معارضة بالنظر!/ حافظ أنقابو

معارضة بالنظر!/ حافظ أنقابو


12-14-2013, 00:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1386977731&rn=0


Post: #1
Title: معارضة بالنظر!/ حافظ أنقابو
Author: حافظ أنقابو
Date: 12-14-2013, 00:35 AM

كلمة حق

حافظ أنقابو

[email protected]

معارضة بالنظر!

ظلت أتابع بشغف كبير خلال الفترة الماضية، في أن تحدث أحزاب المعارضة اختراقاً واحداً يجعلنا نشعر بوجودها في الشارع السوداني، لكن للأسف لم تحرك المعارضة ساكناً أبدا، حتى عندما أتتها الفرصة بأن خرج المواطنون في تظاهرات ضد رفع الدعم عن المحروقات في سبتمبر الماضي.

إذا كانت قوى الإجماع الوطني فعلاً تريد إحداث تغيير، كانت اقتنصت فرصة خروج المواطنين إلى الشارع ضد رفع الدعم، وتزعمت التظاهرات السلمية وقامت بتنظيمه وحولتها إلى ثورة على حكومة المؤتمر الوطني، لم يتقدم أي حزب أو زعيم في مظاهرات سبتمبر سوى إبراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني وأذكر أنه وردت أناء عن إعتقاله بواسطة قوات جهاز الأمن، وظل زعماء المعارضة في بيوتهم ومكاتبهم يشاهدون صور مظاهرات المواطنين في الفيسبوك واليوتيوب، ويتداخل بعضهم بالهاتف والاسكاي بي مع القوانت الفضائية الأخبارية ويتحدث عن مظاهرات المواطنين كأنه جزء منها، فعلاً ينطبق علي هؤلاء لقب "معارضة بالنظر" على وزن نظرية الدفاع بالنظر التي قالها وزير الدفاع في حوار تلفزيوني.

أعلنت أحزاب المعارضة قبل عدة أشهر مدة مائة يوم لإسقاط النظام، ظللنا نعد الأيام والليالي، إلى أن إكتملت المدة المضروبة وتضاعفت الآن ولم تحرك قوى الاجماع الوطني ساكناً، بل أصبحت الآن تتوارى خجلا من عقد مؤتمراتها الصحفية شبه الراتبة في دار الحزب الشيوعي.

الأحزاب المعارضة الآن تريد الوصول إلى كرسي الحكم والتربع عليه دون أن تقدم تضحيات لذلك تظل تتحفنا دوماً بمواقفها غير المقبولة لدى المواطن، حتى إن جرت إنتخابات حرة ونزيهة في السودان لن تفوز أحزاب المعارضة بمواقفها هذه، أفضل لنا أن نصوت لكفاءات مستقلة بدلاً من أن نصوت للأحزاب، أحزاب لا تقدم لنا شيئا وهي في المعارضة لن تقدمه وهي في الحكومة، لذلك أظن أنه بعد فشل المؤتمر الوطني في دورة الحكم الحالية وسكون المعارضة، سيصوت المواطن السواني لكفاءات مستقلة في الانتخابات القادمة.

سكون الأحزاب ورمادية مواقفها تمخض عنه قيام عدد من الحركات الشبابية المعارضة تعمل خلف الأضواء في تناغم تام، وتقوم بالدور الرقابي على الحكومة الذي هو دور المعارضة في أي بلد، ظهور مثل هذه الحركات نتاج طبيعي لمواقف الأحزاب.

خروج الشباب من الأحزاب يعني عدم وجود تواصل للأجيال، بهذا المنطق فإن أحزابنا هذه ستذهب مع ذهاب الشيب الذين يسيطرون على هياكلها التنظيمية منذ أن عرفناهم.

أحزاب تنادي بالديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة، وهي لا تمارس الديمقراطية في مؤتمراتها العامة ويظل الرئيس رئيس والأمين أمين حتى الموت، ينادون بالديمقراطية وهم ليسوا قادرين على ممارستها، لذلك لن تجد من يثق بها.

تعلم أحزاب المعارضة ما يكنه لها المواطن البسيط لذلك لن تجروء على المشاركة في الانتخابات مهما كانت الأجواء، ستظل الأحزاب كما هي تلعب الدور السلبي الذي أصبحت تجيده تماماً، ويظل الأمل في قيام أحزاب بمفاهيم جديدة على بأساس الحركات الشبابية المعارضة، نريدها معارضة حقيقية ليست معارضة بالنظر.