وزير الدفاع بالنظر: القتال تحت" راية اتفاقية الدوحة للسلام"! بقلم: احمد قارديا خميس

وزير الدفاع بالنظر: القتال تحت" راية اتفاقية الدوحة للسلام"! بقلم: احمد قارديا خميس


06-17-2014, 02:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1403013202&rn=1


Post: #1
Title: وزير الدفاع بالنظر: القتال تحت" راية اتفاقية الدوحة للسلام"! بقلم: احمد قارديا خميس
Author: أحمد قارديا خميس
Date: 06-17-2014, 02:53 PM
Parent: #0

حقاً هي" أمور تضحك السفهاء .. ويبكي من عواقبها اللبيب", فالحركة الثورية( حركة التحرير والعدالة) تهنئ مليشيات البشير, وقوات الدعم السريع" المرتزقة الاجانب " , علي ما اعتبرتها"نصراَ" علي قوات الحركات المسلحة المتمردة في دارفور, في الوقت الذي وزع فيه مليشيات البشير وأتباعه برعاية الوالي شمال دارفور, محمد عثمان يوسف كبر, احتفالاً بالنصر المزعوم بمجئ قوات حركة العدل والمساواة السودانية الموقعة علي اتفاقية الدوحة للسلام فى دارفور بقيادة بخيت عبدالكريم" دبجو" الي الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور للدخول في الترتيبات الأمنية!

والقصة لا تقف عند هذا الحد المأساوي, فقد أظهر وزير الدفاع بالنظر, الفريق عبدالرحيم محمد حسين, عند لقائه رئيس حركة العدل والمساواة السودانية بخيت دبجو, ورئيس حركة التحرير والعدالة التجاني السيسي في الفاشر, وهو يقدم وعوداَ وإغراءات الي شباب وثوار الحركتين, للمشاركة في العمليات العسكرية في دارفور, حيث يقول وزير الدفاع السوداني: " سنرفع راية اتفاقية الدوحة للسلام دارفور, وسنقاتل تحت راية الاتفاقية"! فأي مساحة للعقل والتعايش بعد كل ذلك في دارفورنا؟ وما الذي تبقي أصلاَ لننعي بلدنا والسلم الاجتماعي فيه ؟ فما يحدث اليوم من تأجيج طائفي اسلامي عنصري مقيت لا يمكن اختزاله بجدليات سطحية مثل قول إن وجود" عملاء ومخربين", أو خلافهما, هو ما أقحم الجنجويد والمليشيات القبلية بالأزمة السودانية, فهذا أمر لا يستقيم, بل هو بمثابة تبرئة لتطرف النظام السوداني الذي يمثل الوجه الاَخر لنفس عملة" الجنجويد والمليشيات الأجنبية" فللقصة أبعاد أخطر.

حركة التحرير والعدالة تدعي كذباَ أنها حركة ثورية, كما تدعي كذباَ أيضاَ أنها جزء من عملية سياسية سلمية كاذبة كذلك في دارفور,كما إن حركة العدل والمساواة السودانية تأتي من تحت عباءة اتفاقية الدوحة لسلام دارفور تدعي أنها جزء من عملية سياسية سلمية في دارفور, وكلهم يأتون لنصرة نظام ابادة جماعية ، دموي إجرامي طائفي إسلامي عنصري مقيت بالسودان, وبرعاية الدولة القطرية والتشادية والايرانية, ومؤسساتهم, وهم علي عكس ما تفعلها الحركتين, حيث يتدخلون دون رعاية دولية, وتدخلهم هذا يعد طبيعياَ مع تقاعس المجتمع الدولي, بينما تدخل الحركتان المدعومتان من قطر وتشاد, هو تدخل مؤسس, ومن شخصيات تدعي الانتماء كذباَ للحركات الثورية الدارفورية المسلحة, وتستغل شعارات المقاومة والنضال والثورة والتعايش باطلاَ.

وكل هذا يقول لنا إن دارفورنا قد عادت الي نقطة الصفر, أو قل القاع, حيث الحس الطائفي الاسلامي والقبلي المتأجج, حتي لدي العقلاء, مع انكشاف هذا الزيف من الأحزاب السياسية وانكشاف زيف العملية الثورية لبعض الحركات المسلحة في دارفورنا والتي ارتضتها جماعة الإخوان المسلمين, وكذلك بعض الأحزاب السياسية السودانية منها لم تنكر تدخل قوات الدعم السريع" الاجنبية" في السودان, مما يثبت أن الثورة والنضال من أجل قضية دارفور مجرد شعار كاذب للوصول للحكم, وعند أول أزمة فإن القتال هو تحت" راية اتفاقية الدوحة لسلام دارفور"!

وعليه, فنحن أمام مستقبل مظلم يتطلب كثيراَ من الحذر, والاستعداد, فالقتال تحت" راية اتفاقية الدوحة لسلام دارفور" يعني نهاية كل الشعارات الكاذبة في دارفورنا, ويعني دخولنا مرحلة جديدة تقول إن بقاء البشير ليس خطراَ علي أمن السودانيين, بل علي السلم الاجتماعي بالسودان ككل, فالبشير ومليشياته وحلفاؤه أخطر بكثير من " الجبهة الثورية السودانية" التي تقاتل من أجل مواطن سوداني, ونظام البشير أخطر نظام وكل ما عرفناه من الأنظمة الاجرامية التي مرت بتاريخنا الحديث.

اني علي اليقين التام هناك ثوار حقيقيون في الحركتين, علي رأسهم بخيت دبجو, ولكن السؤال المحير الذي يطرح نفسه, هو, لأن كل الثوار وقادتهم في حركة العدل والمساواة السودانية الموقعة علي اتفاقية الدوحة لسلام دارفور, هم جزءَ من اتفاقية ابوجا للسلام دارفور 2006, إلا قلة قليلة لا يتعدي أصابع اليد, وهم أيضاَ الذين تملصوا من السلام في مهدها, أذنا ما فائدة اتفاقية جزئية مع نظام المؤتمر الوطني ما دام هم لديهم سابق التجربة مع النظام, وقد جربوها وخرجوا منها, ومعروف مسبقاَ ان نظام جماعة الإخوان المسلمين في السودان لا يحترم الاتفاقيات والعهود ولا يحترم الشعب السوداني خاصة شعب دارفور؟!!!
[email protected]