ود أُم بُعلُّو يُصادر الميدان !

ود أُم بُعلُّو يُصادر الميدان !


04-14-2014, 04:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1397487745&rn=0


Post: #1
Title: ود أُم بُعلُّو يُصادر الميدان !
Author: فيصل الباقر
Date: 04-14-2014, 04:02 PM

ود أُم بُعلُّو يُصادر الميدان !
ونبدأ بشرح اللفظ المُنقرض والغريب جدّاً لأسماع الأجيال الجديدة من القُرّاء والقارءات ( ود أُم بُعُلُّو ) ، وهو كما ورد فى السودانية الدارجة ، كائن خُرافى ، ليس له فى الواقع أصل ، يُقال أنّه يقتل الأطفال ، وسبب إيراده هنا ، أنّ جهاز الأمن الذى تخصّص فى مُصادرة صحيفة (الميدان ) ، بصورة راتبة منذ أبريل /مايو 2012 ، ومواصلة التمادى فى منعها من التوزيع و الوصول لمنافذ التوزيع ، لجأ للكذب الصريح والمشهود كعادته ، فى النفى المُغلّظ ، وسنكتفى هُنا بسرد واقعتين فقط ، الأولى ، حين إدّعى الشهر المنصرم ، أنّه لم يُصدر أمراً للمطبعة ، بعدم طبع الميدان ، إنّما توقّفت الصحيفة - طوعاً واختياراً - من تلقاء نفسها ، بقرار من ناشرها ، ثُمّ جاءت الكذبة الثانية البلغاء ، حينما أصدر نفياً مُغلّظاً ، الإسبوع الماضى ، قال فيه أنّه لم يُصادر الميدان ( عدد الثلاثاء 8 أبريل 2014- العدد 2800) ، ولم يكتف بذلك النفى الكاذب ، ولكنه تمادى فى الكذب أكثر، حينما إدّعى على لسان مدير إدارة الإعلام بجهاز الأمن : " مُبدياً إستغرابه ، من خبر المُصادرة ، مُضيفاً إنّه مُختلق " الأغرب من كُل هذا وذاك ، أن يقدم الأمن بدمٍ بادر، على إستدعاء رئيسة التحرير والمدير الإدارى للصحيفة ، عقاباً لهما وللميدان على مُصارحة القُرّاء بالحقيقة المُرّة ، ولهذا رأينا أن ننسب تلك ( الشينة المنكورة ) أى المنع الأمنى والمُصادرة الأمنيّة ، لقاتل الأطفال الخُرافى ( ود أُم بُعُلُّو ) !.
وإن كان جهاز الامن يُبيح لنفسه الكذب والإنكار ، فى سبيل " المُخارجة "، حتّى لا يبدو مافعله من "شينة" مُتناقضاً مع قول الرئيس ببسط الحريات ، فإنّ الشيخ إسحاق بن أحمد بن فضل الله ، الكاتب الإسلامى والإنقاذى المعروف ، وأحد أشهر كُتّاب (الإنتباهة )، ثُمّ (الصيحة ) وأُخواتهنّ ،وأحد أبرز إعلاميى برنامج ساحات الفداء ، يعترف علناً ويُجاهر - فى حوار صحفى نشرته ( السودانى) مؤخّراً - بأنّه يكذب ، فى سبيل تحقيق أهدافه ، ولا يجد أيّة غضاضة ، فى أن يكتب كذباً ، فى سبيل تمرير أجندته الصحفية ، ورسالته الإعلاميّة ، وهذا ضرب من الصحافة يستحق أن يُطلق عليه ( الصحافة الكاذبة ) أو ( صحافة الكذب ) ، أى ( الصحافة الكضّابة ) بدارجة أهل السودان ، وهى صحافة مُنتهكة لحقوق الإنسان ، تنتهك وتسلب حق القارىء فى معرفة الحقيقة و الحق فى المعلومات الصحيحة ، ولا تربطها البتّة أىّ رابطة بما يُعرف بإسم (صحافة المُناصرة )، وهذا مالزم التنويه له .
تُرى ماذا يستفيد الشعب وجمهور القُرّاء من دولة يكذب جهاز أمنها ، بهذه الصُورة المفضوحة ، ويكذّب قادة صحافتها وإعلامها مع سبق الإصرار والترصُّد ، دون أن ترمش لهم عين ، ولا يعرفون فضيلة الإعتذار ؟ !...المنطق والوجدان السليمين يؤكّدان ويُثبتان أنّ دولة الكذب ، يجب أن تذهب غير مأسوفٍ عليها ...فلنعض بالنواجز على الشعار الصحيح " الشعب يريد إسقاط النظام " لأنّ شعبنا يستحق أن يُحكم بنظام حُكم يلتزم الصدق ، فالصدق منجاة ، وكفى !.