خفايا الصراع التشادي الفرنسي في المنطقة وتشاد أصبحت وحيدة تصارع التيار!! محمد علي كلياني/ باريس

خفايا الصراع التشادي الفرنسي في المنطقة وتشاد أصبحت وحيدة تصارع التيار!! محمد علي كلياني/ باريس


01-08-2014, 07:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1389204126&rn=0


Post: #1
Title: خفايا الصراع التشادي الفرنسي في المنطقة وتشاد أصبحت وحيدة تصارع التيار!! محمد علي كلياني/ باريس
Author: محمد علي كلياني
Date: 01-08-2014, 07:02 PM

بدأت تظهر تجليات خفايا هذا الصراع بين البلدين من خلال الكثير من الاحداث في المنطقة، وانعكاسات ابعاده على العلاقة بين انجمينا وباريس منذ فترة طويلة، بدأت القصة بقضية المنظمة الفرنسية(ARCHE DE ZOE)عام 2007م، – عهد الرئيس السابق ساركوزي-، مرورا بمطالبة باريس الكشف عن ملابسات اغتيال المعارض السياسي محمد صالح ابن عمر- عضو الحزب الاشتراكي الفرنسي- ولكن في ذلك كله،ترى باريس ان توفر مصادر البترول لانجمينا جعلتها لعب دور اقليمي خارج نطاق الفلك الفرنسي التقليدي في افريقيا، وظلت اصوات المشاكسات السياسية تعلو وتنخفض بين باريس وانجمينا في كل ازمة افريقية، واذكر ان الرئيس الحالي هولاند، قال من قبل في ازمة المنظمة(ARCHE DE ZOE)منقداً سياسية غريمه ساركوزي:(أن الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس ساركوزي الي تشاد لإنقاذ الموقف كانت خطأً دبلوماسياً كبيراً، وهي تعطي إشارة سالبة على صعيد سياسة فرنسا الخارجية تجاه أفريقيا)، - اقرء مقال: لماذا عادت قضية المنظمة الفرنسية على السطح مجدداً-، ويُقال ان الرئيس ساركوزي عندما سافر الى تشاد لاحضار رعاياه الفرنسيين المقبوض عليهم بانجمينا في قضية- آرش دي زويه-، قد اتفق مع انجمينا مقابل ذلك تخفيف عبء الضغط الدولي على نظام دبي حول قضايا كثيرة، منها اغتيال ابن عمر محمد صالح زعيم حزب العدالة والديمقراطية الذي تمت تصفيته في احداث 2فبراير عام 2008م، ومن هنا، سهل جداً رؤية مشاهد هذه المشاكسة بين العاصتمين من خلال الحملة العسكرية التي قادتها باريس للتخلص من نظام القذافي عام2011، فلم تجد انجمينا بُداً من التدخل العسكري عكس تيار الحملة الدولية -مساندة كتائب القذافي بطريقة او باخرى-، وان الفرنسيين هم الذين كشفوا حقيقة المرتزقة من افريقيا في مدينة البريقة الليبية، وبعدها بشهور ساءت العلاقة بين باريس وانجمينا، ووصل الامر الى درجة ألغاء باريس زيارة دبي اليها عدة مرات،- اقرء مقال تدهور العلاقات الفرنسية التشادية-،.. وبعد تسويات، وتسويات هشة، ذهبت القوات التشادية الى مالي كنوعاً من تطييب للخاطر الفرنسي، وطياً لازمة الملف الليبيي تحت عنوان مكافحة الارهاب، وفي مالي حدثت ايضاً اشكالية كبيرة، وهي ان بعضاً من وحدات الجيش التشادي انسحبت من مالي دون اشعار القوات الاممية هناك، وتقول الرواية الرسمية ان السبب يعود الى متأخرات مرتبات الجيش التشادي من قبل الامم المتحدة، رغم ان تشاد صرفت في حرب مالي اكثر من مائة مليون دولار - ان لم تكن تلك فاتورة مبدئية مؤجلة الدفع تطالب بها انجمينا بعد نهاية الحرب-!، هذا بالاضافة الى ارتفاع عدد القتلى من جنودها مع مرور كل يوم هناك،!،..
وبمجيئ الرئيس هولاند الى سدة الحكم في الاليزيه، فلم ينطق بكلمة واحدة تجاه الشان التشادي، رغم الضجيج الذي اثارته انجمينا خلال مؤتمر الفرنكوفونية في كنشاسا، لان الرئيس دبي لم يشارك فيه نكاية بالموقف الفرنسي- الغاء زيارات الرسمية-، ولكن باريس تركت الامر كله في يد الاعلام الفرنسي ليعلق على الاحداث بين العاصمتين، وما اراك بالاعلام الفرنسي،! .. ان موقف الحزب الاشتراكي في قضية تشاد والمنظمة الفرنسية كان واضحاً مذ بداية الازمة بين البلدين وقبل وصوله سدة الحكم، ونذكر في قمة الفرنكوفونية في كنشاسا، والتي لم يحضرها دبي بسبب السجال والصراع التشادي الفرنسي الخفي في افريقيا، حيث عللت الرئاسة التشادية في بيان رسمي لها بان عدم حضور الرئيس دبي للقمة كان يعود لارتباطه المسبق لحضور احتفالات العيد الوطني لغينيا الاستوائية!!، بينما في ذات الوقت قام الاعلام التشادي الموالي بشن حملة ضد باريس لعدم قبولها زيارة دبي، وتلك وكانت ايضاً العوبة اطفال انجمينا الصغار- ادريس دبي دحروا فرانس-،!، على اعتبار ان الموقف الفرنسي تجاه تشاد يحسب له الف حساب على صعيد السياسة التشادية الداخلية ويتعاطى معه كل عامة الشعب التشادي بقطاعاته المختلفة السياسية والمدنية والعسكرية!، لان الحزب الاشتراكي الحاكم كان موقفه واضح حول القضية التشادية الذي يتهرب دبي من مناقشتها مع اي كائن كان-، وهو امر جوهري بالنسبة لباريس لخلق التوازن السياسي في تشاد وافريقيا المركزية، ونشير الى واقعة اخرى سياسية وقضائية بين البلدين، فقد خاطب وزير العدل التشادي- ذو الجنسية الفرنسية-، رسمياً البرلمان الفرنسي يدعوه فيها الى الكف عن مناقشة الشان التشادي الداخلي في جلساته!، وبعث الوزير برسالة غير مالوفة للفرنسيين، فقد علق عليها احد المراقبين قائلا:(هذا الخطاب تعدى الاطر الدبلوماسية المعتادة-اي ان الخطاب أرسله الوزير التشادي من مكتبه والى البرلمان الفرنسي رأساً-)!، وفي ذاك الوقت استقبل البرلمان الفرنسي ابناء الراحل ابن عمر محمد صالح في جلسة برلمانية رسمية ازعجت انجمينا ايما ازعاج، وللمعلومة، ان ابن عمر هو بروفيسير رياضيات يدرس في الجامعات الفرنسية، وخلد اسمه بقسم الرياضايات في جامعة(أوليان)-اقليم الوسط الفرنسي-، وهو ينتمي سياسيا الى الاشتراكية الفرنسية العالمية في افريقيا، وان اغتياله يشكل تهديداً لسياسة الاشتراكيين وانتقاماً سياسيا من احد رموز واركان قواعدهم الفكرية في القارة، وهكذا جاءت الخلافات والمعادلات السياسية صاخبة بين انجمينا وباريس خلال حكم الاشتراكيين وتزداد نبراتها مع بروز اية ازمة اخرى في المنطقة، منذ اعتلاء الاشراكيون الحكم، وكمغازلة سياسية، طالب الاشتراكيون من انجمينا توضيحاً حول ملابسات اغتيال البروف ابن عمر، ولكن انجمينا غير مستعدة للاجابة على ذلك البتة،- والفرنسيون لهم معلومات مؤكدة حول الامر-، لان تشاد ومعلوماتها تحت التحكم والسيطرة-، ولكن الاشتراكيون ليسوا مستعجلين لكشف الورق كله،- وما اكثر الذين يقدمون المعلومات الى باريس في تشاد-،.

ولكي نرى حجم التناقض الكبير بين البلدين، فقد ذهب هذا الصراع الخفي بين باريس وانجمينا من ليبيا ومالي وافريقيا الوسطى الى داخل اروقة مجلس الامن الدولي، وكون تشاد عضو جديد في المجلس ارادت ان تدلي بدولوها!، فقد طالبت باريس من الامم المتحدة ارسال قوات اممية الي افريقيا الوسطى لحفظ السلام هناك، فوافق اغلب الاعضاء، بينما انفرد المندوب التشادي في مجلس الامن بالاعتراض على ارسال قوات اممية الى بانغي، وطالب باعطاء القوات الافريقية فرصة!، وطرح للمجلس مبادرة جديدة للحل في بانغي، وذلك بعقد قمة افريقية في انجمينا لمناقشة الاوضاع،..ها..!!، وان قُرر لهذه القمة ان تنعقد، فهي القمة الرابعة حول ازمة افريقيا الوسطى في انجمينا ولم تحل اية مشلكلة في ذاك البلد الصغير والغني، لان الرؤى التشادية وكما اسلفنا في عدة مقالات، انها لاتتخطى الهاجس الامني في الحدود القريبة من مناطق النفط التشادي في الجنوب ومحاصرة قيام اية ثورة تشادية في هذه الحدود- مربط الفرس- ، ولذلك ياتي الدور التشادي في ازمة بانغي ناقصاً على الدوائم، وهذا ما يفسره المراقبون الدوليون بان دور انجمينا هناك غير محايد تماماً وتحوم حوله شكوك كبيرة!!،.. وهذه السياسة جعلت تشاد هذه الايام وحيدة تصارع المستحيل في وسط عباب من المصاعب السياسية والامنية التي تحيط بها من كل الاتجاهات- تيارات دولية متعاكسة-..، ونختتم بعبارة شهيرة لوزير الخارجية الاسبق برنارد كوشنير ادلى بها للتلفزة الفرنسية أمس الاول، قائلاً:(ان حقول الالماس في افريقيا الوسطى هي حالياً تحت حماية الجيش الفرنسي)!!،،