عينهم في الفيل يطعنوا في ضله حسين الزبير

عينهم في الفيل يطعنوا في ضله حسين الزبير


12-22-2013, 08:10 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1387696247&rn=0


Post: #1
Title: عينهم في الفيل يطعنوا في ضله حسين الزبير
Author: حسين الزبير
Date: 12-22-2013, 08:10 AM

عينهم في الفيل يطعنوا في ضله
حسين الزبير

ارجو التمعن في النص التالي قبل ان تقرأوا مقالي – و النص منقول من موقع سودانيزاونلاين ، حيث ورد نقلا عن الدكتور عصام احمد البشير في خطبة الجمعة الماضية:

طالب الداعية الإسلامي الدكتور "عصام أحمد البشير" الحكومة والمجتمع السوداني بالتحلي بقرني الاستشعار، ودق أجراس الإنذار لمحاربة الظواهر السالبة في أخلاق الشباب والمجتمع. وقال إن حديث وزير الصحة بولاية الخرطوم عن إلقاء ثلاثة من الأطفال مجهولي الهوية يومياً في الشوارع توجب أن يتعاظم الإحساس للتعامل مع الظواهر الأخلاقية السالبة. وأكد وجود منظمات تعمل في السودان بتخطيط من منظمات أجنبية لأجل إفساد الشباب بسلوك لشبكات بعضها للدعارة وبعضها للاتجار بالبشر وبعضها لتقويض الأمن.
وقال "البشير" خلال خطبة (الجمعة) التي ألقاها متزامنة مع اليوم العالمي للتضامن الإسلامي أمس، إن بعض الدراسات كشفت أن كثيراً من الأطفال اللقطاء يصلون إلى الدور الخاصة بهم بعد (9) أو (10) أشهر من احتفالات رأس السنة والكريسماس. وأضاف (تلك الاحتفالات يحدث فيها من البلاء والشر في صالات مغلقة، وبيوت تختفي فيها الإضاءة، ويلتقي فيها الجنسان، ويقع فيها من المنكرات ما الله به عليم)، ودعا لضرورة محاربة البطالة والفقر والتسول، مناشداً الجميع بضرورة سد الثغرات، وشدد على ضرورة ترشيد الأغنياء لصرفهم وعدم استفزاز الفقراء بالصرف البذخي على المآتم والأفراح، وعدم تبذير بعض أبناء الأغنياء واستفزازهم للفقراء، مبيناً أن بعض الأسر أصبحت تحاكي النمط الغربي في "الزفة" ويصرفون أموالاً طائلة، وقال إن بعض طلاب الجامعات من الولايات، يعيشون على "البوش" مرة واحدة في اليوم، مبيناً أن وقوع تلك المسغبة مع المظاهر الشاذة لبعض أبناء الغنى والسعة واليسار يستفز الطلاب من أبناء وبنات الولايات ويقودهم للخطيئة والحرام، وأضاف (المسؤولية في ذلك على الجميع).

(1)
زوجتي نجاة حامد مدني الزبير، عملت سكرتيرة للدكتور جميل شاشاتي، كان صاحب مصنع للمنتجات الصيدلانية ، في زمان كان الاستثمار في السودان تماما كالاستثمار في انجلترا. تذكر نجاة تعليقين لدكتور جميل و شريكه: التعليق الاول كان لشريك الدكتور جميل و الذي جاء يوما ليقول له: دكتور جميل يا تشتري نصيبي او حاجيب ليك زول يشاركك. فسأله دكتور جميل: ليه و شغلنا مربح جدا؟ فقال له: بلد يبتدوا يبيعوا فيه الدولار في البرندات ما عندو مستقبل اقتصادي و العاقل من نفد بجلده. التعليق الثاني لدكتور جميل عندما قرر السيد مصطفي عثمان الهادي الغاء الدعارة العلنية و قفل بيوتها بالضبة و المفتاح: "يادوب حيختلط الحابل بالنابل، الدعارة حتجيكم في احيائكم و ربما تصل بيوتكم".
و في الوقت الذي اكتب فيه هذا المقال، يحتدم نقاش صحي و ديمقراطي في وسائل الاعلام المختلفة في كندا، عن حكم المحكمة العليا ببطلان القوانين المقيدة لحرية بنات الليل_ و الذي ارمي اليه ان كل المجتمعات في العالم توجد بها ممارسة اقدم مهن التاريخ، وواجب الدولة تقنين هذه الممارسة و مراقبتها لكي لا ترشح آثارها الي المجتمع. و اظنكم توافقوني اننا في زمان الدعارة المصرحة و المراقبة لم نسمع بلقطاء نتيجة لممارستها ، بل بالعكس كان تندر بعض الاخوة: "انتو نسوان الزقاق ديل ما بيلدن؟!!"
(2)
من اقوال الدكتور عصام : (. وقال إن حديث وزير الصحة بولاية الخرطوم عن إلقاء ثلاثة من الأطفال مجهولي الهوية يومياً في الشوارع توجب أن يتعاظم الإحساس للتعامل مع الظواهر الأخلاقية السالبة. وأكد وجود منظمات تعمل في السودان بتخطيط من منظمات أجنبية لأجل إفساد الشباب بسلوك لشبكات بعضها للدعارة وبعضها للاتجار بالبشر وبعضها لتقويض الأمن.) لا ادري لماذا يعتقد بعض اهل السياسة في السودان ان الاجانب من حولهم، لا شغلة و لا مشغلة لهم غير التربص بنا و التآمر علينا!! و لو عرفوا ان التآمر يكلف وقتا و مالا كثيرا، لعرفوا ان الاجانب لا يلجأوون له الا عند الضرورة القصوي. و لو عرف ساسة السودان ان اهل السودان "كفوا و وفوا" في افساد شبابهم، لما اتهموا الآخرين بذلك. و هذا ما ساشرحه في نهاية المقال. لكنني اوافق الدكتور ان هنالك شبكات للدعارة و الاتجار بالبشر في السودان، و لكن اخالفك الرأي في انها اجنبية ، فهي سودانية بالميلاد و النشأة. اما "بعضها لتقويض الامن" فهذا علمه بالتأكيد عند جهاز امننا المقتدر.
(3)
و يقول الدكتور ايضا: ( إن بعض الدراسات كشفت أن كثيراً من الأطفال اللقطاء يصلون إلى الدور الخاصة بهم بعد (9) أو (10) أشهر من احتفالات رأس السنة والكريسماس. وأضاف (تلك الاحتفالات يحدث فيها من البلاء والشر في صالات مغلقة، وبيوت تختفي فيها الإضاءة، ويلتقي فيها الجنسان، ويقع فيها من المنكرات ما الله به عليم) لا ادري ان كانت هذه الدراسات دراسات حقيقية ، تمت بصورة علمية ام لا، و لكن الواقع في بلادنا اليوم يكذب ما وصلت اليه هذه الدراسات ، فالشباب ليسوا في حاجة الي ظلام يتم مرة في العام ليمارسوا فيه ما شاء لهم من المنكرات!! فالشقق المفروشة علي قفي من يشيل، و العربات المظللة مكان آمن لا حاجة فيه الي اطفاء الانوار، و الرحلات تحت رعاية ابناء الدستوريين بيئة اخري للمنكرات و في احيان كثيرة تكون آمنة جدا !! الذين يسترقون القبلة او اللمسة في الظلام ، رجال يشهد لهم الناس بالتقوي و عندما تفاجؤهم الادارة المركزية بقطع مفاجئ ، يفعلون ذلك لان الاعين لا تراهم، لكن ما ادري هل يعتقدون ان العليم البصير لا يري في الظلام!!
(4)
حال الشباب و ما وصلوا اليه من نقصان العقل و الدين ، و لا نستطيع ان نعمم و نقول جميعهم، و حال المجتمع الذي اصبح فيه البغاء امرا عاديا ، و ان تطفح نتائجه في لقطاء في الشارع، حالة انحراف و تخلخل في المجتمع لم يحدث بين ليلة و ضحاها، بل في جزء مقدر من القرن ، الحساب الزمني لعمر الشعوب. استطيع ان الخص اسباب تدهور القيم و الاخلاق في المجتمع ، و تحول المجتمع الي طبقتين فقط : الاثرياء و الفقراء، في الآتي:
1. مذبحة الصالح العام
2. ما سمي بالتحرير الاقتصادي و ادي الي مجتمع الطبقتين
3. التدهور الذي اصاب التعليم
4. الزيف الذي اصاب القدوة الدينية

1. باسم التمكين ، و باستخدام قانون الصالح العام، فقد عشرات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية مصدر رزقهم ، ليس ذلك فحسب بل امتدت يد هذا القانون الي القوات المسلحة و الشرطة. و هذه المجموعة و الذين يمثلون الطبقة الوسطي في ذاك الزمن الآمن، كانوا ، في رأيي الخاص، العمود الفقري للمجتمع السوداني. تجدهم مع اسرهم الصغيرة في المدن ، و لكنهم كانوا يعولون اسر ممتدة في قراهم في اقاليم السودان. عندما فقد هؤلاء مصدر الرزق ، زحفت كل مآلات الفقر الي نسبة اعتقد انها تفوق ال 80% من المجتمع السوداني، و من هنا جاءت الخلخلة في القيم السودانية التي ظلت تميزنا بين الامم ، و كانت النتيجة ان لفظت هذه الاحياء، التي كان الجار فيها مسؤولا عن ابنة جاره، اللقطاء في الشارع العام.
2. التحرير الاقتصادي متزامنا مع ما حدث للطبقة الوسطي، خلقا مناخا للفساد و الغني الفاحش، و ذلك نتيجة لغياب المؤسسية في الرقابة علي السوق، ثم غياب الرقابة الحكومية علي مؤسسات الدولة ، مما ادي الي ظهور ما يعرف في الاقتصاد و علم الاجتماع بالفساد الشامل (Grand Corruption)، و هنا يفلت العيار، و لن يكون في الامكان ان تطلب من رجل كان فقيرا ، و لم يحلم بان يقتني سيارة ، عندما تأتيه الثروة التي تمكنه من شراء فارهات السيارات ، و يبني العمارات بعدد الزوجات مثني و ثلاث و رباع ، ان لا يدلل ابنه و يسمح له بمصروف يومي في حدود الخمسة آلاف جنيه!! و الذي يحيرني ان معظم هؤلاء كانوا في منتهي التقوي و الوداعة، فتحولوا بسحر المال الحرام الي اناس غرباء، صلة ارحامهم في اطراف المدينة يكابدون الجوع و المسغبة ، و هم لا شأن لهم!! لا حول و لا قوة الابالله – بعدين يا دكتور تحتج علي ما يحدث في ليلة عيد الميلاد!!
3. عندما كلف المستر قريفث بانشاء معهد لتدريب المعلمين، و يكون في الوقت نفسه معهدا لتصميم المقررات الدراسية ، و كتابة المادة المقررة لكل فصل في المرحلتين الاولية و الوسطي، اول ما فكر فيه هذا التريوي هو الاخلاق فقام بتأليف كتاب اسمه اهداف الاخلاق ، بالتعاون مع الاستاذ عبد الرحمن علي طه. و استنادا علي هذا الكتاب حددوا اهداف التعليم في المرحلتين: علي تعليم النشئ العلوم الاساسية التي تعدهم للوظائف الكتابية في الحكومة، لكن بجانب ذلك اهتموا كثيرا بامر الخلق القويم، متمثلا في التعاون و العمل الجماعي ، السلوك المنضبط ، و الحث علي البحث عن المعرفة ، و اعدادهم ليكونوا رسل علم و معرفة في القري التي يدرسوا فيها. و لم يكن تحقيق اهداف الاخلاق ممكنا بالمواد الاكاديمية فقط، كان لا بد من نشاطات اخري تتمثل في الجمعيات ، في مناهج الموسيقي و المسرح، مناهج التربية الريفية و التربية الرياضية، اهمية القراءة و المكتبة مما ادي الي انشاء مكتبة تسلف بالبريد. قارن هذا بما يحدث اليوم في مدارسنا.
4. ظللنا في صبانا نقتدي بآبائنا و اجدادنا و قبل ذلك برجال الدين ، نوقرهم و نجلهم ، و نحرص ان لا يرونا في ساعات اللهو. أين هذه القدوة اليوم؟ اذا كان التدين اصبح بالتزين بمظاهر الدين : اللحية و غرة الصلاة و العمة و الشال و العصي, و نفس هؤلاء المتوشحون بهذا المظهر الوقور، و يرتادون المساجد في الصلوات الخمسة، يأكلون المال الحرام و هم يتعللون ب "رزق ساقه الله اليك" ، و يتزوجون مثني و ثلاث ، و لا يكتفون بذلك بل يتزوجون بنات الاقاليم القادمات للدراسة الجامعية زواجا عرفيا!! اذا كانت القدوة غارقة لغرة الصلاة في الشهوات و الملذات، تحت بصر ابنائهم ، ماذا نتوقع من الشباب.
سادتي محنتنا اكبر من ان نحلها بالوعظ و الارشاد، و هي محنة من صنعنا، صناعة سودانية خالصة، فانزلوها من شماعة المؤامرات الاجنبية ، وواجهوها بشجاعة.
رب ار قادتنا في السياسة و العلم و الدين الحق حقا و ارزقهم اتباعه و الباطل باطلا و ارزقهم اجتنابه، انك علي كل شئ قدير.
و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي اشرف الخلق و المرسلين.