صورة فى الذاكرة/محمدين محمود دوسة

بسم الله الرحمن الرحيم

من الملاطفة التى تدنو الى النفوس البرئية والاستحسان الذى يستمد الرؤى تجاه الارواح المجندة فى باكورة التألف والتوالف فى مسيرة الحياه منذ نعومة الاظافر والى المدى الزمنى فى المنظومة التى تتواكب مع هذا الاستايل الفريد امر يستوحى المرء الى الرجوع الى الدوافع. ويتخلل فى الدواخل موجات تنم عن مجداف يبحر به فى بحور تسترويه احيانا دروب ومسارات فى الاعماق المنامية فى الدياجير. رغم صفاء السماء وعذوبة مياه البحر الزرقاء التى تولد فى المرء بواعث شتى والصمت يلازمه وهو يكلؤ بنفسه فى معزة وتظل المؤانسة حلقة مفقودة ويستبشر خيرا وعلى البعد سرب من الطيور المهاجره تغرد الحانا مستفردة ممزوجه بترانيم تشدو الاعصاب وتسترسل اشارات تحوى بمضامين تتجسد بعزوبة مخيلية فى تلك اللحظات ويمتد السهر وتعكس النجوم من السماء فى عرض البحر وتشكل لوحة مزدانة تعبر عن حياة تتجدد واحلام تتحقق ورحلة تمتد وفى هذا السكون والانعزالية المتطرفة تمتزج الاحاسيس التى كانت فى استكانة واسترخاء وتنشط الديمومة فى التواصل لتظل الرحلة امر قد قدر ولافكاك منها. وتستحدث وتفرد واقع جديد يستلزم الاصغاء والتواصل فى خصم هذا الزخم الذى استجد وفجاة تعلو الصافرة بدوى معلنا ومنذ را ان الاجواء قد تغيرت والبحر هائج وتتلاطم الامواج وربما يتوقع المرء الكثير فى عرض البحر وفى لحظة والرياح تجتاح بعنفوان والباخرة تخرج عن مسارها وتعلو الاصوات النجدة النجدة والمزامير تطلق اشارات ضوئية للاستغاثة وكم كان الموقف ينذر وينبىء بواقع جديد والشمعات مضاة وترمى اليات النجاة فى البحر حتى يستطيع الربان من انقاذ البعض وخفر السواحل تجوب شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وزئير الطائرات تسمع وهى تحلق فى السماء وتسمع الاصوات والضجيج دون طحين والكارثة قد اعلنت وكل فى شأنه واستسلمت النفوس والعويل سيد الموقف ان ارادة الله اقوى وفجأة تترأى المصابيح مضأة فى الشأطىء واذا بالحشود البشرية وهى تحتفل بعيدها وبأن ما ترأى كانت بمثابة احلام تستبطن لدى المرء فى دواخله وهو فى حالة من اليقظة والخفقان
محمدين محمود دوسه