ليت "كمبي" يغني مُجدداً ... نحميا إبراهيم شالوكا

ليت "كمبي" يغني مُجدداً ... نحميا إبراهيم شالوكا


01-08-2014, 05:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1389198942&rn=1


Post: #1
Title: ليت "كمبي" يغني مُجدداً ... نحميا إبراهيم شالوكا
Author: نحميا إبراهيم شالوكا
Date: 01-08-2014, 05:35 PM
Parent: #0

كمبي الذي اقصده في العنوان أعلاه هو الفنان الجنوبي المشهور إيمانويل كمبي، والذين لا يعرفونه, هو احد مبدعي جنوب السودان ويتفرد بان أغانيه ليست كسائر الفنانين بل تغني الرجل بضمير حيّ للثورة في التسعينيات وللقضايا التي تهم المجتمع ومشاكله الاساسية سعياً لإيجاد حلول، حيث اثري الساحة الفنية في الخرطوم في وقت مضى وبسبب أغانيه الثورية الداعمة للكفاح المسلح بقيادة الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان تعرض لمضايقات من السلطات الأمنية في الخرطوم فاضطر لمغادرة السودان الي الولايات المتحدة الامريكية التي استمر فيها بالغناء للثورة والمهمشين، ومن منا لا يذكر "يا كمورد كان أنتا جاي كان تجيبو لينا قان" التي كانت تحرك الروح و الشعور الثوري تلقائيا، واستمر هذا المبدع يتغني بالاجمل فبعد توقيع اتفاقية السلام الشامل and#1634;and#1632;and#1632;and#1637;م عاد مجدداً ليملأ سماء كل من الخرطوم و جوبا بأغانيه الرائعة المبشرة بالسلام والأمل "سلام جاء شمس طلع خلاص أنا تاني ما بكورك، أمسكوه قوى ما تلعبو بيه" وحين رحل القائد والمفكر د. جون قرنق رثاه بأغنية معبرة ومشجعة بان المشروع ثابت وفكره سيظل باقياً "Dr. John Garang Still A Live" ولان التوجس والخوف من المستقبل المجهول كان قد انتاب الكثيرين عقب رحيل دكتور جون نسبة لصعوبة وحساسية المرحلة، تغني مشجعاً الجميع و بصفة أخص رفاق قرنق في النضال بأغنيته المعبرة "نينا كلو في مركب واحد ماشين لي قدام" الي المقطع الذي يختم فيه أغنيته بـ"نينا بوقف بي جنبك نرفع يدك فوق، نينا بمشي معاك going to the promise land" ويقصد بمن سيوقف معه او بالأحرى العمل معه القائد سلفاكير رئيس جمهورية جنوب السودان ولسان الواعد في الاغنية هو الشعب الجنوبي عموماً وبصوره أخص رفاقه في قيادة الحركة الشعبية حينها و جنوب السودان،، ولكن شيءٌ ما حدث و خلل ما أدي الي هذه الوضع المزري وان استمر سيقود الجنوب الي مستقبل مظلم ومجهول وهو ما يجعلني أطالب بان يتغني "كمبي" مجدداً، فان كان قد توقف بوصول الجميع الي ارض الميعاد اي دولة مستقلة كاملة السيادة فقد وصلوا بالفعل، ولكن كمبي توقف هنا وتوقف كل شي وأجد ان الكثير من الساسة في الجنوب توقفوا معه أيضاً، حيث تجلى الامر في الكثير من التصرفات الغريبة مما يوضح فقدان بعضهم البوصة وأصبحت الروية ضبابية للبعض فعمد البعض تناسي المشروع والهدف الأساسي الذي قاتلوا من اجله ربع قرن من الزمان، سؤالي لهم ، وبالأحرى لجميع أطراف الصراع الان ما هي الرسالة التي ترسلونها للشهداء ابتداء من القائد و الأب الروحي للحركة الشعبية {دكتور جون قرنق مروراً بكل من، سترينو لاهور، صموءيل قاي توت، وليم نون، كلمنت بورو، كاربينو كوانين على بتلا، أقري جادين، جوزيف أدي هو، فرلناندو قوري ولعشرات الآلاف الذين ضحو بحياتهم في سبيل حرية وكرامة ورفاهية شعب الجنوب ؟؟؟} فإذا كان البعض قد وصل بالفعل وحقق ما كان يحلم به فان هناك الملايين من البسطاء الذين أكتوا بنار الحرب لأكثر من ربع قرن من الزمان وتحملوا كل مراراتها لانها كانت من اجل هدف سامي هو الحرية فما هو السبب المقنع لهذه الحرب الدائرة الان؟ فإذا تغني كمبي كما أتمنى فليدرك الجميع انهم ما زالوا في مركب واحد ولعدم إغراقه يجب ان يعمل الجميع بروح متسامية تقود الي مصالحة وطنية شاملة فرغم ان الجرح الان عميق ولكن يمكن ان يعالج بان يجد الجميع رؤية وطنية شاملة تحافظ علي مسيرة المركب وتصحح مسار الدولة الوليدة والرفق بهذا الشعب الصبور الذي يود ان ينعم بالسلام لا اكثر، وإلا قد يغني "كمبي" قائلا " أنا قالي كفارة لي سياسة!" وهذا ما لا أرجوه، وليت كمبي يغني مجدداً ... !!