نرفع راية استقلالنا برفع انتاجنا!؟ بقلم: د. محي الدين تيتاوي

بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم: د. محي الدين تيتاوي
نرفع راية استقلالنا برفع انتاجنا!؟
اليوم نرفع راية استقلالنا.. نعم نرفع الراية ونحتفي بهذا اليوم الذي تحررنا فيه من عبودية الاستعمار الذي غزا بلادنا عنوة وتآمراً لاستنزاف مواردنا وتحويلها إلى بنى تحتية ودعم لاقتصاده وعلينا ألا نكتفي بالعلم الذي احتل موقعه على سارية القصر الجمهوري الذي كان قصراً للمستعمر.. وإنما يتوجب علينا ابناء السودان من جيل التضحيات والأجيال التالية إن نستوعب الدروس ونستلهم العبر ونعمل على تنظيم أنفسنا وإبراز قدرتنا على أن نحكم أنفسنا بأنفسنا.. وأن نتعاهد على الحفاظ على أرضنا ووطننا وأن نحمي اقتصادنا من التخريب والتهريب وأن نضاعف جهودنا في الانتاج والانتاجية.. وأن نعتمد بعد الله على قدراتنا وما وهبنا الله من كنوز زاخرة لا تنفذ ارض واسعة قصية.. مياه لا تتوقف في جريانها.. أمطار سنوية ثروات ينبغي علينا أن نشكر الله عليها ليلاً ونهاراً وعلى جنوبنا وفي كل لحظة.
شاهدنا جميعاً ما بشرنا به وزير الزراعة السابق فيما يتصل بإنتاج القطن الممحور وراثياً وانتاجيته العالية وقلة تكاليف انتاجه.. ورأينا المزارعين وهم يتسلمون الملايين قيمة انتاجيتهم من القطن الذي بشرنا به المتعافي.. وعلينا أن نمضي على الطريقة ونزيد المساحات المزروعة من هذا النوع من القطن الذي لا يحتاج إلى الرش المكلف.. وعلينا أن نملأ الترع بالمياه حتى لا يعاني أي مزارع من نقص المياه أو انقطاعها في منتصف الموسم.. ونحن نعلم أن المزارع المرتبط بالأرض إذا احترقت زراعته في منتصف الطريق أفضل له أن يموت ولا يشاهد زراعته تحترق وآماله تتلاشى بسبب العطش.
ولا سبيل لنا أن نستفيق من الاستقلال إلا إذا تحررنا من العقبات والعقابيل التي وضعها له المستعمر ورحل مطمناً وهو يعلم أنه سوف يحصد نتاج تلك العقابيل فيما بعد، لا بد أن يحرص المواطن قبل الحكومة على جماية منتجه، ويتحرك ويطالب، لا أن يجلس وينتظر أن تنزل عليه الحومات الزراعية، المسئولية مشتركة والوطن وطننا جميعاً والفائدة تعمنا جميعاً.. ولذا فإن أمر احياء مشروع الجزيرة يتم هكذا ولن يتم بأي اسلوب آخر.. وعلى الحكومة كذلك دعم الزراعة والمزارعين لكي يتحقق الانتاج .. أجدادنا في السابق اضطروا لاختراع الترس ( الساقية) لرفع المياه من النيل لري الأرض وانتاج ما يحتاجونه من أغذية.. واليوم ونحن في عصر التكنولوجيا والسدود لا بد لنا أن نستفيد لأقصى درجة من التقنيات في نهر النيل والشمالية أراضي زراعية لا تحتاج لأن نستجدي المستثمرين ليأتوا بأموالهم.. وغذا توفرت المياه من السد.. والكهرباء فإن ذلك كفيل بأن نستزرع ارضنا وننتج سلعنا ونكتفي ذاتياً ونصدر الفائض ولا علينا أن نكون سلة لغذاء أناس لا يريدون أن يساعدوا أنفسهم بأموالهم وامكانياتهم ورغم كل التسهيلات التي تمنحها لهم.