الشعب السوداني عالق في المنطقة الوسطي بين فساد النظام وإفساد المعارضة ....../ هاشم محمد علي احمد

الشعب السوداني عالق في المنطقة الوسطي بين فساد النظام وإفساد المعارضة ....../ هاشم محمد علي احمد


02-25-2014, 08:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1393356267&rn=0


Post: #1
Title: الشعب السوداني عالق في المنطقة الوسطي بين فساد النظام وإفساد المعارضة ....../ هاشم محمد علي احمد
Author: هاشم محمد علي احمد
Date: 02-25-2014, 08:24 PM

الشعب السوداني عالق في المنطقة الوسطي بين فساد النظام وإفساد المعارضة ......
بسم الله الرحمن الرحيم .......
الشعب السوداني شعب طيب ومسالم ومحب وعشري ولا زالت القيم الإنسانية والعلاقات الطيبة هي السمة الأساسية التي يصفنا بها كثير من الشعوب التي جمعتنا بها الغربة الطويلة ، كنا في السودان ونحن في المراحل الدراسية وحتي الثانوية لا نعرف الكثير عن الشعوب وذلك لضيق التواصل في تلك المرحلة العمرية والتي كانت تعتمد فيها الذاكرة للمعلومات التي تأتينا عن طريق الصحف التي كانت تتبع لمجموعات مختلفة الفكر ومما يميز تلك الفترة هو الثورية التي كان يتميز بها الشعب السوداني من افكار تقدمية والتأثر بشخصيات غربية أثرت الساحة في تلك المرحلة وكانت قيادات كثيرة مثل لينين وجيفارا وبعض الثوريين في العالم الذين كان لهم صولات وجولات وكان الملاحظ في تلك المرحلة هو إرتباط المثقف بقدر معرفته بالثورات العالمية ومن يقوم بها ، تميزت تلك المرحلة بعدم وجود جامعات كافية تستوعب ذلك العدد الكبير من الطلاب مما كان ذلك الضيق يدفع الشباب إلي كل العالم وكانت الدول ذات التوجه السياسي الواحد مثل الإتحاد السوفياتي والعراق وسوريا تستوعب في جامعاتها من هم حملة تلك الأفكار لتلك الدول وكانت مصر من أكثر الدول التي تستوعب الطلاب السودانيين ومنهم من تأثر بالفكر الناصري والإسلامي وغيره . لقد فرخت تلك المرحلة مجموعات متنافرة في كل شئ وكل شئ وكل من درس في أي موقع من تلك المواقع تشرب بذلك الفكر ليعود للسودان وهو مثقلا بتركة كبيرة من الإلتزامات الفكرية والحزبية ولكن عدم التجانس في تلك الأفكار خلق واقعا في السودان وصراعات كبيرة وتلك الصراعات كانت السبب الأكبر الذي ساهم في تأخير السودان من الصراعات التي مورست في البلاد وحب السلطة والسيطرة عليها ، هذا الواقع جعل البلاد تدخل في صراعات اوقفت التنمية في البلاد وأفقرت العباد لأن كل تلك المجموعات كانت تحمل أفكار يصعب تنفيذها في السودان وبما أن تلك المجموعات لها أجندة مفروضة عليها من جهات خارجية وأموال تدفع في سبيل رفعة أي فكر من الأفكار أوقف عجلة التقدم في كثير من المجالات الحيوية . في كل ذلك الخضم من الأجندة الضد والمضادة برز الأخوان المسلمون كمجموعات متعلمة وكان تنظيم الأخوان المسلمون تنظيم صفوي ومتعلم ولقد كان التنظيم يعتمد في الأساس علي طلبة الجامعات والدراسات العليا في بدايات التنظيم ولم يكن هنالك مجال لطلبة الثانويات إلآ القليل القليل ، وكان ذلك التنظيم يقوم بتجمعات علي شكل رحلات خارج المدن وكان يستصحب معه كثير من المسلمين الجدد من كل العالم وتميزت تلك الرحلات ببساطة الأكل بحيث كانت الرحلة علي وجبة عدس ولكن تتميز تلك الرحلة بشرح قضايا كثيرة وكبيرة في العالم الإسلامي حقيقة بروز ذلك التنظيم في زمن البهجة لمجموعة من الشباب المتعلم المتدين والبلاد تعيش الجاهلية بكل أشكالها من الحفلات والطرب والرقص والخمر ، كان ظهور تلك المجموعات في ذلك الوقت صورة مغايرة للواقع الموجود والذي كان فيه أنصار السنة هي الجهة الوحيدة التي ترفع الحراب في المناسبات الدينية كالمولد والندوات التي لا تناسب اهوائهم ، كانت تجمعات الشباب في ندوات تنتقل من مسجد لمسجد وحقيقة عندما أستحضر تلك الفترة لم أتوقع أن يصل ذلك التنظيم للسلطة في مرحلة قريبة ولقد حصل كل الذين كانوا في التنظيم في تلك المرحلة علي وزارات وولاة ومعتمدين وأثروا بشكل كبير وغيرمتوقع وظلوا من سدنة النظام وصاروا يتقلبون في المناصب وحصلوا علي الكثير الكثير من السلطة والمال ، بما أن تنظيم الأخوان إعتمد علي الصفوة في تأسيس التنظيم كان من الأفضل عدم الدخول للسلطة لعدم وجود كوادر كافية لتسيير الحياة في السودان وتلك تعتبر من أكثر الأخطاء القاتلة التي يدفع ضريبتها الوطن والمواطن وبسيطرة الإسلاميين علي السلطة سيطروا علي الإقتصاد بكل أشكاله وحتي تاريخ اليوم ورغم الضيق الذي يعانيه المواطن فإن اموال الدولة تدار بواسطة مجموعات تحمل مال الدولة في الشنط وتم تدمير كل الرأسمالية القديمة وذات الصيت المعروفة والتي كانت تساهم في بناء المساجد والمستشفيات والمدارس وتساهم في عمل الخير لتحل محلها مجموعات من الشباب الفاسد الذي وجد ضالته في هذا النظام والكثير منا يلاحظ كيف أن مجموعات تظهر فجأة من الجحور والحواري لتقفز قفز تعجز أن توصفه وكثيار من الأسر تستغرب تغيير أبناءها بشكل مفاجئ ومستغرب وظهور الثراء السريع ، لذلك لعدم وجود الكفاءآت ذات الإنتماء السياسي المناسب للإنقاذ إستلم البلد الوصوليين والصعاليق والحرامية والإنتهازيين وفسد الحال ووصلت البلاد إلي نفق مظلم وإنسد الأفق ولا زالت اموال البلد تدور خارج نظام الدولة وتلاحظ ذلك وأنت خارج السودان ، البلاد الآن فقدت كل الخيارات المتاحة ولم يعد لنا مجال وأصبحت المعيشة أكل اليوم باليوم والكل أصبح يعاني سواء كان بالداخل او بالخارج ورغم ذلك الضغط الممارس علي المواطن العادي فإن حالات السرقة والرشوة وبيع الوطن ودوران فلوس البلد في جيوب الحزبيين وتجار الحزب لا زالت هي الحالة العامة في البلاد . من أسوأ مافعلته الإنقاذ هو إحياء روح القبلية والعنصرية وتحطيم ذلك التجانس الذي كان يعيشه السودان من ترابط بين مكونات المجتمع المتنوعة والمختلفة وسياسة الإقصاء علي اساس العرق واللون وما أن تجلس في أي مجلس ويتم سؤالك عن القبيلة والجنس وهذا الجانب كسر كل التعاملات والإختلاط التي عاشها السودان .
أما جانب المعارضة لو حاولنا أن نقول عنها شئ فهي في الحقيقة ذلك الجانب المظلم من المجتمع السوداني الذي أفرزته تلك المرحلة ليكون المكواة التي تكوي بها جنوبنا وظهورنا وبمجرد إحساس بسيط لا قدر الله أن يكون عرمان ومجموعته هي السلطة في السودان أشعر برهبة كبيرة وإحساس بالألم لذلك الوطن الذي وقف فيه المواطن حائرا بين المطرقة والسندان ، اليوم المواطن السوداني يقف حائرا خائفا ومرتعبا وهو يشاهد المذابح التي ترتكب من حولنا في جنوب السودان وإفريقيا الوسطي وكل مكان توجد فيه مجموعات عرقية متنوعة تحاول كل مجموعة فرض رؤيتها بالقتل علي الجهة الأخري فالسعيد من إتعظ بغيره ، الرؤية ضبابية بشكل كثيف والوضع مرتبك وحجم التدخلات في الشأن السوداني بوجود مجموعات تكون مطية لهذه التدخلات يصيبنا بالرعب لذلك فإن خيار المعارضة هو الإنتحار بذاته ولذلك اكرر وأطلب أن يكون الجيش هو صمام الأمان وأن لا ندع مجالا للشك في تقوية الجيش ومنع تدخل السياسيين في شئونه وأن يكون ذلك الجيش الوطني لأن الذي يحصل في إثيوبيا من مفاوضات هو تكرار لتجربة نيفاشا وأتمني من الحكومة أن تترك إعتماد الآحادية في تلك المفاوضات ، يجب إرجاء تلك المفاوضات حتي ترتيب التفاوض الداخلي ورتق النسيج الداخلي وبعدها أن تأخذ الحكومة معها تلك الأحزاب لتتحمل معها المسئولية لأننا تعودنا من النظام تحت الضغط يتنازل عن كثير من الثوابت وهذا ماحصل في إنفصال الجنوب بتلك الإتفاقية القاتلة وأن يستمر الجيش في محاولة كسر شوكة التمرد وإسقاط كاودا مهما كلف الأمر وأن لا يقبل بشروط مفخخة كما حصل سابقا وأي شئ يجب دراسته بشكل جيد قبل الموافقة عليه لأن الشعب السوداني طال إنتظاره وهو يقف تحت حر الشمس والهجير بين حكومة ومعارضة .


هاشم محمد علي احمد