سلام دارفور بين الفجر الصادق وعتمة الغروب

سلام دارفور بين الفجر الصادق وعتمة الغروب


04-19-2014, 08:52 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1397937178&rn=0


Post: #1
Title: سلام دارفور بين الفجر الصادق وعتمة الغروب
Author: محمدين محمود دوسة
Date: 04-19-2014, 08:52 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

عند بزوغ الفجر ونحن نتنفس نفحات الصباح ، صحونا وصحى جماهير الامة تستشرف بشريات السلام بأذان صاغية ونفوس مشرئبة مطمئنة للحدث ، حقاً واقعة ذات مضمون ومضامين متمثلة في حدقات العيون وقد تبين ملامح السلام والاهازيج والفرحة كاسيا الساحة بالخضرة والندى والحياة المشرقة .
السلام يعني الامل والامان والطمأنينة السلام له معنى عميق يمتد عند الجذور واسم من اسماء الله الحسنى وهو صلة بين العبد وربه ، ودار السلام اسم لمدينة والسلام جسر التواصل بين الشعوب وثقافته تعكس تجارب الشعوب وينبوع ثر تنهل منها المجتمعات التقاليد والاعراف وتعتبر البوتقة التي تنصهر فيها الشعوب .
هذا السلام المنتظر والمرتجى له قيمة حسية ومعنوية ، عانى اجيال واجيال في سبيل تحقيقه ، حرث الحرب اللين واليابس ودمر البنيات الاقتصادية والبشرية وكل المؤشرات توحي بان هذا السلام قد تحقق ، نحسب انه بحساب الزمن قد طال امده وبدأ وجدان الناس والجوى وحسرات السنين المرة تنطوي رويدا رويدا وبدأ الامل يدب في الاوصال وفي هذا الزخم انتظم منظومة القيثارة وسارعت الخطى في عزف متفرد وترك الشجوى في نفوس الجماهير وايقظ مافي الجوانح وظلت المآخي تدمي وسرابل الاسى والحزن تنغشع بين الفينة والفينة والمآلات .
الا أن وقعة الحدث كانت بمثابة البهجة والسرور والمسرة بردا وسلاما على جماهيرنا قاطبة ، وان يظل سلاما حقيقا ينعم بتباشيره الامة جمعاء ويطوي صدى السنين الحاكية ويظل حلما يراود الكل املا في حياة هانية بعيدة عن المردود السلبي ويظل السلام نبراسا يضئ في القمم .
هذا هو حال هؤلاء البسطاء الذين يفترشون الارض ويلتحفون السماء لايعرفون زمانهم ولايعرفون امتهم ولايعرفون موقف امتهم من زمانهم يرونهم اذلة فيدعون الى الذلة ويرونه متواضعين فيلحون في طلب التواضع ويرونهم ذهادا بالطبيعة لايجدون الكفاف من العيش فيمنون في طلب الزهد فان هم تلطفوا قليلا طلبوا منهم الرضا بالبؤس والصقوه بالقدر وجعلوا ذلك كله ضربا من التقوى والايمان وهم بذلك يداون جوعاُ بجوع وجرحاُ بجرح وسماً بسم وكان يجب ان يداوا جوعاً بشبع وجرحاً بضمادة وسماً بترياق هذا حال زماننا في سلام الفجر الصادق وعتمة الغروب .


محمدين محمود دوسة