الإنقاذ.. زمانه ولآ../حسن الطيب

الإنقاذ.. زمانه ولآ../حسن الطيب


02-11-2014, 06:20 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1392139250&rn=0


Post: #1
Title: الإنقاذ.. زمانه ولآ../حسن الطيب
Author: حسن على شريف
Date: 02-11-2014, 06:20 PM

تصدر الحركة الإسلامية للعمل السياسي بعد فترة غياب طويل في السودان، جعلها لا يميز بعض العلماء والدعاة بين وظيفتهم الدينية في التبليغ والدعوة والتعليم والفتوي وبين الوظيفة السياسية التي تتطلب اختصاصاً وعلماً إضافيًّا أوسع وأشمل من العلوم الشرعية.
فلذلك، ربطوا في أذهانهم وتصوراتهم بين مكانتهم المرجعية للأمة وبين السلطة السياسية.
وهذا، ما جعل الكثيرون من شباب الحركة اليوم يشكون فقدان المرجعية القيادية، السياسية والفقهية لحد ما، التى تجسد الكاريزما في القيادة، وتفتح أحضانها لاستقبال المريدين والمتقدمين بطلباتهم وشكاواهم وخواطرهم واقتراحاتهم في رحمة من لين الجانب وقوة القيادة والثبات على المبادئ .
لذلك أصبح الأخوان اليوم، كما كتب سعادة (السفير/ أحمد التجاني صالح أبو بكر .. وهو من رواد الحركة الإسلامية السودانية ).، مسبحة انقطع خيطها وتناثرت حباتها كأشلاء الجسد الذى مزقته شظايا قنابل السلطة ورصاصات الرشاشات المطلبية لهم ولغيرهم في أضابير المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص وسجون المنتظرين وأصحاب الشيكات بلا أرصدة في كل من كوبر وأمدرمان والذين يوما ما بلغت جملتهم قرابة الثلاثمائة سجين ومحتبس/حراسات منهم قرابة مائتى إنقاذى ملتزم ومؤيد ولا حياة لمن تنادى للمعسرين منهم.
ففقدان المؤسسية الشورية والدستورية الملزمة للحركة والتنظيم والتى كانت تمثل القيادة الحقيقية للعمل الحركى، تخطيطاً ومنهجاً، فكراً وقيادة، تنفيذاً ورجالا يمثلون المكتب التنفيذي وهم منتخبون من تلك المؤسسية الشورية "مجلس الشورى" والذي ينوب عن المؤتمر العام في تنفيذ ومتابعة تنفيذ قرارت المؤتمر العام.
ففقدانها أى الشورى وتعطيلها يعتبر أكبر نقطة خطأ في مسيرة الحركة وتاريخها،وأن تحل الحركة مجلس شوراها لينفرد بالقيادة شخص ومستشارون ومن بعد تؤول القيادة إلى شخصين يمثلون الشراء المتشاكسين وتسقط الحركة بين الكرسيين طموحاتها ومأمولاتها ومبتغياتها وكرسى السلطة ويضيع لها رأس الخيط في الماء وتصبح في دوار وعندما تفيق منه تجد نفسها محاصرة، من هى؟ وإلى أين تسير؟ ومن يقودها وإلى أين تنقاد؟.
وفي هذا التيه والغفلة من المتاهات، يعرج بل يقفز بالزانة إلى السلطة أشخاص ومحاسيب مقربون، منهم الطامعون ومنهم الجهلاء ومنهم ذوو الطمع والغرض، ومنهم المندسون وقليل منهم الخلصاء والمخلصون، وفي هذا الزخم ينجح بعض المقربين والمندسين في تصوير لوحات زاهية لأنفسهم وداكنة لغيرهم وهم يعلمون أن كيدهم هذا يرتد إليهم في صدورهم أو في عائلاتهم من الأهل والأبناء وحقاً "ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله" وصدقاً "وخاب كل جبار عنيد" صدق الله العظيم.
وبناءاً علي ذلك أنكشف دور النظام السلطوي وفشل المعارضة وعجزها عن دحره ، لأن المعارضة منذ الاستعمار وللحظه مازالت تعيش في خلافات او كما قيل في كتب التاريخ .
ان خروجنا المجيد من قبضة الاستعمار قبل ثمانية وخمسين عاما كان هو اوان الوثبة كان خروجا سابقا علي كل بلد افريقي مستعمر جنوب الصحراء ...بقيت احابيل تركها الاستعمار ليس في طريقنا ولكن في حياتنا السياسية والثقافية وقد تجاهلناها ليس عمدا ولكن نشوة الاستقلال اولا ثم ادارة مجتمعنا من بعد صرفنا عن مزاوجة الثقافي الروحي بالسياسي العملي في تطوير وحدتنا المجتمعية الوطنية ثم تفجرت عواقب هذه الاحابيل وصار التعامل الاسعافي معها صارفا عن تدبر مآلاتها .وإستلهام إرثنا السوداني في تجنب ويلاتها إن الاوبة إلى الاحتفاء بشخصية سودانية أصيلة وقديمة عاشت قبل الاستعمار قرونا ، وتحته زمنا هي الصواب المعدول عنه منذ بداية القرن الماضي ، إن التنوع والتمازج يجب ألا تكون شعارات غير مُسَتشَعرة ، لأنها لو ظلت كذلك فلن تعدو أن تكون أحابيل مثل التي بثها الاستعمار في حياة أمتنا وليست هي مناقضة لوحدة الأمة .... وجودنا في أفريقيا جزءا اصيلا منها لا ينافي وجودنا في كلّ عربيّ أفريقيّ وغير أفريقيّ، والإقبال على أحدهما بإستثناء الآخر عقوق ، والزهو بأحدهما دون الآخر غرور ، والانتفاع بأحدهما دون الاخر حماقة.
وللاسف واقع مرير نعيشه حتي اليوم