أدب الانتخاب ونهج الحساب /صلاح يوسف

أدب الانتخاب ونهج الحساب /صلاح يوسف


03-02-2014, 04:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1393772887&rn=1


Post: #1
Title: أدب الانتخاب ونهج الحساب /صلاح يوسف
Author: صلاح يوسف
Date: 03-02-2014, 04:08 PM
Parent: #0

على المحك
صلاح يوسف [email protected]
أدب الانتخاب ونهج الحساب
دعونا نستلقي ونستريح قليلاً من ملاحقة الأحداث السياسية التي تسرع الخطى نحو متاهات بعيدة دون الظفر بما نروم منها أو الإمساك بأهدابه. ففي ذاكرتي بعض المواقف التي علقت خلال حضوري للجمعية العمومية لاتحاد الدراميين والمؤتمر العام لاتحاد الكتاب السودانيين باعتباري عضواً فيهما. وحين يجيء ذكر الجمعيات العمومية التي عادة ما تنتهي بانتخاب اللجان التنفيذية لتسيير أعمال الاتحادات لدورة جديدة، يكون الأعضاء قد هيأوا أنفسهم بتنسيق توافقي أو بشحنات استقطابية بغية تعرية وإزاحة وجوه الماضي والاتيان بوجوه جديدة تتولي العمل تحقيقاً لرؤى وأفكار لم تفلح اللجان السابقة في تحريكها. ونادراً ما يكون الدافع هو إراحة الذين عملوا من قبل تقديراً لجهدهم وتكليفاً لمن يتصدون للعمل بروح جديدة لأن من يقبل بعمل كهذا يكون قد ضحى بالكثير من وقته وطاقته من أجل خدمة عامة طالما أن العضوية قد وضعت ثقتها فيه، لكن في أغلب الاتحادات يكون المنطلق بغير هذا الفهم، فتحدث تكتلات من جهات ذات أجندات أخرى.
شتان ما بين الذي تم في اتحاد الدراميين واتحاد الكتاب السودانيين، مع إن طبيعة الممارسة تنتمي لنهر يصب في وعاء الإبداع الكتابي والفني. فقد تمت الدعوة لجمعية الدراميين لمن يحق لهم الحضور وهم أقل عن عشرة في المائة من الدراميين الفاعلين في الساحة لأن اللوائح تحرم من لم يقم بسداد اشتراكاته بانتظام. ولأننا نؤمن بمقولة إن القانون حمار فلا غبار على ذلك طالما أن الغالبية لا تعطي هذا الأمر اهتماماً. ولكن ما أن اكتمل الحضور حتى تعللت مندوبة مسجل الجمعيات والاتحادات بأن ملف الدراميين وضع في منضدتها في ذات اليوم – بعد نقل من كانت تتابعه - ولم تطلع هي على فحواه فجاءت تطلب وقتاً لدراسته على أن تحدد تاريخاً آخر للجمعية، فأنفض الجميع وبينهم من قبل بمد حبال الصبر، ومن رأى في ذلك كسباً لوقت قد يعين الآخرين لسداد اشتراكاتهم وحضور الجلسة القادمة. وبالفعل تلاحظ ذلك حين تضاعفت العضوية في الجلسة الجديدة التي اكتمل نصابها بعد تمديد الوقت بانتظار البعض. وهنا أثيرت نقطة تتعلق بعدم قانونية تأجيل الجلسة الأولى التي لم يفصل في نزاعها حيث كان المأمول أن لا تنعقد الجلسة الثانية إلا بعد الفصل. ولما علمنا من المندوبة بأن النزاع السابق شيء آخر سيأخذ مجراه وأن هذه الجلسة قانونية، ما كان للبعض إزاء إصرار مندوبة المسجل على القانونية وشروعها في الإجراءات، إلا الانسحاب لتفوز قائمة الجناح المتبقي. ولأن الأمر في رأيي، باختصار، ليس سوى تكليف وعبء ثقيل من الواجبات، نسأل الله أن يعين من فازوا على دفع العمل وتحقيق برنامج عملهم بلا عوائق لحين الفصل في الدعوى السابقة وما قد يلحق بها من أخريات.
الشيء الذي أدهشني بحق ما جرى في مؤتمر اتحاد الكتاب السودانيين من نهج للتراضي والحساب إذ أجاز الحضور المستوفي لشروط العضوية خطاب الدورة الذي لم يغفل حتى الإخفاقات واعترف بالعوائق قبل أن يكشف سلسلة من الإنجازات الواضحة، واجاز ميزانية الدورة - على محدودية مواردها - والتي يحلو لي وصف أسلوب تقديمها وصراحة ووضوح مصادرها وأوجه صرفها بأدب الواقعية المالية إن صح التعبير. ثم حين حانت لحظة انتخاب اللجنة التنفيذية الجديدة سار الأمر بسلاسة وتوافق إجماعي تام على كل من تم ترشيحه ففازوا جميعاً بالتزكية التي ربما تكون قد أدهشت اللجنة المكونة من كبار المحامين برئاسة الأستاذة هالة عبد الحليم وعضوية المعز حضرة ومحام ثالث جاءوا بمعينات الانتخاب من ورق وأختام واستعداد لمشقة الفرز. ولعل ما يمكن أن يقال هنا إن هذا النموذج من التوافق والتراضي على عمل طوعي يجب أن تتوقف عنده كل الجهات التي تنوي تكليف من يخدمونها سياسياً واجتماعياً وثقافياَ وبخاصة تلك الأندية الرياضية التي يتم الاستقطاب فيها للعضوية الجديدة ويصاحب حملاتها الانتخابية سيل من التصريحات بأسلوب لا يخلو من الخصومة والفجور والشطط الذي يباعد بين أبناء القبيلة الواحدة، فهل تعي ذلك.