نظرة إلى الإعلام !؟ بقلم: د. محي الدين تيتاوي

نظرة إلى الإعلام !؟ بقلم: د. محي الدين تيتاوي


12-12-2013, 04:59 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1386863964&rn=1


Post: #1
Title: نظرة إلى الإعلام !؟ بقلم: د. محي الدين تيتاوي
Author: محي الدين تيتاوي
Date: 12-12-2013, 04:59 PM
Parent: #0

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل ربع قرن تقريباً.. وفي اجتماع خاص ضم معظم قيادات الحركة الإسلامية آنذاك.. زكى الأستاذ علي عثمان الشاب الفاتح عز الدين وطالب المجتمعين بعدم مهاجمة الشباب في شخصه مدافعاً عنه.. وقد تذكرت تلك اللحظة وأنا أشاهد اعضاء المجلس الوطني بالأمس وهم يجمعون على انتخاب الدكتور الفاتح عز الدين رئيساً للمجلس بديلاً عن الرئيس السابق المستقيل الاستاذ أحمد إبراهيم الطاهر الذي عرفته لأكثر من ثلاثين عاماً عندما كان مستشاراً قانونياً لشركة الاسبوع صديقاً وفياً ورجلاً مهذباً.. وعالماً قانونياً ضليعاً.. تلك المشاهد التي كنا نلجأ إليه عندما تشتد علينا الأمور وتكثر البلاغات الكيدية ضد الصحيفة ورئيس تحريرها الذي عانى كثيراً من البلاغات لدرجة أن شرطة الخرطوم شمال نصحته بأن يبدأ يومه بالحضور إلى القسم أولاً كل يوم ثم يذهب إلى مكتبه في صحيفة الأسبوع بعد أن يطمئن أن لا بلاغات مفتوحة ضده!!
استهللت مقالي هذا اليوم هكذا لاقول للرئيس البشير أن الإعلام بحاجة إلى نظرة أيضاً... فمنذ بداية حركة الانقاذ لم يحظ الإعلام بالاهتمام اللازم ولم يجد التمويل المطلوب بالرغم من أن الإعلام اليوم اصبح يشكل راس الرمح في احداث أي تغيير وفي صناعة الرأي العام وتوجيهه وقيادته.. وقد اصبح آلية قوية لتحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية والثقافية.. والإعلام السوداني بحاجة إلى نظرة في تشريعاته التي تحكمه وفي اقتصادياته التي تجعله فاعلاً وقادراً على القيام بدوره .. والإعلاميون السودانيون وجعلهم من عنصر الشباب يملكون المعرفة.. فالجامعات السودانية ترفد الإعلام سنوياً بما يزيد عن الألفي عنصر من مختلف التخصصات الإعلامية الجديدة.. ولكن ضيق المواعين والتشريعات القديمة العقيمة البالية.. وضيق وعجز التمويل تكبل كل محاولات الاصلاح والمواكبة.. وشباب الإعلاميين لا يجدون الفرص للإبداع وتقديم ما نالوه من علم ومعرفة.. ويبقى أزاء هذه الظروف ضرورة فتح الفرص أمام الإعلام الجديد لكي يكون واحد من عوامل الدفاع عن السودان في مواجهة الإعلام الدولي الذي يستخدم الإمكانيات المادية الكبيرة لتشويه صورة بلادنا واستعداء الراي العام العالمي ضد بلادنا ومحاصرتنا إعلامياً وسياسياً.. ظلماً وجوراً.. نريد في إطار التغيير الذي يجري تغيير النظرة للإعلام ومنحه الفرصة ليكون أحد سواعد إبراز الصورة الحقيقية للشعب السوداني الذي لا يعرف الارهاب ولا يتعامل معه كما تدعي الصهيونية وآلياتها الظالمة الكاذبة.. وإزاء الأوضاع المالية التي تكتنف كافة وسائل الإعلام الخاص منها والعام وبما أن الرئيس يؤمن بأن الناس على دين إعلامهم فقد آن الأوان لتغيير الرأي حول الإعلام وإعادة النظرة في دوره وأهميته وضرورة تمويله لأنه بلا مال لا ينبغي علينا أن ننتظر عائداً حقيقياً من الإعلام وأوصي بشدة على إعلام الولايات فهو أيضاً يستحق الاهتمام والصرف عليه.