جيل التجارب و"فئرانها"/حافظ أنقابو

جيل التجارب و"فئرانها"/حافظ أنقابو


05-02-2014, 01:18 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1398989902&rn=0


Post: #1
Title: جيل التجارب و"فئرانها"/حافظ أنقابو
Author: حافظ أنقابو
Date: 05-02-2014, 01:18 AM

قرار وزارة التربية والتعليم بإعادة هيكلة التعليم وإعادة المرحلة المتوسطة إلى السلم التعليمي مرة أخرى يعني أنها أقرت ضمنياً بأن قرار إلغاء المرحلة في التسعينات ارتجالي لا أساس له من التخطيط.
القرار يضم إلى سلسلة من القرارات المتخبطة والرعي الجائر الذي تمارسه الحكومة في "حقل تجارب" فئرانه الشعب المسكين.
يعيد هذا القرار إلى الذاكرة قضية "جر الساعة" وجرجرة الزمان في السودان وأنكر الدكتور عصام الصديق مهندس فكرة (البكور) ونكر (شينتها ) في آخرين بعد أن أثبتت التجربة فشل الفكرة، وصحيح "الشينة منكورة"
قرار إعادة المرحلة المتوسطة ليس قرارًا سهلاً، فالقرار وبالمنطق البسيط غير قابل للتطبيق حالياً وإن تمت مرحلته لعدة سنوات كما قالت الوزارة في مؤتمرها الصحفي.
خزينة الدولة الآن تعاني أشد المعاناة في تغطية بنود الصرف الأولي، وتقف الحكومة مكتوفة الأيدي في سد عجز الميزانية العامة للدولة للعام الحالي.
إعادة المرحلة المتوسطة يعني إعادة تشييد مدارس جديدة بكامل أساسها وكادرها لتوازي مدارس الأساس الحالية بالإضافة إلى إعادة هيكلة المقررات الدراسية وتأهيل المعلمين، ولكم جميعاً أن تتخيلوا تكلفة هذا القرار الذي قدمته لنا وزيرة التربية والتعليم مطلع الأسبوع.
عدول الوزارة عن توصيات مؤتمري التعليم في عام 1990 و 1992 بعد عقدين من الزمان، وفي أصعب حالات السودان والسودانيين منذ مجيء الإنقاذ يعني أن السيل قد بلغ الزبى، واكتوت الحكومة بموظفيها من دارسي "سنة تامنة" ضحايا المنهج "الخاوي" الذي لا زال يدرس.
أغلب الدول التي تجاورنا الآن تعمل بنظام 12 سنة للمراحل الدراسية قبل الجامعية ومنها من طبق هذه التجربة بعد أن تخلى عنها السودان، في إشارة إلى أننا نتقدم إلى الأسفل، وخلال الفترة الماضية لا يخلو مجلس تربوي من انتقاد تجربة التعليم الحالية وعدم الرضا عن المقرر الذي يدرس لجيل "تامنة" الذي وصل يحمل الآن شهادات جامعية وفوق الجامعية.
تطبيق القرار سيكون تحدٍ كبير يواجه قطاع التعليم بالبلاد، خاصة أن المؤسسات التي تدعم وتمنح مثل هذه المشروعات تخلت عن السودان، في ظل الظروف التي تمر بها السياسة الخارجية الحالية، والمقاطعة والحظر والعقوبات، بالإضافة إلى التحديات الداخلية المتمثلة في تدهور الاقتصاد وضعف الموارد وتراجع الصادرات.
المهم الذي يجب أن يذكر أن التعليم في السودان لم يعد له تاريخ ولا تواصل بين أجياله فالآن لن يستطيع طالب في الثانوي أن يستذكر مع أخيه الأصغر الذي يليه بعامين أيا من المواد او لن يحتفي بتاريخه أمام إخوانه بدراسته فصلاً تاسعاً "ما غيروها وكدا"
كلمة حق
حافظ أنقابو
[email protected]
السوداني الصادرة الخميس 1 مايو