صوت من شرق السودان – آدم أركاب

قال تعالى :
( قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )
صدق الله العظيم

لقد كانت عودتي إلى السودان في أغسطس عام 2000م عبر اتفاقية ثنائية بيني وبين حكومة البشير ، أن بلدياتنا دكتور محمد شريف الطبيب المقيم بلندن اتفق نيابة عني مع صديقه زميل الدراسة محجوب الباشا سفير حكومة البشير بارتريا ، وكانت بنود الاتفاقية شئ متواضع جداً .. أن أعود إلى داخل السودان متصالحاً مع الحكومة وتتكفل الحكومة بمنحي تعويضات شخصية للأضرار التي تعرضت لها مع أسرتي المسكينة الفقيرة .
وبالفعل عدت لكن الحكومة لم تف بالجوانب المتفق عليها ولم أجد حتى أذن تسمع شكواي !..
ومنذ ذلك الحين أعيش بدون مصدر دخل أعيش متسولاً الأصدقاء والمعارف .

*******
قبل أيام تشرفنا بمقابلة الأستاذ سليمان كير في مكتبه ... وطلبنا منه أن يجتهد قدر المستطاع في إنجاح نفرة علاجنا بالخارج .
وأوضحنا لكير فشل محاولاتنا المتعددة مع كافة التنفيذيين بالولاية ومعظمهم بلدياتنا خرجوا من رحم البجا الذي خرجنا منه !!...
وقلنا لصديقنا سليمان كير إن غريزة التشبث بالحياة هي غريزة تفوق غيرها من الغرائز في كل الكائنات الحية ونحن عندما استدعت حالتنا إجراء عملية جراحية معقدة رفضنا إجرائها لأننا لا نثق في كفاءة مشافي وأطباء سودان الإنقاذ ...
وصديقنا سليمان كير قام من كرسيه وربت على كتفنا قائلاً :-
أنا على استعداد ويشرفني أن أقوم بتلبية حاجتك ... واتفقنا أن أقوم بطبع نسخ قليلة موجزة من أرشيف صوت من شرق السودان والابتعاد عن الجوانب السياسية !!
*******
هناك الأغنية الشهيرة التي تقول ( الكوارته عز البلد ) والكوارته عز البلد دون غيرهم ناس بسطاء عاديون جداً ولكنهم تجدهم أهل سجايا النبل والاعتداد تجدهم ينفقون أموالهم في أريحية ######اء في ستر أحوال الناس ... وكل منهم على شاكلة محمد حمزة الكوارتي ومحمد علي كير والنفيدي وكل كوارتي أخو أخوان في كل الأحيان وفي كل الأنحاء ...
رحم الله سليمان كير صاحب الوجه البشوش والابتسامة الفال الحسن عند جميع المعارف والأصدقاء .