اللغة العربية اسرار وحكايات(6) (الدال حرف للتصغير والانبثاق والإضافة) * بقلم : الفاتح السيد

مازلنا نتحدث عن أسرار اللغة العربية تراكيبها وجملها وألفاظها واحرفها ويندهش المركز كثيراً عندما يتناول مسألة ذات صلة بهذه الأبعاد ويجد فيها المرء الجميل والممتع، وتحدثنا عن حروف الباء والفاء، والميم، الحاء والراء. واكتشفنا الصفات التي تميز هذه الأحرف والمعاني التي تحيط بها واليوم سنركز الحديث عن حرف آخر هو حرف الدال هذا الحرف الذي يرمز دائماً إلى الصغر والقلة والإنبثاق والإضافة ويرتبط حرف الدال بالإنسان ارتباطاً وثيقاً من لدن اسم سيدنا آدم وإلى أجدادنا وابناءنا( جد) ( ولد)، هل هذه الصفات حقاً ترتبط بهذا الحرف العجيب.
ولنبدأ باسم ابو البشرية آدم عليه السلام فاسمه قديم( رباني) اقدم من اللغة العربية نفسها (وعلم آدم الأسماء كلها) وبما أن الحرف قديم في اللغة القديمة تعني الجزء أو الطرف أو الجرف أو الإضافة ونحن نقول في السودان للجرف( عد) أو ( إد) ونعني به الأرض خارج البحر أو النهر وآدم لأنه انبثاقي رباني وحرف( أ) وتعني باللغة القديمة هو و( الدال) تعني انبثاقي من ربنا ( والميم) تعني إنسان فكلمة آدم تعني الإنسان الذي خلقه الله أو ( من الله) إذاً فإن الدال هنا في آدم انبثاقية أما الدال في كلمة ( ولد) فتعني أيضاً الجزء بإعتبار أن الابن يخرج من الأب فالدال هنا للتصغير أما حرف الدال في الاسم(جد) فتعني أنه الشخص الذي يخرج منه الأب وأيضاً هي دال انبثاقية أو خروج ولنأتي لكلمة مثل (فرد) فإنها تفيد التصغير والصغر أيضاً حيث أن الفرد ليس بالجماعة وإنما جزء منها. وكلمة مثل جرد حرف الدال في آخرها تعني التصغير أيضاً فهي تعني أن تقوم بعد الأشياء الواحد تلو الآخر وكلمة مثل عدد يوجد فيها حرف الدال تفيد الصغر أيضاً، وعندما نقول لإنسان عاد أي أنه خرج من مكان إلى مكان، وكلمة مثل شاد أي بنى طوبه أثر طوبه، كلمة نادي هو المكان الذي يتداعى له الناس فرداً فرداً.
فإنك تعد الواحد تلو الآخر وكلمة مثل خد تفيد ا لحديث عن الجزء البارز من الوجه وكلمة مثل يد تعني الجزء الخارج من الجسم، كلمة مثل حد تعني الثبات في الشيء وعدم الخروج منه ولا يعني إطلاق الشيء وإنما هو جزء منه، وفعل مثل شرد يفيد الخروج والذهاب بعيداً وفعل مثل دمج يعني إضافة شيء إلى شيء فحرف الدال يعني هنا الإضافة وفعل مثل هد تعني أزال الشيء جزءاً جزءاً وكلمة مثل مد تعني اعطاء جزء من المال أو الشيء وكلمتين مثل دحر وصد تعنيان مواجهة الخصم مرة أو مرات ولكن ليس دائماً وذلك بهدف ابعاد هذا الخصم والتغلب عليه. إذاً فإن حرف الدال حرف يفيد التصغير والانبثاق والخروج والإضافة ويرتبط بنا من لدن آدم إلى ابناءنا وأولادنا( ولد). ولاننسى أن نقول أن الله واحد أحد أي لا ثاني له وهنا حرف الدال يفيد الاستثناء ولم يلد ولم يولد وهو أيضاً الصمد وهذا وحده يكفي للحديث عن هذا الحرف الجميل.