دعوة حوار ضبابية من المؤتمر الوطني .. وتكالب من المؤتمر الشعبي..! د. العوض محمد أحمد

دعوة حوار ضبابية من المؤتمر الوطني .. وتكالب من المؤتمر الشعبي..! د. العوض محمد أحمد


03-29-2014, 03:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1396103633&rn=0


Post: #1
Title: دعوة حوار ضبابية من المؤتمر الوطني .. وتكالب من المؤتمر الشعبي..! د. العوض محمد أحمد
Author: العوض محمد أحمد
Date: 03-29-2014, 03:33 PM

دعوة حوار بدأت بخطاب مبهم حول وثبة.. إستغرق الإعداد لها ربع قرن من الزمان! ونزع فتيلها إنهيار حلم المشروع الحضاري الإسلاموي سودانياً وأممياً..!
وفي ظل تهافت ظاهر لألد الخصوم على ركوب موجة التيار الجديد..! يستبين تراجع خجول من قبل دعاة الحل الناعم..!

إستنفذ المؤتمر الوطني كل أسلحته في دعوته لحوار إستوجبه إنهيار شمل كل معاني الحياة في السودان، ومعلوم أن التشبث بالحياة يجعل من القشة طوق نجاة..!.
بالرغم من أن المؤتمر الشعبي يعلم أكثر من غيره بأن ربيبه المؤتمر الوطني غير أهل للثقة ولا يمكن المراهنة عليه في مستقبل السودان، ولهم حق في ذلك، فمن لا يؤتمن على أهل بيته لا يؤتمن على جيرانه..!. لكن المفارقة إن المؤتمر الشعبي أصبح أكثر المتحمسين لدعوة الحوار الضبابية تلك.. والتهيؤ لوثبة أطلقها عمر البشير من بين تلعثم لسانه وهو يدلي لنا بما لم يستطع أن يستوعب قراءة مفرداته!!.
فهل إكتشفت قيادات الإسلام السياسي، إن حرصاً على السودان، الذي إقتطعوه من خاصرته، يستوجب الإستماع لمن قادوا دباباتهم ضدهم قبل ربع قرن من الزمان؟؟؟ وإن كان هو كذلك فهل إستوجب هذا الذي أستجد توحيد جهود فرقاء الإسلام السياسي!؟.

أين يمكن أن نجد إجابة لما يدور في الساحة..! خاصة بعد أن أضطر علي عثمان طه أن يستجدي المشاركة في حوار البشير، منهياً بذلك مسرحية إبعاده والحرس القديم، وفي ظل موافقة عرابهم "الترابي" اللامشروطة على دعم توجه الإنقاذ الأخير وإن طليت واجهته بحوار وطني عريض..!.
ويحق لنا القول بأن لن تصيب أعيننا غشاوة وإن جهد المؤتمر الشعبي بالحديث عن أنها ليست بدعوة لجمع شراذم الإسلام السياسي..!.

الهزائم التي لحقت بالإسلام السياسي في مجمل المنطقة هي مفتاح حديث الألغاز الذي بثه عمر البشير وأن كان لا يفقه محتواه، وقد بذهم عراب الإسلام السياسي في تبيان إن أستعصى عليهم إيجاد مخرج لمصائبكم فليس أفضل من التحدث بلغة لا يفهمها حتى من خطها! والترابي ضليع في ذلك..!.
هرع المؤتمر الشعبي تلبية لدعوة البشير..!، بأكثر مما عنى للمؤتمر الوطني وكأنا به يود أن يبتعد عما إرتأه شرك أنتجته عبثية المؤتمر الوطني منذ مفاصلتهم تلك..! وأحكمت طوقه خسائر الإسلام السياسي التي إجتاحت المنطقة..! خسائر دفعت بدول الشريعة الإسلامية التبرؤ منه ووصمة بالإرهاب الذي كان جهاداً فيما مضى..!.

فما هو المأل لدعاة الإطباق على حياة البشر من وحي الدين..! في ظل هجمة تعددت مراكزها وجففت منابع دعم الجهاد والجهاديين!؟.
السودان لن يكون بديلاً لقوى الإسلام السياسي في مصر وليبيا وسوريا وقطر، كما أن إيران تنحو بمركب الإسلام السياسي لمجاهل يخشاها حتى أكثر الجهاديين تعنتاً..! وهي لا تمتلك الإطار الفكري و الغذاء المادي لتمدد أصبح منبوذاً في كل بقاع العالم!!.
المؤتمر الشعبي يدرك الحصار الذي أحكم حلقاته حول دعاة أسلمة السياسية..! غير التوجس يبلغ مداه حين تتوجه دول محافظة إلى قطع دابر حركة الأخوان المسلمين في ظل توجه عالمي لإعادة صياغة العالم الذي يدين بالإسلام..!، ومعلوم إن النخب الحاكمة في هذه المنطقة لا تتورع من السجود لأولياء نعمتها، وإن كان ذلك يهدف في عمق توجهه إلى إعادة تراكيب سطوة سلطتها..!.
من هنا سارع المؤتمر الشعبي متبنياً دعوة ربيبة الوطني، سعيا للحفاظ على وجود في الساحة السياسية السودانية وإن تطلب منه ذلك الهرولة نحو اليسار والحركات المسلحة المنبوذة وإن تأسلمت..!، يعلم المؤتمر الشعبي إن سقوط نظام الإنقاذ هو حتماً سقوط لآخر بؤر الإسلام السياسي..!، ورغم الخلافات التي إستشرت بين أطراف الفئة المتأسلمة في السودان إلا أن التشبث بالفكرة يستوجب الترفع عن أي خلاف وإن تطلب ذلك منهم التضحية برموز كان لها دور قيادي فيما مضى..!.

في الجانب الآخر يتضح إن تلكؤ المهدي والميرغني عن المشاركة الفاعلة في وثبة البشير .. مبعثه توافق مع دول الجوار العربي على أسلمة السياسية بعيداً عن من جعلوها بضاعة قابلة للتصدير.. وفي ذات الوقت ينتابهم الخوف من ألا تغشاهم كعكة إنهيار الدولة السودانية في وقتٍ تتربص بقواعدهم جحافل الجبهة الثورية.. فكان أن خدمتهم ضبابية دعوة البشير وتكالب حزب الترابي..! فأخفت عورتهم ولو إلى حين..!.

مازال موقف اليسار والحركات المسلحة رافضاً لضبابية دعوة البشير..!، ونتمنى إلا تنتصر مطامح الصفوة لتوقف حتمية تأريخية إستوجبتها دماء إريقت ووطن تمزق..!. السودان في مخاض بناء مجتمع جديد يتجاوز علاقات طائفية كبلت حركته طوال قرن من الزمان..!، ومجموعات متأسلمة جرجته لما هو خلف تأريخ نشأته..!.
ولا مندوحة من القول، أن الدخول في حوار مع الفئة المتأسلمة سباحة ضد تيار التأريخ..!، وخيانة لمن سقطوا دفاعاً عن حق الشعب في السيادة على أرضه..!.
سقوط الإنقاذ.. سقوطٌ للإسلام السياسي إن تسمى وطنياً ام شعبياً.. وهو تحجيمٌ للقوى الطائفية في مرحلة تأريخية شهدت بث الوعي بين جموع أهلنا..!،
فلا تئدوا نضالات شعب عرف بأنه معلمٌ للشعوب.. شعوبٌ أتى ربيعها متخلفاً عن وعينا بخمسة عقود من الزمان..!.
د. العوض محمد أحمد
لندن في 29/03/2014م