على عثمان :هل أصبحَ عُمدَة بلا أطيان؟

على عثمان :هل أصبحَ عُمدَة بلا أطيان؟


06-06-2014, 04:31 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1402025518&rn=0


Post: #1
Title: على عثمان :هل أصبحَ عُمدَة بلا أطيان؟
Author: يوسف الطيب محمد توم
Date: 06-06-2014, 04:31 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالى : { وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس } ( آل عمران : 140 ) صدق الله العظيم

يعتبر الأستاذ/على عثمان محمد طه النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية،من أكثر السياسيين
السودانيين الذين حظوا بأطول فترة فى السلطة وخاصةً على مستوى هرم الدولة فى تاريخ السودان الحديث،إذ أنه منذ إنقلابهم على حكومة الصادق المهدى المنتخبة فى 30يونيو1989م لم يبارح المناصب الدستورية وفى أعلى سلمها،حتى جاءت تغييرات المؤتمر الوطنى الأخيرة،والتى كثر فيها الحديث عن أسباب إبتعاد على عثمان أو إبعاده عن مركز إتخاذ القرار فى الدولة وبكل صدق كنت من الذين يتوقعون أن يكون لشيخ على كما يحلو لأنصاره مناداته بهذا اللقب ،أن يكون خليفة الرئيس البشير فى الحزب،وكذلك ملء المكان الشاغر الذى تركه عراب الأنقاذ الدكتور الترابى،ولكن للأسف لا هذا ولا ذاك،فالأستاذ /على عثمان نجح فقط فى عزل شيخه من رئاسة المجلس الوطنى ومن الحركة الإسلامية فى أنٍ واحد،كما أنه لعب دوراً كبيراً فى تحجيم بعض القيادات التى تتبع للمؤتمر الوطنى،وكان لها أفكار إصلاحية ورؤى تختلف عن الرؤى التى يدار بها الحزب ،أى أنَ دوره إنحصر فقط داخل حزبه وفى إطار ضيق لم يستفيد منه الحزب الإستفادة المرجوة وبالتالى لم تكن للشعب أى مصلحة أو فائدة من الإجراءات التى يقوم بها فى حزبه.وغنى عن القول ،فإنَ السودان أو بالأحرى الشعب لم يستفيد من الفترة الطويلة التى مكثها الأستاذ/على عثمان فى السلطةأى قرابة ربع قرن من السلطة المطلقة،والتى كانت وبكل تأكيد خصماً على سمعة السودان الإقليمية والدولية وكذلك على السودانين كشعب عُرف بالكرم والمرؤة والشجاعة والمعرفة الواسعة بكل علوم الحياة.
ومما دفعنى لكتابة هذا الموضوع هو دفاعه المستميت فى الإسبوع المنصرم عن نجاح الإنقاذ و فى كل المجالات وأنَ ليس هنالك قوى سياسية لها أفكار أو برامج أفضل مما أتت به الإنقاذ ،وياللعجب،
إن قرابة ربع قرن فى السلطة وأى سلطة؟ إنها السلطة المطلقة التى لا تتقيد بالمؤسسية ولا ينطبق عليها مبدأ سيادة حكم القانون ، فبكل صدق لم أرى للنائب الأول السابق إنجازات تذكر سواء كان فى مصلحة الوطن أو المواطن،قد يقول قائل إنَ من إنجازاته إتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب ولكن هذه الإتفاقية وجدت الكثير من الإنتقادات سواء كان محلياً أو إقليمياً علاوةً على المستوى العالمى وخاصةً التنظيم العالمى للأخوان المسلمين وذلك لتفريطه فى جزء عزيز من الوطن ناهيك عن عواقبها الوخيمة المحلية والتى مازالت تلقى بظلالها السالبة على الوطن والمواطن فوضع المواطن السودانى وفى كل المجالات أخذ فى التدهور المريع والتدنى السريع الذى لم نشهد مثله منذ إستقلال السودان وإلى يوم الناس هذا، وبينى وبين الأستاذ/على عثمان أسئلة على سبيل المثال لا الحصر،ألم يكن يعلم بألاف الموظفين الذين تم فصلهم من الخدمة العامة(مدنين وعسكريين)ومشهود لهم بالكفاءة والنزاهة وتمت عملية الإحلال والإبدال فتم توظيف أهل الولاء بدلاً عن أصحاب المؤهلات والخبرات الثرة بسبب عدم إنتمائهم للإنقاذ أو رفضهم للتعامل معها؟وهل علم النائب الأول السابق عن شبابنا اليُفع الذين يموتون فى الصحارى السودانية والليبية من أجل مغادرة السودان والوصول إلى ليبيا من أجل حياة كريمة وأفضل لا تتوفر لهم فى وطنهم؟وماذا لو إطلع الأستاذ على عثمان ،على مايدور فى صفحات الصحف الإجتماعية المحلية من جرائم بمختلف مسمياتها يشيب من هولها الولدان ولم تحدث فى وطننا الحبيب بمثل هذا الكم والنوع قبل مجئ الإنقاذ؟وهل علم النائب الأول السابق بعدد المرضى الذين يتوفون فى المستشفيات الحكومية بسبب إنعدام الدواء وعدم قدرتهم على شرائه؟
وأين رأى الأستاذ من قضايا الفساد التى تتهم بها الأن شخصيات قيادية نافذة فى حزبه؟
كان من الأجدى للأستاذ/على عثمان أن يعلن إعتزاله العمل السياسى وذلك لفشله الذريع فى تقويم حزبه وجعله نموذجاً يحتذى،وكذلك لفشله فى تقديم العمل الصالح للمواطن المغلوب على أمره من سياسة الإنقاذ الفاشلة طيلة ربع قرن من الزمان،
كان من الأجدى أن يكسب الأستاذ ماتبقى من عمره فى تقييم تجربة الحركة الإسلامية الفاشلة فى حكم دولة كالسودان متعدد الأديان والأعراق والمعتقدات،كما فعل شيخه الترابى وبروف الطيب زين العابدين ومجموعته وكذلك كما فعل د. غازى إذ أنهم جميعاً إنتقدوا فترة حكم الإنقاذ منهجاً وفكراً ،فالمثل المذكور أعلاه ينطبق تماماً على النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية،فهو فقط يصرح ويلقى الخطب الحماسية والكلمات المنمقة وخاصةً التى كانت فى المجلس الوطنى قبل عام وفى الأيام الفائتة أيضاً،والتى كان عائدها بالنسبة للمواطن المغلوب على أمره صفر كبير،وكذلك بالنسبة للوطن.
ولكن وبكل أسف لا حياة لمن تنادى لأنه أصبح خارج دائرة إتخاذ القرارات الكبيرة وصار كما يقول المثل عمدة بلا أطيان
يقول المعصوم صلى الله عليه وسلم:(من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)صدق الرسول الكريم

د.يوسف الطيب محمدتوم-المحامى
[email protected]