حين تغازل جمال حس الرقيب! هاشم كرار

حين تغازل جمال حس الرقيب! هاشم كرار


03-01-2014, 04:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1393688489&rn=0


Post: #1
Title: حين تغازل جمال حس الرقيب! هاشم كرار
Author: هاشم كرار
Date: 03-01-2014, 04:41 PM

حين تغازل جمال حس الرقيب! هاشم كرار



ضياء الدين بلال، الذي يكتب في آراء وقضايا- هنا في الوطن- كل يوم أحد، صحفي سوداني برتبة رئيس تحرير، لكن ذلك ليس هو المُهم.. ماهو مُهم، أنه حين يقف ليلتقط موضوعا يكتبه- ويكتبنا به- لا يقف في ذات الزاوية التي يقف عليها الآخرون، لذلك حين يأخذ (زوووم ) بعين يراعه، تجيئ الصورة- صورته- مغايرة لكل صور الآخرين: زاهية، وجديدة، وحارة.. تشهيك القراءة.. وتشهيك التخيّل، وتشهيك التفكير!

الرجلُ هو الأسلوب- كما قيل قديما في علم البلاغة- ولضياء الدين بلال أسلوبه الذي ينسجمُ تماما مع روح شخصيته الجادة جدا، واللاهية أحيانا، والساخرة.. المنفلتة والمنضبطة في تمام الوقت، والمهمومة في كل الأحايين بقضايا وطنه السودان، وما أعظمها وأخطرها من قضايا.. وما أكثر تشابكها وتعقيداتها!

ضياء الدين بلال، حتى وهو لا يُزيّلُ كتاباته باسمه، يمكنك ببساطة أن تدرك سريعا جدا، أن هذه الكتابات، لضياء الدين بلال.. ويمكنك ببساطة- بعد أن تستمتع بها، أن تسلمها- إذا ماكنت عميلا مزدوجا للحقيقة وضدها- إلى أقرب رقيب ( يدقس)عن مابين السطور!

الكاتبُ الذي لا يكتب جملة واحدة، تفوحُ منها رائحة التوابل التي تغازل أنف عقل القارئ- أي قارئ- وتفتح شهيته لللقراءة، ليس بكاتب بدرجة (شيف). هذا ما أفهمه عن فن الكتابة، وما أفهمه عن فن الطبخ، وضياء الدين ( شيف) في الكتابة المتبّلة الزاكية.. ولا أعرف ما إذا كان هو طاعم اليد، يجيد الطبخ في ( الكتشن)، أم لا.. كل ما أعرفه عنه أنه من ( الإكيلة) المُعتبرين!

في غير هذا المكان- تحديدا في صفحة آراء وقضايا لعدد اليوم- تفوح رائحة كتابات ( شيف) صحيفة (السوداني) التي تصدر في الخرطوم، ضياء الدين بلال.

لا أطيل، وأنتم تتذوقون ( الطبخة) بأنوفكم أيضا. فقط، استوقفكم أمام هذه الجملة المُتبّلة، الشهية: ( ننتظر تقريرا مهما عن فساد مسؤولين، على شواربهم بياض اللبن المسروق)!

ضياء كان يتحدث عن الفساد- فساد الكبار- ولو أنه وقف في ذات الزاوية التي يقف عليها غيره، ليتحدث، لكان الرقيب قد أرخى أذنيه الطويلتين، وأغلق فم أي جملة كتابية بالضبة والمفتاح!

ضياء يمررُ مايمرر،لأنه يغازلُ حتى الرقيب. يغازلُ فيه حسه الجمالي.

أيها الناس: من لا يزال يظن أن الرقيب بلا حس جمالي، فليسأل الكاتب شهي الجملة، ضياء الدين بلال!