تواضعوا لله ياهؤلاء.. زاهر بخيت الفكى

تواضعوا لله ياهؤلاء.. زاهر بخيت الفكى


06-29-2014, 10:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1404078902&rn=0


Post: #1
Title: تواضعوا لله ياهؤلاء.. زاهر بخيت الفكى
Author: زاهر بخيت الفكى
Date: 06-29-2014, 10:55 PM

من أنتم..أنتم أبناء من يأكلون الكسرة بكل أنواعها ويمتطون الحمير واللوارى ويفترشون ظلال الأشجار نهارا..
حكمتك يارب والكل بات ساخطاً على بلدنا هذه..
دى بلد شنو دى ..عايشين فيها كيف بالطريقة دى ، من المطار تندم على جيتك ، الله يكون فى عونكم لكن دى حياة لا تطاق والله يلزمكم عليها الصبر..
ربنا يكون فى عونا ويصبرنا عليها ياخى ...
أنا شخصياً ما بقدر أقعد أكتر من إسبوع وسأقطع إجازتى فوراً وارجع محل ما جيت ..
إنت من وين أصلاً فى السودان ..
أنا من منطقة ........
عيييك أربعة ساعات تبعد قريتهم باللورى من الظلط الرئيسى الرابط بين ولايتهم البعيدة والخرطوم...
وجاى من وين إنت أسى ..
(ده الحين) جاى من الخليج..
ليك كم سنة هناك يا خوى وقد صارت اللهجة خليجية..
قريب (سنتين) وشغال فى مؤسسة بحوث علمية تتبع للعائلة الحاكمة وشغال فى قسم الخدمات أو (السيرفس) زى ما بقولوها فى (الخليج)..من سياق حديثه أدركت مدى الجهل وتواضع الوظيفة التى يشغلها والتى لا تستحق كل هذه الهيلمانة ساعٍ هو بين المكاتب هناك..
هكذا وجدته فى حالة من الهياج والسباب خارج المطار يرتدى بدلة سوداء أنيقة ونادماً على حضوره للسودان يشكو من عدم استقباله بالطريقة التى تتناسب ووضعه كما تم تفتيش حقائبه بطريقة لم تعجبه وتأخر وصول العفش فى السير وجدته يبحث عن سيارة مكيفة مريحة تقله للفندق..ولا أدرى هل سيتطيع الوصول إلى ذويه فى منطقته النائية تلك أم سيهاتفهم فقط ليضطروا للحضور بعدها هنا للسلام والاستمتاع برؤية طلعته البهية (بالنيولوك)..
هى صدمة أصابت صاحبنا وانفصمت شخصيته بما شاهده فى الخليج وقد تغيرت حاله من حالة البؤس التى كان يعيشها إلى حالة فيها كثير من الرفاهية ومعجبٌ هو بما جمع من مالٍ وقد صور له ذلك الأمر أن لا أحد مثله فى هذا البلد التعبان العليل.. قطع شك هى حالة مرضية.
سيعود مثله إلى طبيعته حالما يصطدم بواقعه وحتماً سيعود أمثالهم يوماً إلينا للعيش بيننا كما نعيش...وسيظل مافيه الآن مجرد ماضٍ جميل تُروى حكاياته...
بيننا (هنا) فى بلادنا المأزومة المنهكة وللأسف من هم مثله ، بعضاً من أنصاف المتعلمين المتسلقين ممن ساقتهم الصدف و المحاباة والوساطة إلى وظيفة لا يستحقونها ترفعوا بها على أهلهم الأقربين بعد أن شهقت بناياتهم وامتلأت أرصدتهم بكل أنواع العملات وامتطوا فاره السيارات والطائرات وما أكثرهم بيننا اليوم ممن يظنون أن حواءنا قد أصابها العقم ولن تُنجب أمثالهم ثانية..
لك الله يا سودان وستظل دوماً أكبر منهم جميعا...

بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة السودانية..