حاكمية الامن والعسكر وطه الذي أكل يوم أكل صاحب الثوب الابيض د.حافظ قاسم

حاكمية الامن والعسكر وطه الذي أكل يوم أكل صاحب الثوب الابيض د.حافظ قاسم


12-20-2013, 06:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1387515710&rn=0


Post: #1
Title: حاكمية الامن والعسكر وطه الذي أكل يوم أكل صاحب الثوب الابيض د.حافظ قاسم
Author: حافظ قاسم
Date: 12-20-2013, 06:01 AM

حاكمية الامن والعسكر وطه الذي أكل يوم أكل صاحب الثوب الابيض
د.حافظ قاسم
النائب الاول والذي لا يميل عادة الي المواجهات العلنية والمباشرة مع الخصوم ومن ثم اعتاد ان يدبر ويدير صراعاته ومعاركه في الخفاء ومن وراء الكواليس كان وحتي وقت قريب مطمئنا الي وضعه باكثاره التصريحات المؤيدة للبشير وعن حكاية خلوة الرئيس واعتكافه في وجهة حلحلة مشاكل البلد وصراعاته وان ترشيح البشير خاضع لمؤسسات الحزب كما سعي الي تلميع نفسه عبر احمد منصور وبرنامج بلا حدود والذي صرح فيه وبكامل الثقة بان التشكيل الوزاري الجديد سيعلن بعد مدة حددها بالاسبوعين لا اكثر ولا اقل . ولكن ليس فقط مرت المدة ولم يتم تشكيل الحكومة بل ان نفس الشخص والذي ابدي في البرنامج التفاؤل الي درجة الثمالة بمستقبل الانقاذ والمؤتمر الوطني وايضا البلاد يقرر فجأة وبلا مقدمات وفي مثل هذا التوقيت غير المناسب وهو الذي عاب علي مذكرة الاصلاحيين توقيتها ليس فقط بترك كابينة القيادة بل ومحاولة القفز بالبراشوت والطائرة لم تهبط بعد وتستقر في المدرج وهو المساعد الاول للملاح والقائد الاحتياطي للوصول بالطائرة وركابها بما في ذلك بقية الطاقم الي بر الامان في حالة حدوث اي طارئ يمنع الطيار الرئيسي من القيام بواجبه الاساسي في قيادة الطائرة وانزالها الي الارض بسلام .ليس بحكم انه النائب الاول لرئيس الجمهورية والمسئول عن الجهاز التنفيذي ولكن لانه يعتبرالسياسي الاول باعتباره عقل وممثل الاسلاميين في الحكم والمعبر عن ارائهم وتصوراتهم داخل المؤتمر الوطني ومن ثم فان المسئولية الدينية والاخلاقية قبل الوطنية والسياسية تتطلب وجوده في الحكم علي الاقل لتصحيح ما خربته الانقاذ طيلة ربع قرن من الزمان مما جعله يطلب المغفرة في برنامج الواجهة او قل لوضع الامور في نصابها والاطمئنان علي الاوضاع خاصة وانه كان التلميذ المقرب من الاستاذ صاحب المشروع الاصلي وممثله السياسي في كل من برلمانات نميري والاحزاب والمديرالعام للانقاذ في العشرية الاولي ومرشدها العام بعد المفاصلة ومهندس اتفاقية سلامها ببرتكولاته المختلفة مع الجبهة الشعبية .
لاستيعاب ما حدث وما سيحدث لاحقا في المستقبل القريب يتطلب استحضار ملابسات انقلاب الاسلاميين واستلام السلطة عن طريق القوة المسلحة وصراعات المدنيين والعسكريين من عضوية الجبهة ومن استوعب لاحقا طيلة ربع قرن من مسيرة الانقاذ .وكما هو معلوم فان انقلاب الانقاذ والذي استغلت فيه مذكرة القوات المسلحة للتمويه والخدعة والبشير ومجلس ثورته كواجهة وستارة لحكم الجبهة لم يقم به الجيش الرسمي للبلاد وانما تم بواسطة التنظيم المسلح للجبهة القومية الاسلامية ومليشياتها تحت امرة حسن رزق وذهب بموجب المخطط الترابي الي كوبر بينما قبع علي عثمان في بنك الشمال يدير الامور من وراء الكواليس .ولان الحركة الاسلامية هي صاحبة الجلد والرأس فان الاوامر الجمهورية كانت تصدر باسم مجلس الثورة الذي لم يجتمع اصلا لاجازتها وان القرارات كانت تعلن باسم الوزراء وهم في الاصل لم يقرروها .فعلي سبيل المثال فان القرارت الاقتصادية كانت تصدر باسم سيد زكي وزير الماليه ويسمعها عبرالراديو والتلفزيون مثله مثل الاخرين من عامة الشعب .لكن ولان التاريخ قد يعيد نفسه في بعض الاحايين فان مفاصلة رمضان قد جعلت من البشير كا بتنا لفريق الانقاذ ولكن في نسخة مستنسخة من الأم مثلما فرضت عودة نظام مايو مرة اخري في 1971 النميري قائدا ملهما لمايو ولكن في طبعة معدلة وراثيا من الاصل.
ولان الرياح قد لا تجري دائما كما تشتهي السفن كما يقولون فان كل من البحبوحة المالية بسبب البترول والسلام النسبي كنتيجة لاتفاقية نيفاشا قد انتهيا بالسودان الي ازمة اقتصادية طاحنة وانهيار مالي شامل والي حرب مع الجنوب القديم وحروبات في الاطراف مع الجنوب الجديد وتجلي كل ذلك في ازمة أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية من الدرجة الاولي .هذا وان اتضاح زيف الشعارات الاسلامية بالنسبة لكثير من المؤيديين وزوال الغشاوة التي كانت تعمي ابصار كثيرين اخرين من رؤية النظام علي حقيقته عمقت من ازمة الاسلام السياسي وجعلتها تتجلي في اوضح ما يكون التجلي والظهور .كما وان افتضاح اكذوبة الانقاذ وانها للسلطة وللمال والجاه لم يتم اكتشافه فقط بواسطة الجيل الجديدالذي نشأ وترعرع في كنف مشروع الانقاذ الحضاري والذي فشلت عملية اعادة صياغته ولكن حتي من قبل ابناء وذرية سدنة الانقاذ وحارسي معابدها .
فهم موضوع ترجل طه وهضم توقيته يتطلب استحضاركل جوانب مشهد الطائرة التي يراد الانسحاب من كابينة قيادتها والتعرف علي كل من مكان وميقات الهبوط .هذا والمشاهد التالية قد تساعد الي حد ما في اجلاء وتوضيح الامور .
1.بالرغم من ضعف المعارضة عموما وتواطؤ قمم احزابها الرئيسية مع النظام سواء بتعيين فلذات الاكباد اوبمغادرة البلاد وتردد من بقي في الداخل ,الا ان الجماهير قد خرجت في حركة رفض غاضبة وعارمة وشاملة عمت كل البلاد مطالبة باسقاط النظام ومعلنة استعدادها للتضحية وتقديم الشهداء مما اضطر النظام الي اللجؤ للخطة( ب ) التي اتضح في ما بعد من عدد الخسائرفي الارواح انها تعتمد اساسا وبشكل رئيسي علي القناصة والقوات الرديفة من مرابطي الامن ومليشيات الحزب وتبيح استخدام العنف المفرط والرصاص الحي.ومن ثم فان استعادة الشارع لحيويته الثورية واخذ الجماهير لزمام المبادرة والفعل السياسي كانتا بمثابة الاعلان الرسمي بنهاية الانقاذ وان دنو اجلها قد اضحي مسالة وقت ليس الا .
2.كل من الازمة الاقتصادية والانهيار المالي وتفشي الفساد وغياب الادارة الرشيدة لكل من الدولة والاقتصاد وانفلات المجتمع وفي المقابل تزايد تكلفة ادارة الحروب والحفاظ علي الامن وتضخم فاتورة الابقاء علي الحكم وتسييره والعزلة الخارجية دفعت بكل صراعات الانقاذيين القدامي والجدد ما ظهر منها وما بطن الي السطح ,هذا وان كل من المحاولة الانقلابية لود ابراهيم وقوش ومذكرة الاصلاحيين لم تكن هي باي حال من الاحوال اشكال الصراع الاولي وانما كانت مظهرا من مظاهر بلوغه الذروة وانفلاته.
3. شح المال في الداخل الشئ الذي غل من يد الحكم وقلل من امكانية الرشوة السياسية وكسب تاييد اصحاب المصالح تصاحب وتزامن مع قلة تدفق المال الخارجي بسبب تخبط السياسية الخارجية وفقدان الحكم لاي صليح له في الخارج او نصير في المنطقة .هذا وان سعي ايران ونجاحها اخيرا في الوصول الي تفاهم مع الدول الغربية زاد من الهواجس وجعله وحيدا في العراء ولا بواكيا عليه خاصة اذا ما اخذنا في الاعتبار الكثير والمثير من المعلومات التي في يد ايران مثل لجؤ النظام اليها في تهريب القائد الرئيسي وعناصر محاولة اغتيال مبارك عبرها الي افغانستان واعتماده عليها في تصنيع السلاح والتدريب والي درجة مغامرة الرئيس بالطيران متخفيا عبرالسعودية لتهنئة رئيسها وتعاونهم المشترك في مد كل من حماس وحزب الله بالسلاح.وتصعيد رجلها في السودان نافع الي اعلي مراقي الحكم والذي لمن لا يعرف كان قد اخذ اجازة سبتية من جامعة الخرطوم وبدلا من السفر الي امريكا حسب الطلب الرسمي ذهب الي ايران وقضي فيها قرابة العام للتدرب واكتساب الخبرة في ادارة الامن ضمن عملية التحضير للانقاذ وتوليه شئون الامن بعد نجاح الانقلاب
4. الرياح التي كانت قد ملأت اشرعة الحكم بسبب الربيع العربي انتهت بعدم تمكن الاسلام السياسي في السيطرة علي الحكم في ليبيا وعدم استقرار حكم النهضة في تونس اما الضربة القاضية فقدتمثلت في فشل اخوان مصر في اخونة الدولة والتمكن من البلاد وانتهت بعزل الرئيس مرسي .وهنا لا بد لنا من تذكر تجمع الاممية الاسلامية التي تم قي السودان ومحاولة احياء الحركة الاسلامية وجراحات التجميل التي اجريت بزرع العسكر وتولي احدهم نيابة امينها العام والسيطرة علي قيادتها عبر مكتب الحاءات الثلاثة والدموع التي سكبت والاحبار التي اريقت في وجهة توحيد الكلمةبعد ما حدث ما حدث في مصر ومناشدة كل من الترابي والبشير لجمع الصف .
5.القوي الغربية والصهيونية والتي كانت نفسها قد راودتها علي الاعتماد في تمرير مخططاتها ومشاريعها في المنطقة علي الاسلام السياسي كاكثر القوي السياسية المنظمة تاثيرا خاصة وانها حاضنته الشرعية وولية نعمته وانها قد خبرته ابان صراعاتها ضد القوي الشيوعية والاشتراكية وفي حربها ضد السوفيت في افغانستان فان نجاح تجربته في تمكين الراسمالية الطفيلية من حكم السودان وتبين وصفات وبرامج صندوق النقد الدولي ووضع مستقبل البلاد في قضبان التقسيم جعلها تهب وتبذل كل ما في الوسع من اجل مساعدة الاخوان في بعض دول الربيع العربي لتولي سدة الحكم من باب التدجين وتنفيذ المشروع الصهيوني الامريكي الخاص بمستقبل المنطقة وايضا لاستيعاب الاجنحة الاسلامية المتطرفة في العمل السياسي .ولكن تطبيق المخطط في مصر لما لها من وزن وتاثير علي الشعوب العربية اثار ذعر ومخاوف كل من ملوك وامراء ومشايخ دول الخليج فاختلفت حساباتهم مع حساب الغرب عامة وامريكا خاصة فسعوا وعملوا وبذلوا كل الغالي والرخيص حتي يتم افشال ذلك المخطط الشئ الذي احدثا شرخا بينا ولاول مرة في تاريخ علاقات تلك الدول مع امريكا وظهر واضحا في تباين المواقف في ما حدث في مصر وما يحدث في سوريا وايضا حول التفاهم مع ايران ورفض السعوية لمقعد مجلس الامن .
6. اخيرا فان الخروج الاخير للاصلاحيين من المؤتمر الوطني وتكوينهم لحزب منفصل وامكانية ان يلتحق بركبهم عاجلا ام اجلا العديد من اخوانهم في الله زرافات ووحدانا الي من ابي بسبب علاقاتهم وكسبهم في الحركة وقدراتهم الفكرية والتنظيميةالشئ الذي عني من ناحية انهاء عقد زواج الحركة الاسلامية والعسكر خاصة اذا ما اخذنا في الاعتبار عمليات التزوير التي تمت من اجل فرض طه امينا عاما في المؤتمر الاول للحركة والمؤتمرات التي حدثت لمنع كل من غازي وانصاره من تسنم القيادة في المؤتمر الثاني .وغدر الزوجة بالزوج بدأ اولا باخذها العصمة في يدها بعد المفاصلة وثانيا بالتلاعب من وراء الظهر بالسيطرة علي مطبخ القرارات في القصر ومنع اي مدني من الاقتراب والتصوير .ومن ثم فان تمرد الاسلاميين والذي اخذ شكل مذكرة الالف وتنظيم السائحيين ومحاولة كل من قوش وود ابراهيم الانقلابية والذي بلغ قمته بخروج الاصلاحيين ويعني ان وجود علي عثمان من عدمه لم يعد يفيد عسكر الانقاذ في شئ .من ناحية فان معسكر الاسلاميين الجدد الذي تكون من قدماء وقدامي الاسلاميين واخذ اسماءا عدة مثل العدالة وتجمع الاحزاب الاسلامية والوطنية ومنبر المثقفين الوطنيين ومنبر السلام العادل واخيرا حرب الخال مع ابن الاخت قد تصبح منارات جازبة تسحب الكثير من الاسلاميين في عضوية المؤتمر الوطني خاصة وانه لم يعد للوطني مال ولا خيل يهديها ومن الناحية الاخري فان حالة الاستقطابات الاقليمية والمحلية التي صاحبت ونتجت من ما حدث في مصر يبين ان ضرر ورقة التوت الاسلامية التي كان نظام العسكر يستر بها عورته اضحي امثر من نفعها .

ما يهم الشعب في صراعات الاسلام السياسي بمختلف اطيافهم ,هو انه قد فشل فشلا ما بعده فشل في تامين حدود البلد والحفاظ علي وحدة اراضيه وفي الرقي بالاجتهاد الديني والفكري وتقديم نموذج حكم يقوم علي تمتين الوحدة الوطنية واحترام حقوق وحريات المواطنين باختلاف اعراقهم ومعتقداتهم وثقافاتهم وباقامة الشوري الحقيقية واشراك الناس في ادارة دولتهم وتنظيم امور حياتهم ,وفي تحقيق قدر مناسب من التنمية المستدامة والمتوازنة .واما قمة الفشل وادمانه كانت اقامة دولة علي التجسس وتسيير مؤسساتها علي اساس عقيدة امنيه باستيعاب كل الاقوياء الامناء في الاجهزة الامنية وادارة شئون الحكم بالاوامر والتوجيهات الامنية .فمن المعلوم للكافةان قوة النافذين في الانقاذ لم تكن بسبب كسبهم او لبدريتهم ولكن لموقعهم ورتبهم في جهاز الامن والامثلة كثيرة بدءا من نافع والجازوحسن احمد طه وانتهاءا باسامة وكمال عبد اللطيف ومطرف صديق مقارنة بعثمان مكي وزكريا بشير ومحمود شريف ويسن عمر وحسن مكي وهويدا العتباني ومحمد طه محمد احمد وعمار احمد ادم . هذا وان اكبر اخطاءالانقاذ وبالدرجة الاولي الاسلاميين لا تكمن فقط في الاستعجال والوصول للحكم بالانقلاب العسكري وما ينتج عن ذلك كشئ طبيعي الاعتماد علي العقلية والاجهزة الامنية للحفاظ علي الحكم وادارته ولكن باستيراد اسوأ ما في الشرق المتمثل في شمولية حكم الصين واستبداد نظامها السياسي واسوأ ما في الغرب بتطبيق راسماليتة الكلاسيكية والذي تجلي في وحشية سوقها الراسمالي وهيمنة المال علي الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية وسؤ برامج صندوق النقد الدولي. ولو فعلت العكس فاخذت من الشرق حرصه علي التنمية المستدامة والسعي لتحقيق مساواة مواطنيه حتي في الفقر والتغشف ومن الغرب ديقراطيته واحترام حقوق وحريات مواطنيه لحققت بعض السمعة الطيبة.كما وان خطيئتها الكبري لا تكمن فقط في التعاون مع القوي الطفيلية التي انجبها نظام مايو في تدبير الانقلاب والسيطرة علي البلاد ولكن بغض الطرف ومباركة تلاقح وتناسل الاقوياء الامناء من الاسلاميين مع رصفائهم من الطفيليه المايويه بشتي الطرق والوسائل ما ظهر منها وما بطن,من اقتران بالحلال وبالحرام اوعن طريق التلقيح الصناعي والاستنساخ الشئ الذي انجب راسمالية طفيلية جديدة وابرز امثلتها صلاح قوش الذي يعمل بمليارات العملة المحلية وملايين الدولارات.الشئ الذي جعل العديد من اطهار والكثير من بسطاء الحركة الاسلامية وهم يرون العديد من اخوتهم في الله يكنزون الاموال اشكال والوان ويتطاولون في البنيان ويقترنون بالحسان وهم الذين اتوا من البوادي الفقيرة والاحياء الشعبية في الحضر ولم يعرف لذويهم من قبل جاه ولاثروة,سوي ترديد قولة الطيب صالح :(من اين جاء هؤلاء ؟!)