي فن الغناء لفظ الدبلوماسية الشعبية .. وهي بالطبع أوسع إنتشاراً لأنها أكثر مضاءً.
ولدي سيد خليفه العديد من الأغاني التي تحكي عن تراثيات وطقوس معينة ومفرحة جداً ونلاحظ ذلك في مفردات أغنيته التالية التي كتبها الشاعر المتميز والطبيب النفساني الراحل حسبو سليمان :
ماكنت بفتكرك جميل ..
والله لو طلقوا البخور
من الصباح حتي السحور..
والله لو فرشوا الزهور
وضووا حولي شموع ونور..
أنا غيرك إنت محال أدور
***
والله لو نزل القمر... يتغني في وسط الزهر
والله لو لابس وشاح.. شايل سماح
يتغني في ثغرو الدرر
***
**ربيع الحب .. ومرحلة الغناء الراقي:
من الأغاني القديمة المميزة التي تغني بها الفنان الراحل سيد خليفة .. تلك التي كانت من أشعار الشاعر الراحل إدريس جماع .. وجماع هو ذلك الشاعر المرهف الإحساس .. وقد تلقي تعليمه العالي بدار المعلمين بالقاهرة في أربعينيات القرن الماضي ثم إنخرط في سلك التدريس بالسودان .. غير أن المرض النفسي قد داهمه وهو في قوة عطائه الأكاديمي والأدبي .. وقد ترك خلفه ديوان ( لحظات باقية ) الذي يذخر بحلو القصيد ورهافة التعبير وجزالة الأسلوب .. فإختار سيد خليفة من روائع جماع قصيدته ( ربيع الحب ) والتي نحن بصددها الآن .. بمثلما إختار أخري من تأليف جماع وسنذكرها في حلقة قادمة ... وقصيدة ربيع الحب تعتبر ذات مضامين جميلة وهي من أروع ماقيل في الشعر العاطفي باللغة العربية الفصحي .. حيث أجاد خيال سيد خليفة لحناً تطريبياً هائلاً لها وبالتالي تعتبر من أغنيات الإستماع ذات التطريب العالي.. فهذا اللحن ظل متجدداً ومتلألاً لعقود طويلة من الزمان .. وتعتبر هذه الأغنية من المحطات الهامة في مسيرة سيد خليفة الغنائية .. وتقول القصيدة التي يجب علي كل محب لفنون الشعر أن يعيد قراءتها مرات ومرات ليدرك معاني العاطفة السامية والجياشة في ذات الوقت:
في ربيع الحب كنا ... نتساقي ونغني
نتناجي ونناجي الطير ... من غصنٍ لغصنِ
ثم ضاع الأمس مني ... وإنطوت في القلب حسره
***
إننا طيفان .. في ماءٍ سماويٍ سرينا
وإعتصرنا نشوة الحب... ولكن ماإرتوينا
إنه الحبُّ ... فلا تسأل ولا تعتب علينا
كانت الجنة مسرانا ... فضاعت من يدينا
ثم ضاع الأمس مني... وإنطوت في القلب حسره
رحم الله إدريس جماع الذي ابدع في توصيل رسالة الوجد هذه والتي أتت مضمخة بعبير الحب ( في ماءِ سماويٍ سرينا.. وإعتصرنا نشوة الحب ولكن ما إرتوينا )... يا الله !!!!
ما هذا الجمال الشعري العجيب؟؟ يا سبحان الله .. لقد كتب جماع كل هذا الجمال وأغترب كثيراً عن الدنيا … ثم مات .. فمفردات أشعار جماع ظلت تتجدد معانيها رغم عمرها الذي تجاوز نصف القرن من الزمان .. فهي لاتزال تحافظ علي بريقها وألقها.
لذلك.. نرجو من شعراء الأغنية السودانية بل من مجمل أهل الأدب والثقافة ووسائط الإعلام المؤثرة بأن تتمدد مواعين أدوارهم أكثر لتكون أكثر فعالية في تنظيم فعاليات ثقافية من وقت لآخر كي يعيدوا قراءة ونقد وتقييم أعمال الأستاذ الراحل إدريس جماع وأعمال غيره من المبدعين الذين وضعوا بصمات مضيئة في حركة الفنون والأدب في تاريخ السودان الحديث ثم غادروا الدنيا .. حتي تدرك الأجيال الحالية جماليات هذا التراث الثقافي والإبداعي الجميل وأن يعقدوا لها أكثر من منتدي أدبي عبر الأجهزة المؤثرة حتي يستطيع الشباب إستيعاب هذا الأدب الرفيع الذي لايدرك جمالياته معظم جيل الشباب الحاضر بسسب ضآلة ادوار الآلة الإعلامية وضعف حركة النشر السودانية بسبب كلفة الكتاب العالية .. وبالتالي من الممكن لوزارة الثقافة أن تتدارك هذا الأمر وهو الدور الأساسي لها وليس غيره .. بدلاً من أن تتركز الجهود فقط في إقامة مهرجانات التكريم وتوزيع الأوسمة والجوائز دون إقامة منتديات للمناقشة الجادة والتوثيق الراقي للمبدعين من الشعراء .. وما يصاحب ذلك مثل بثها من خلال الأجهزة الجاذبة.
ونواصل انشاء الله ،،،،،
[email protected]

http://www.youtube.com/watch?v=VZkN_RDjoiQ