خطاب الرئيس، لغة ومعنى خالد عثمان

خطاب الرئيس، لغة ومعنى خالد عثمان


01-29-2014, 04:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1391007652&rn=0


Post: #1
Title: خطاب الرئيس، لغة ومعنى خالد عثمان
Author: خالد عثمان
Date: 01-29-2014, 04:00 PM

خطاب الرئيس، لغة ومعنى
خالد عثمان
بالرغم من كثرة الكتابات الا ان هذه السانحة لاتفوت لان ما يحدث هو استهتار بالشعب السوداني ويعكس عدم جدية هذا النظام في التخلي عن السلطة المغتصية لربع قرن من الزمان.بدأ الرئيس خطابه بالاعتذار لتأخر الوثبة بسبب انفصال الجنوب وبحسب الخطاب فان السيد الرئيس كان ينتظر ان يثب معنا الاخوة الجنوبيين واعتذر مرة اخرى لعدم عدم انخراط مفاوضي الجنوب في مفاوضات منتجة ليصبح تأخر الوثبة تسعة أعوام كاملة ، ويعود الرئيس ليحسب مرة أخرى التهيؤ للثوب ب16 عاما ،وهنا نضيع معه في الحساب أهي تسع أم ستة عشر ، بعدها بدأ السيد الرئيس في استخدام الكلمات العالية ومعظمها يدور حول الوثبة مثلاً ( تقبض أعضاء الجسم الوطني ) قد تعني عدة أشياء فحسب القاموس نجد التالي:-
تَقَبَّضَ الشيءُ : تجمَّعَ مُنقبضًا و تَقَبَّضَ الأسدُ : تجمَّع واستعدَّ للوثوبِ و تَقَبَّضَ الجلْدُ : تَشَنَّجَ وتَخَشَّنَ و تَقَبَّضَ فلانٌ على الأمر : عكف و تَقَبَّضَ عنه : انقبض .
ومن حق الشعب السوداني ان يعرف ماذا يعني السيد الرئيس !!!
ومضى الرئيس في استخدام الجمل و الكلمات الغريبة من شاكلة (طاقة غير مسددة) و (على خيار الإنطلاق في عالم غير مثالي)، (غير منتحل أو مستوهب من الاباعد أو موروث عن كلالةٍ ) (هو عمد غيرُ سهل) وهذه الجملة بالذات ليس لديها معنى ، أما غاية الركاكة فكان في جملة (إستفراغ الطاقة) فكلمة استفراغ غريبة جداً على هذه الجملة
والصحيح هو تفريغ الطاقة ،
وحسب القاموس نجد ان كلمة تَفْريغ : مصدرها فرَّغَ .

التَّفريغ الكهربائيّ : زوال الشُّحنة عن موصل مشحون . مرور تيَّار كهربائيّ خلال غاز .
التَّفريغ التَّوهجيّ: التفريغ الكهربائيّ في أنبوب مفرَّغ
تشغيل بالتَّفريغ الكهربائيّ : تشغيل يتمّ بإزالة جُسَيْمات معدنيّة من المشغولات بواسطة شرارة كهربائيّة تُولَّد في مائع عازل .
اما الاستفراغ فهو الإرجاع من البطن لعلة
أما بيت القصيد في الخطاب فكانت هي المحاور الاربعة التي ذكرها الرئيس :-
أولا السلام، ثانيا : المجتمع السياسي الحر، ثالثا: الفقر ورابعاً إنعاش الهوية السودانية التاريخية. اما فيما يخص السلام فقد قرنه الرئيس بمبدأ عقدي فكري ولكن لم يوضح أي عقدية أو منهج أو توجه.
وفيما المجتمع السياسي الحري فحسب خطاب الرئيس فهو يخضع لحكم المشروطية التي لانعرف ما هي ولا نعرف كيف يكون الشعب متصرفاً في شأنه الوطني بالحرية في ظل المشروطية . اما الثالث فهو سهل ومفهوم مع عدم صدق الرئيس اذ ذكر بأن مستوي المعيشة الراهن( الذي نتطلع جميعا الناس والحزب لتجاوزه لا يقارن بمستويات عقود سالفة ) وهذا غير صحيح.
ولكن يلتبس علينا الرابع فانعاش هوية السودان التاريخية يعني الرجوع الي عصر بعانخي وتهراقا ، اي الي ما قبل الممالك المسيحية والاسلام هل فعلا يعني السيد الرئيس ذلك؟ وهل يقبل ان يعود الشعب السوداني لعبادة الإله رع أو آمون أو الشمس.
أجمل ما في الخطاب هو الاعتراف بوجود حرب أهلية وأعطائها الاولية في برنامج الوثبة ولكنه يعود ليطلب من القوى السياسية والناشطون والفاعلون في الحياة العامة الاهتمام بذلك الأمر وفي إمكان السيد الرئيس حسم ذلك الأمر بسرعة ولكن بتوقف ليقحم الركيزة الايديو لوجية كشرط لاحلال السلام اذا يشترط عدم التفريط في حق الشعب ، ويعود الكلام في هذه النقطة ليصبح غير واضح المعالم على الاطلاق ولايفهم منه أي شيء (وفي هذا تحرير لمفهوم الحرب العادلة) ، هل هناك حرب عادلة يا سيادة الرئيس .
ونعود مرة أخرى في نهاية الي الكلمات الغريبة الشاذة مثل (الأندغام) ليطرح السيد الرئيس نفسه كمثقف يتلاعب باللغة العربية ليثبت للشعب السوداني ان بالمؤتمر الوطني فلاسفة ومفكرون بوزن أعلى من شيخ علي ودكتور غازي .
هذا الخطاب غلطة تارخية ولغوية ويحتاج الي ترجمة شعبية وتفسير من الشخص الذي كتبه والذي قراءه وكل من أشاد بهذه اللغة التي يزعمون بانها رفيعة.