من الذى سبّ الدين؟؟/ابوبكر بشير الخليفة

من الذى سبّ الدين؟؟

جاء فى الاخبار: هيئة علماء السودان تكشف عن مخططات غربية تستهدف الإسلام والمسلمين
لا ادرى كيف يمكن ان نحل مشاكلنا فى وجود ما يسمى بهيئة علماء السودان؟ بل فى الحقيقة كيف يمكن ان نعرف مشاكلنا حتى؟ مع وجود هؤلاء الناس.
لا يمر يوم الا ويخرج علينا منهم بيان او تصريح سياسى يجعل المرء (يعضى) اصابعه. ولا يمر علينا يوم الا وسمعنا عن واحد منهم، او من اشياعهم من فقهاء او ائمة مساجد، يصرح فى ادق امور الحياة أو امور الاسرة أوامور الدين بجرأة غريبة، فيطلقون تصريحات (تخلع) كل صاحب عقل.
ليس عيبا، ولا منقصة، الا يتمكن انسان من تلقى تعليم كافى يمكنه من احتراف مهنة تؤمن له حياة كريمة، كما انه ليست منقصة ان يكون الانسان بغير موهبة او مقدرة على الاحتراف. الا ان العيب كل العيب هو ان يكون مثل هذا الشخص صاحب نفس لا تشبع، وجرأة على الحق، فيتخذ من الدين وسيلة لاشباع رغبات نفسه هذه المشوهة، فيتخذ الدين حرفة، وطريق مختصر لاشباع رغباته نفسه، وان يكون من الغباء بحيث يعتقد انه يمكن ان يخدع الآخرين. وهذا العيب، بكل اسف، هو ما ظللنا نعيش معه فى سوداننا الحبيب لاكثر من ربع قرن تحت سيطرة رجال من شاكلة اعضاء هيئة علماء السودان.
يحكى ان رجلا عاديا كان يسير فى طريق وسط الحى الذى يقطن فيه، وكان يسير امامه احد هؤلاء العلماء المزعومين، بقفطانه، ولحيته، وكان هناك اطفال يلعبون فى الطريق، وحدث ان تشاجر بعض اولئك الاطفال، فقام واحد منهم باطلاق عبارة يسبّ بها دين الآخر، فانتفض رجل الدين المزعوم، وامسك الطفل بكلتا يديه وشرع يضرب فيه ويلطمه ويصيح باعلى صوته (يا قليل ادب، يا قليل التربية، يا.. يا ....الخ) والاطفال وقوف حوله فى حالة من الذعر، والدهشة تظهر على وجوههم.
قام الرجل (العادى) بالتدخل، محاولا تهدئة الوضع، وقال للشيخ، يا مولانا معليش، اترك الطفل. فالتفت اليه مولانا، بوجه ثائر، وعيون يتطاير منها شررالغضب، وهو ممسكا بتلابيب الطفل، قائلا: قليل الادب ده سبّ الدين. فقال له الرجل العادى: بالله عليك يا مولانا من الذى سبّ الدين حقيقة؟ هذا الطفل، ام انت بتصرفك هذا؟
فيا هيئة علماء السودان اتركوا لنا ديننا فلقد اشبعتمونا سبّا لديننا. ويا هيئة علماء السودان ان اكبر مخطط لهدم الاسلام انما هو ان تستمر سيطرتكم انتم وامثالكم على مصائر الشعوب الاسلامية، فتنشأ الاجيال القادمة فى هذه الشعوب لتحتقر كل ما يمت للدين بصلة من جراء افعالكم واقوالكم هذه المخجلة.



ابوبكر بشير الخليفة
6 مارس 2014